آلاف الأشخاص احتشدوا في "مدينة الاستقلال" راشيا، بـ"يوم الدبس"، الذي تنظّمه جمعية Rashyaa and beyond، حيث تهافت المواطنون اللبنانيون من كل المناطق والبلدات اللبنانية، في عرسٍ وطني "ريشاني" جامع، فكان "يوم الدبس" فسحةَ تلاقٍ وفرح وعمل لكثير من العائلات والأفراد، وسط أصعب الأزمات التي يعانيها لبنان في تاريخه الحديث.

"هدفنا هو أن نعرّف الناس أكثر على هذا القضاء وهذه البلدة، ونكرر النشاط الذي أسميناه "يوم الدبس"، حيثُ تتعدّى الفكرة البُعد المادي والتسويقي، لتصل إلى فكرةٍ أرحب وأشمل تتمثل في تعارف الناس على بعضه وعلى راشيا"، وفق ما يؤكد رئيس الجمعية المنظمة للنشاط نزار مهنا.

مهنا في تصريح خاص بـ"جنوبيات" اعتبر أنه "رغم كل التحديات استطعنا أن نجمع الناس من كل لبنان في هذه الصورة الوحدوية المميزة والمُنتجة، وهذا المشهد يختصرُ حقيقة راشيا بمحبة الناس لها، وبتاريخها وعراقتها واصالتها، ولن نألوَ جهداً في بذل المزيد من الجهد في سبيل وتطوير هذا النشاط والموعد عامًا بعد عام".

سحر (بائعة مونة بلدية في السوق)، أكدت أن "الحركة بالإجمال جيدة، وقد أخذنا بعين الاعتبار واقع الناس المعيشي الذي يرزح تحتهُ قسمٌ كبيرٌ من أبناء المنطقة والوطن عموماً".

سامر (بائع تراثيات وأوانٍ قديمة) وصف "يوم الدبس" بالفرصة التي لا تقدرُ للحوار مع الآخر واللقاء معه، وليس فقط المبيع"، معتبراً أن "الناس ما زالوا على حبهم للبضائع القديمة، بما ترمز إليه من بُعد تاريخي وتراثي، لذلك فالمبيع جيد نوعاً ما، نسبةً إلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يمر به الناس".

بدورهم، صنّف أصحاب آليات "التوك توك" هذا النهار فرصةً للإنتاج في ظل زيارة الناس من كل بقاع الوطن إلى بلدة راشيا، فمازح "أبو محمد" (سائق توك توك) قائلاً: "هذا النهار يجب أن يكون مرة كل أسبوع".

خلاصة "يوم الدبس" هي أن هذا الشعب رغم الأزمات والنصال التي تكسّرت على النصال، ما زالَ توّاقاً ومُحبّاً للحياة، ومشهدُ يوم الدبس في راشيا خيرُ دليل على ذلك.

خاص "جنوبيات".. يوم الدبس في راشيا: آلاف اللبنانيين يزورون مدينة الاستقلال