الثلاثاء 19 أيلول 2023 18:05 م |
النائب سعد يستقبل وفدا من "اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا" |
* جنوبيات استقبل الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد في مقر التنظيم في صيدا وفدا من "اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا"، وذلك بحضور منسق اللجنة قاسم عينا، وعضو الأمانة السياسية في التنظيم أبو جمال ناصيف عيسى، وعدد من الاعضاء في التنظيم.
وفي نهاية اللقاء انتقل الوفد يرافقهم سعد الى تمثال الشهيد معروف سعد، حيث وُضع إكليل من الزهر.
و خلال اللقاء كانت كلمة باسم الوفد لعضو الهيئة الادارية للجنة في ايطاليا "Milka karobote"، أكدت خلالها على أن اسرائيل لا تسمح بالقرار 194 للامم المتحدة "الذي تقرر فيه وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم وغيرها من الأمور".
واكدت بأن الحكومة الحالية الفاشية الاسرائلية تريد أن تمسح هذا القرار، وهي ضد كل شيء اسمه مقاومة فلسطينية، وضد أي انسان يتحرك ضد الاحتلال، وهذا حق طبيعي للفلسطينيين، كما تعمل على طمس القضية الفلسطينية.
و اعتبرت أن ما تقوم به "اسرائيل" من عنف واضطهاد ضد الشعب الفلسطيني هو على مرأى من الصحافة العالمية المحكومة من اسرائيل.
وختمت بتجديد الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني والاستمرار بدعم القضية حتى النصر ونرى فلسطين متحررة.
وكانت كلمة للنائب اسامة سعد حيا فيها جهود أعضاء اللجنة، شاكرا لهم زيارتهم التي يقومون بها بشكل سنوي في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وتحدث عن المخاطر التي تحيط بالقضية الفلسطينية والمشاريع المشبوهة التي تستهدف القضية وتهدف الى تصفيتها والى شطب حق العودة كما وتعمل على تخريب الأمن اللبناني، وتطرق الى احداث مخيم عين الحلوة الأخيرة و مما جاء فيها:
"اهلا وسهلا بكم جميعا في عاصمة جنوب لبنان وايضا عاصمة الشتات الفلسطيني صيدا، هذه المدينة التي واجهت العدوان الصهيوني على لبنان عام 82 ببسالة نادرة، واحتضنت نضال الشعب الفلسطيني منذ عام 1936 مع بداية الهجرات الصهيونية، وبناء المستعمرات في فلسطين. منذ ذلك الوقت كان الشعب الفلسطيني يتصدى لهذه الهجرات فوق ارض فلسطين، وكان أبناء مدينة صيدا مع الشعب الفلسطيني في التصدي لهذا العدوان، ومعروف سعد كان في طليعة المتصدين لهذه الهجمة الصهيونية ضد شعب فلسطين، وكان مدرسا في مدرسة حيفا في فلسطين، يعمل هناك ويتعرف على الثوار الفلسطينيين ويزودهم بالمتطوعين اضافة الى ما يقوم به من دور.
وكان الوطنيون اللبنانيون والفلسطينيون يتصدون لعدة قوى، الهجمة الصهيونية، الاحتلال الانكليزي لفلسطين، والاحتلال الفرنسي للبنان وسوريا، وفي تلك الفترة بدأت حركة التحرر الوطني في هذه البلاد، نجحنا في لبنان بدحر الاستعمار. وبالتآمر الدولي تكرست دولة غير شرعية في هذه المنطقة وهي "اسرائيل" ، وهي ليست دولة طبيعية في المنطقة هي عنصرية وعدوانية، وتمكنت في ال 1984 من تثبيت وجودها بعد ان ارتكبت المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وأجبرت مئات الألاف من الفلسطينيين على النزوح الى البلدان العربية وغيرها. وتطوع الوطنيون اللبنانيون والكثير من الوطنيين العرب من أجل الدفاع عن فلسطين بخاصة في الجليل الأعلى، وكان من بينهم معروف سعد، واستشهد الكثير في المعارك ضد الصهيونية.
ولا زالت الحركة الصهيونية العنصرية العدوانية تمارس كل أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني. وترتكب المجازر والقتل والاعتقال ومصادرة الأراضي واقامة المستوطنات فوق الاراضي الفلسطينية، وهي مستوطنات غير شرعية، وتحظى بدعم من الامبريالية الاميركية، ولا تريد حتى هذه اللحظة ان تعطي الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة.
وأضاف سعد: "نحن أمام هذه التحديات نقف الى جانب الشعب الفلسطيني كما أنتم تقفون الى جانبه، وهو منذ سبعة عقود لا يزال يناضل من اجل انتزاع حقوقه الوطنية فوق أرضه، وكل أحرار العالم يدعمون نضال هذا الشعب، ويكاد الشعب الفلسطيني ان يكون الشعب الوحيد الذي لا يزال تحت وطأة الاحتلال، وهو ممنوع من تقرير مصيره، واقامة دولته المستقلة فوق أرضه وعاصمتها القدس العاصمة التاريخية لفلسطين."
أردت أن أؤكد من هذا الكلام، بأننا على طريق واحد معكم دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني، وولنسقط سويا الدعايات الصهيونية التي تزعم "بأن ليس للشعب الفلسطيني أي حقوق"، وارتكبت مجازر من أجل اسقاط حقوقه الوطنية؛ في لبنان عام 82 في مجازر صبرا وشاتيلا، وفي تل الزعتر، وفي تصفية مخيم النبطية في جنوب لبنان، كل هذه المحاولات لاسقاط حق الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية، وحق العودة الى فلسطين.
وأكد سعد قائلا: "أحيانا كثيرة تُستخدم قوى متطرفة ارهابية لتنفيذ هذه الأجندات الخطيرة، كما حصل في مخيم نهر البارد، حيث تمركزت فيه قوى متطرفة أدت الى تفجير الأوضاع فيه واشتباكات عنيفة مع الجيش اللبناني مما أدى الى تشتيت العديد من الإخوة الفلسطينيين من المخيم الى أنحاء العالم.
ومنذ أيام ما حصل من أحداث في مخيم عين الحلوة، تشير الى توظيف لهذه المجموعات المتطرفة من أجل تنفيذ أجندات ترتبط برمزية مخيم عين الحلوة كمخيم أساسي وهو عاصمة للشتات الفلسطيني في محاولة لتفجير المخيم من الداخل وضرب رمزيته لجهة حق العودة، ورفض النضال الفلسطيني الطويل والمديد، وليس هناك أي مخيم آخر يعوض عن رمزيته، بحجمه وموقعه، لجهة حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى فلسطين."
وأضاف: "لا يكفي ان الشعب الفلسطيني يواجه المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري العدواني في فلسطين، انما تتمدد المؤامرة عليه الى خارج فلسطين لشطب حقوقه الوطنية.
لم يتعرض شعب في العالم لهذا الاستهداف كما يتعرض الشعب الفلسطيني، ومخيم عين الحلوة أساسي في معادلة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، واستهدافه يعني استهداف هذه الحقوق، اضافة الى استهدافات أخرى تنعكس على لبنان عبر تداعيات الأحداث التي حصلت في المخيم.
فمخيم عين الجلوة في قلب مدينة صيدا، ولها موقع يتقاطع جغرافيا وسياسيا مع عدة قضايا، فهي تضم أكبر المخيمات الفلسطينية في الوطن العربي، ونقطة وصل بين جنوب لبنان وبيروت وباقي المناطق اللبناني، وفيها تنوع سياسي وديني، وتعايش بشكل ديمقراطي، ومحيطها الجنوبي والشرقي والشمالي، وهي تحتضن القضية الفلسطينية منذ عدة عقود، لذلك أي اخلال بأمن المدينة يعرض الأمن الوطني اللبناني لأفدح الأخطار، اضافة الى أن لبنان يعيش أوضاع صعبة جدا؛ هناك حالة من الانسداد السياسي غير قادر على انتخاب رئيس للجمهورية و انتظام عمل المؤسسات فيه، وهناك أزمة النزوح السوري الى لبنان الضاغطة عليه سياسيا واقتصاديا وخدماتيا وأمنيا، وانهيار مؤسسات الدولة غير الفاعلة، وغير العاملة، وشبه معطلة، ومشلولة، والأوضاع المعيشية الصعبة التي تهدد بانفجار اجتماعي كبير.
لذلك أحداث مخيم عين الحلوة تزيد حجم المخاطر الموجودة في لبنان، التي تهدد الشعب الفلسطيني والأمن الوطني اللبناني ايضا. القضية هي اذن أمن الشعب الفلسطيني، وامن مدينة صيدا بموقعها الاساسي والمهم، والأمن الوطني اللبناني، وسلامة العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وسلامة القضية الفلسطينية."
وتساءل سعد: "هل ترون حجم الأخطار من أحداث مخيم عين الحلوة؟ هي أحداث خطيرة جدا، وعلينا التحرك بقوة من أجل افشال السيناريوهات المطروحة المتعددة الأهداف، وقد تكون متقاطعة مع بعضها، وقد تكون متعارضة وعدة جهات تدفع باتجاه هذه الأحداث. ايا تكن السيناريوهات فهي ضد الشعب اللبناني والفلسطيني، ومن مصلحتنا ان لا تتكرر هذه الأحداث.
وشرح سعد ما بذل من جهود من أجل التوصل الى وقف اطلاق النار قائلا: "بذلنا جهود مضنية في الجولة الأولى منذ اكثر من شهر لوقف الأحداث في المخيم، وتمكنا من وقف اطلاق النار ومعالجة بعض القضايا، ومنذ ايام تجددت هذه الاشتباكات، وبذلنا ايضا جهودا مضنية من أجل وقف اطلاق النار، وكان هناك تفاهم لوقف اطلاق النار وازالة المظاهر المسلحة، وتسليم المطلوبين باغتيال العرموشي الى السلطات اللبنانية، واخلاء مدارس الانروا من المحتلين المسلحين وتسليمها للانروا، وهي تستوعب أكثر من 6000 تلميذ من أبناء المخيم وتعرضت لاضرار كبيرة جدا، وتشكيل قوة مشتركة من كل الاطراف لتنفيذ هذه البنود."
ولفت الى أن اللواء العرموشي كان قادرا ان يمسك أمن المخيم ومتعاون مع السلطات اللبنانية وكان يشكل ضمانة لامن المخيم، واستهدافه بكمين محكم، انما يهدف الى اثارة الفوضى في المخيم وتخريبه.
وختم بالتأكيد على "أننا سنستمر في سعينا لمعالجة هذه القضية، ونحن على تواصل مع كل الاطراف الفلسطينية واللبنانية المؤثرة في هذا الملف ، وبانتظار ان تنفذ باقي الاجراءات المتفق عليها.
وستبقى القضية الفلسطينية في دائرة الخطر طالما المشروع الصهيوني العدواني العنصري موجود وقائم، وطالما الامبريالية الاميريكية وحلفائها تدعم الحركة الصهيونية وهذه الدولة العدوانية."
المصدر :جنوبيات |