لليوم الثاني على التوالي، ما زالت النيران مشتعلة في الأحراج الفاصلة بين بلدتي بعاصير والدبية في منطقة إقليم الخروب، على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها عناصر الدفاع المدني وجهوزيته وحضوره على الأرض لتنيفذ المهمات، بالتعاون مع عناصر الجيش اللبناني. 

وقد عملت طوّافتان للجيش طوال نهار أمس لإخماد مساحات كبيرة من الحريق، إلّا أن صعوبة المنطقة ووعورتها وعدم وجود طرق توصل إلى مواقع الحريق حالت دون السيطرة على النيران، في ظل تسارع حركة الرياح، التي ساهمت في توسع رقعتها.

 وزير البيئة 

بالتزامن، أكد وزير البيئة ناصر ياسين صباح اليوم أنه سيتواصل مع قيادة الجيش، وسيطلب إرسال طوافة أخرى للمساعدة في إطفاء الحرائق في مناطق إقليم الخروب، منوهًا بجهود عناصر الدفاع المدني والشباب والجيش للقضاء على الحريق.

كما حذّر من خطر اندلاع الحرائق اليوم عبر حسابه على منصة "إكس"، وقال: "يشهد اليوم ارتفاعًا كبيرًا في مؤشر خطر الحرائق خاصة في مناطق عكار والضنية والكورة وزغرتا والبقاع الشمالي والبقاع الغربي وراشيا وبنت جبيل وحاصبيا، ويساهم الطقس الجاف وانخفاض نسب الرطوبة بجعل الوضع مؤاتيًا لزيادة خطر الحرائق وإمكانية تمدد النيران بشكل سريع، كما شهدنا أمس في إقليم الخروب والضنية وعكار وحاصبيا ومناطق أخرى".

 عبد الله 

بدوره، أشار النائب بلال عبد الله إلى أنه أجرى سلسلة من الإتصالات، وواكب تفاصيل عمليات الإطفاء، والجهود المبذولة من مختلف أبناء المنطقة والبلديات، بهدف السيطرة على الحريق وحماية طبيعة المنطقة.

 الدفاع المدني 

من جهته، أكد المدير الإقليمي للدفاع المدني في جبل لبنان الجنوبي الموجود بالقرب من مواقع الحريق في الدبية حسام دحروج منذ الصباح الباكر أنه يتواصل مع المديرية العامة مع الدفاع المدني، طلبًا للمساعدة عبر الإستعانة بمراكز أخرى للسيطرة على الحريق، الذي بات يهدد المنطقة وأهلها، لافتًا إلى أن النيران المشتعلة في أودية بعاصير والدبية لا يمكن الوصول اليها وإخمادها إلا عبر طوفات الجيش.

وثمّن دحروج خطوة إدارة جامعة بيروت العربية في الدبية، التي مدت العناصر بالمياه، عبر تعبئة البركة الاصطناعية التي تم وضعها في حرم الجامعة، لتزويد طوافة الجيش بالمياه لإخماد النيران في المنطقة، مشيرًا إلى أن "امكانات الدفاع المدني، وأمام ضخامة الحرائق، ونظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة، باتت عاجزة عن القيام بكل مهامها المطلوبة".