قال مسؤول في حركة "حماس" لوكالة "رويترز": "إن عملية "طوفان الأقصى" تم التحضير لها قبل عامين، كاشفاً أن الحركة خدعت "إسرائيل" بأنها غير مستعدة لمغامرة عسكرية".
وأفاد المسؤول بأن "الخطة التي نفذت أعد لها منذ عامين، وكانت تجري الكثير من التدريبات عليها، وفي المقابل كان هناك إيحاء من قيادة الحركة على أنها تريد التسهيلات الاقتصادية وترغب بالمال أكثر من غيره، وهو الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لرفع مثل هذا التقييم للمستوى السياسي"، مبينا "أن "حماس" كانت معنية بهذه الخطوة من أجل توجيه ضربتها الاستباقية".
وذكر أن "الحركة امتنعت لفترة ليست قصيرة في الدخول بأي من الجولات السابقة من أجل الوصول لتنفيذ هذه الخطة"، لافتا إلى "أن "حماس" تمكنت من خلق صورة كاملة بأنها غير مستعدة لمغامرة عسكرية ضد إسرائيل".
وأضاف: "لقد استخدمت حماس تكتيكا استخباراتيا غير مسبوق لخداع إسرائيل لعدة أشهر، من خلال خلق الانطباع بأنها غير مستعدة للدخول في صراع مع إسرائيل بينما كانت تستعد لهذه العملية الضخمة"، مشيرا إلى أن "التدريبات كانت تجري علنا وفي مناطق مفتوحة، وفي بعض الأحيان أقحمت "كتائب القسام" عناصر من فصائل فلسطينية للمشاركة في تلك التدريبات والتي كان الهدف منها التدرب على مثل هذه العمليات باقتحام المستوطنات بهجوم مفاجئ".
وكشف المسؤول في "حماس" أن العنصر الأساسي في الخطة هو منع تسريبها، ولذلك لم يكن العديد من كبار قيادات الحركة على علم بها، وأن 1000 مُسلح ممن شاركوا بالهجوم المفاجئ لم يكونوا يعرفوا الهدف الدقيق من التدريبات التي أجروها إلا عند نقطة الصفر.
وحسب تقرير "رويترز"، فقد اعترف مسؤولون إسرائيليون بأنهم اعتقدوا أن "حماس" معنية بالتسهيلات والمنافع الاقتصادية وليس بالصراع، ولكن هذا المفهوم انهار، فيما اعترف متحدث عسكري إسرائيلي بأنهم كانوا مخطئين بمثل هذه التقديرات.
وقال مسؤول أمني كبير إن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قد تم تضليلها.. جعلونا نعتقد أنهم يريدون المال، وخلال هذا الوقت كانت تدريباتهم هدفها تنفيذ هذه الخطة عندما أصبحوا جاهزين لها"، مُشيراً إلى أن "هذه التدريبات لم تشر لنوايا حماس أو تشعل ضوءا أحمر في أوساط الأجهزة الأمنية حول ما تخطط له".
وأقر بأن "الفشل الاستخباراتي الخطير هو الاعتقاد بأن زعيم "حماس" بغزة يحيى السنوار كان مهتما بإدارة القطاع أكثر من الدخول في صراع عسكري، ما دفع "إسرائيل" إلى خفض اهتمامها بحماس".