الجمعة 6 تشرين الأول 2023 20:02 م |
اللواء إبراهيم خلال منحه وسام الاستحقاق البولندي: نار أزمة النزوح والهجرة غير الشرعية ستصل إلى كل من يدير ظهره لهذه المأساة |
* جنوبيات منح رئيس الجمهورية البولندية أندجي دودا، وسام الاستحقاق البولندي للمدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم. وقد قلده الوسام بإسم رئيس الجمهورية السفير البولندي في لبنان برزيميسلاف نيووفسكي، بحضور وفد رسمي من بولندا برئاسة وزيرة وكالة الاستخبارات البولندية أنيتا ماسيجوسكا. أقيم الحفل في "فندق الفينيسيا" - بيروت بمشاركة وفد بولندي رفيع من وزراة الخارجية والسفارة في لبنان برئاسة السفير برزيميسلاف نيووفسكي. وحضور عدد من المدعوين الرسميين من أصدقاء اللواء ابراهيم من سياسيين ورجال دين واعلاميين.
وألقى اللواء إبراهيم كلمة قال فيها:
كان أساس عملنا قائماً على أن البدء هو حماية الإنسان كونه الأصل والأساس، وعلى أن حمايته هي الهدف وقبل أي معادلات أخرى. لقد نجحنا من خلال التعاون وعبر الحوار والمبادرات أن نصل إلى برّ الأمان. لقد كان هاجسنا أن نحفظ أمن دولنا جراء موجات النزوح إنما على قاعدة حفظ الإنسان وحقوقه وضمن منطوق الشرعات الدولية. لقد انصب الجهد لضمان احترام مكانة لبنان وصلاته العالمية، وعلى أن يبقى وطننا حيث يجب أن يكون وأن يبقى: لبنان الحوار ولبنان الرسالة، ولبنان الملتقى وصلة الوصل بين الشرق والغرب، لبنان عاصمة الثقافات ومنارتها، وها هو أمين معلوف يُثبت ان لبنان بإنسانه هو الأقوى والأبقى فكراً وثقافةً. إننا وبالتنسيق والتعاون مع مع الأصدقاء في الجمهورية البولندية، استطعنا تحقيق الكثير على صعيد التقارب بين البلدين، وعلى صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحرير الرهائن وتفادي الأخطار، وكما تجنب العمليات الإرهابية. لقد أثبت التقارب والتعاون إنهما السبيل الوحيد إلى ضبط الحدود ونزع فتيل النزاعات والحروب، وتبريد الجبهات. نحن الآن في قلب الخطر. والفراغ يهدد وجودنا كله ويؤثر على دول الجوار التي نتشاطىء معها على حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي معنية بإجراء تواصل جدي في ما بينها اولاً ومعنا ثانياً لمعالجة هذا الأمر. إن مشكلة النزوح غير الشرعي تعالج بالسياسة والتعاون والتنسيق وتقاسم الاعباء وليس بالأمن وحده، مع الحفاظ على مبدأ الشرعية التي وُجدت لمعالجة آلام ومعاناة الإنسانية أولاً وليس لأي شيء آخر. إن الوضع الحالي يوجب استمرار تفعيل التنسيق بين بلدينا لضمان الإستقرار ونمو العلاقات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. وكلي ثقة وقناعة أنه سيكون للجمهورية البولندية دوراً فاعلاً ومميزاً في مساعدة لبنان كما سبق وفعلت وخففت عنا جزءً من أعباء النزوح وتبعاته، وألفت عناية الجميع إلى أن تصدع الوضع بالمنطقة يُنذر بشرٍ مستطير لن يكون استدراكه إلا باحترام سيادة الدول، وحقوق الشعوب وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. لقد وُجدت القوانين والأنظمة والاتفاقات لخدمة الانسان وليس العكس وبعيداً عن العصبية والعنصرية، إن النازحين السوريين هم أخوة لنا نتشارك معهم الكثير الكثير ولكن آن للعالم ان يتحمل مسؤوليته معنا في هذا الإطار. وإذ أشكر للجمهورية البولندية تكريمها وللسادة الحضور مشاركتهم، إلا أنني اغتنم هذه الفرصة لأُحذر من أن نار أزمة النزوح والهجرة غير الشرعية ستصل إلى كل من يدير ظهره لهذه المأساة، وحتماً سترتد عليه كرة النار التي يعتقد انه يرميها أو قادر على ابقائها على أرض الآخرين، وإن غداً لناظره قريب. المصدر :جنوبيات |