الجمعة 6 تشرين الأول 2023 07:10 ص

"جلسةٌ مع كبير"!


* جنوبيات

قد يستغرب البعض عنوان هذا المقال، لكن حين يقرأه سيتعرّف إلى كبيرٍ من بلادي اسمه القاضي حسن رضا الحاج- أمدّ الله في عمره مع موفور الصّحّة والعافية إن شاء الله.

في كلّ مرة أجلس معه أكتسب الكثير وأتمنّى لو أنّ الجلسة تطول.. وتطول. 
من حوالي أسبوع زرته في بيته المتواضع وهو الذي أفنى زهرة شبابه في خدمة الوطن والمواطن، فأعطى العدالة وهجًا نورانيًّا لا تزال ومضاتها تشعّ حتّى لحظة كتابة هذه السّطور التي لا تفي هذا الإنسان العظيم حقّه. 
في تلك الجلسة العطرة أفاض الله على الرئيس الكبير من معين فضله الذي لا ينضب، فأخذ يحدّثني عن قواعد الحياة وكيفيّة التّعامل مع الآخرين، وسأختصر قدر الإمكان حديثه الشيّق منعًا للإطالة، وإن كنت أميل إلى كتابة المطوّلات عن هذا الإنسان الرّاقي. 
ومن كلامه العطر نستزيد ونكتسب حكمة الكبار:
"من يتكلّم معك عن حياته الخاصّة ويشاركك كلّ شيء، اعلم أنّه وصل إلى حدّ الثّقة العمياء، فلا تخسره.
لا توجد طاولة في مطعم بكرسيّ واحد، لأنّ الحياة لا تُعاش من دون مشاركة.
نعتقد دائمًا أنّ حياة الآخرين هي أفضل من حياتنا، والآخرون يعتقدون أنّ حياتنا أفضل. كلّ ذلك لأنّنا نفتقد القناعة.
الدّنيا قوسان: القوس الأوّل يتمثّل بالولادة. والقوس الثّاني بالموت، فاصنع بينهما شيئًا نافعًا.
مهما كنت مثاليًّا، ستجد من يكرهك، فالملائكة تكرهها الشّياطين.
عندما تعجبنا عقليّة أحدهم، ستعجبنا ملامحه مهما كانت.
اعمل الخير بصوت هادئ، فغدًا سيتحدّث عملك عنك بصوت عالٍ.
كلّ شيء يصبح جميلًا عندما نريد أن نراه جميلًا، فنحن سادة أفكارنا.
دع الماضي يمضي، وأحاديث النّاس تمضي، فهل سمعت بشخصٍ ربح سباقًا وهو ينظر خلفه؟
وأخيرًا وليس آخرًا، لا تحزن إذا لم يتذكّرك أحدهم إلّا وقت الحاجة، بل ابتسم لأنّك كالشّمعة، ما إن أظلمت حياتهم حتّى أسرعوا إليها".
فأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب  رضوان الله وسلامه عليه، وكرّم الله وجهه يقول:
"من نعم الله عليك حاجة النّاس إليك، فلا تملّ هذه النّعم".
وبعد هذا الكلام الصّادر عن كبير من بلادي أختم لأقول:
"تيقّنوا تمامًا أنّ مكيالكم يُكال لكم به. فعندما كنّا صغارًا، كنّا نتصنّع البكاء كي لا ننام.
 والآن نتصنّع النّوم كي لا يعلم أحد أنّنا نبكي"...

المصدر :جنوبيات