رحم الله جدّي لوالدي وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبي محمد وآله وصحبه الكرام، فقد كان يُردّد في مجالسه الخاصة هذه المقولة الرائعة: "الوفاء... سمة الأفاضل".
فالوفاء من أجمل الصّفات الإنسانيّة نُبلًا ورُقيًّا. وهو أن لا تخذل أحدًا وثق بك.
وأجمل ما في الوفاء أنّه:
"إن لم يستطع أن يضيء فهو لا ينطفىء أبدًا، ويبقى سراجه وقّادًا حتّى آخر قطرة من زيته العطر".
الوفاء هو سعادة للنّفس البشريّة.
والوفيّ هو إنسان راقٍ بكلّ المقاييس الإنسانيّة.
هذا وإنّ الوصول إلى درجة الوفاء يُعدّ المكسب الحقيقيّ لبناء الإنسان السويّ بأفعاله وأحاسيسه وكلماته.
الوفاء "ليس كلمة تُقال"، ولا سلوكًا يمكن القيام به بلا مقدّمات وبلا استعدادات. فهو يتطلّب أن تُهيّء ذاتك ماديًّا بفعل ملموس، ومعنويًّا بشعور محسوس.
الوفاء هو طبيعة النّفس الزكيّة، والرّوح العطرة الشذيّة، والقلوب الخيّرة النّديّة.
الوفاء يؤدّي بصاحبه إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، فيتّسم الوفيّ بالشّهامة والمروءة ونبل الخصال الحميدة.
وفي نهاية المطاف ينصهر الإنسان بوفائه، فيصبح الوفاء سلوكه اليوميّ وفعله الدّائم.
وأسمى ما في الوفاء "تطبيق قاعدة الجزاء من جنس العمل". فالوفاء ينبغي أن يقابل بالوفاء إنفاذًا للقاعدة المعروفة على مرّ العصور: "وما جزاء الإحسان إلّا الإحسان".