واصل اللواء عباس إبراهيم زيارته إلى العاصمة الفرنسية حيث شارك مساء امس في لقاء نظمته جمعية "المراسلين العرب والأجانب في باريس Trilogue في حضور رئيس الجمعية الإعلامي إيلي مصبونجي ومشاركه عدد من الإعلاميين.
افتتح اللقاء بكلمة للواء إبراهيم حول عملية "طوفان الأقصى"، حيث شرح خصوصية هذه العملية التي شكلت فشلا كاملا للنظام الأمني الإسرائيلي، شارحا أهمية السياق الذي جاءت فيه العملية". وقال: "السلام مطلوب، لكن السلام العادل والشامل".
أما على المستوى اللبناني، فقد أوضح اللواء إبراهيم "أن لبنان في وضع انتظار واضح جراء تشابك الفراغ الرئاسي على المصالح الإقليمية والدولية". وأوضح "أن السيئ هو تكيف غالبية اللبنانيين مع الواقع القائم مما شكل عامل اطمئنان للسلطة وللجهات الخارجية الأطراف بتبادل الاتهامات وتقاذف المسؤوليات عن الانهيار وعن استمرار الفراغ والتهرب من تنفيذ الإصلاحات على نحو لا يساهم سوى في تكريس لبنان ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات الكارثية".
ورأى اللواء إبراهيم في ختام كلمته: "في ظل الوضع الحالي وحدها المملكة العربية السعودية ضبطت المسار المتهالك نحو التطبيع". وأكد "ان لا سلام في المنطقة ما لم يأخذ الشعب الفلسطيني حقه الكامل". وقال: "ما أقوله هو تقدير وقناعة سياسية، فإما الحقوق اللبنانية والفلسطينية والسورية او لا استقرار وسلام في المنطقة".
حوار
ثم دار حوار بين إبراهيم والإعلاميين المشاركين، فقال ردا على سؤال عن مدى انعكاس ما يحصل في غزة على المنطقة: "إذا دخلت "إسرائيل" على غزة كما هو شائع اليوم بقوة عسكرية كبرى فان المنطقة ستشتعل كلها وإذا ما أقدمت على اغتيالات في لبنان وسوريا وفلسطين فسيكون هناك ردات فعل عنيفة جدا".
أضاف: "أن إسرائيل في وضع لا تحسد عليه فلم يعد لديها خيار إلا الذهاب إلى المفاوضات وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه وإلا ستكون "إسرائيل" في مهب الريح".
وأشار إلى ان "هناك قرارا بفتح كل الجبهات إذا تجرأت إسرائيل الدخول إلى غزة بالقوة وعلى العقلاء في العالم ان يتدخلوا وقد تكلموا معي ومع غيري لكن هذا التدخل لم يكن على المستوى المطلوب". وقال: "ما سمعته البارحة ليلا من قيادات فلسطينية ان لديهم اسرى من العام 2014 وان الزيارات أصبحت مقطوعة وما يجري من اعتداءات على المقدسات في الأقصى والاعتداء على النساء وغيرها جعلت من الشعب الفلسطيني معبأ،وهذه التعبئة دفعت حماس للقيام بهذه العملية".
أضاف إبراهيم: "أن العنجهية الإسرائيلية هي سبب مباشر لان تكون هي عدوة نفسها، والممارسات الإسرائيلية نشرت الذعر وأوصلت الوضع إلى هذه النتيجة".
ولبنانيا، أكد اللواء إبراهيم "ان الموضوع الرئاسي مقفل وما يجري في فلسطين اليوم أصبح موضوعا هامشيا ولا يهم المجتمع الدولي، اما المجتمع اللبناني فهو غير واع لهذه الوقائع، وقال: "سبق لي وصرحت بان الحل في لبنان هو بالحوار فقط، حتى لو كنا متأكدين بان الحوار قد لا يأتي بنتيجة،الا ان جلوس اللبنانيين مع بعضهم يشكل اساسا للوصول إلى اي حل".
وأكد "ان الاجواء السائدة لا تؤدي الا إلى رفع منسوب الكراهية بين اللبنانيين وتعزيز الطائفيه وجعل الوضع اللبناني عصيا على الحل".
واوضح ردا على سؤال: "لا نعلم ما إذا كان موضوع الرئاسة سيصبح موضع تسوية لتهدئة الجبهة"، مشيرا إلى "ان الوضع في لبنان مقفل حتى الان".
وردا على سؤال حول انعكاسات ما يجري على لبنان وما حص عند الحدود أمس،قال:" هنالك ما يسمى "وحده الساحات "، اي إذا قامت إسرائيل باجتياح غزة في محاولة للقضاء على حماس، هذا لا يعني انها ستزيل "حماس" من الوجود بالعكس "حماس" لها وجود وامتداد في الدول وهي عبارة عن تنظيم دولي في حال كان رد إسرائيل عنيفا إلى هذه الدرجة، انا متأكد بان جبهة لبنان وسوريا ستشتعل وستكون "إسرائيل" محاصرة من كل الجهات. وفي هذا الإطار من المؤكد ان لبنان سيتأثر لبنان".
وردا على سؤال، عن سبب وجوده في باريس وما إذا كان يقوم بمفاوضات مع الفرنسيين حول ملف معين، وعما إذا حصل فعلا اجتماع بين "حزب الله" و"حماس" والإيرانيين في لبنان للتخطيط للعملية كما ذكرت wall journal street، أكد اللواء إبراهيم "ان الاجتماع في الضاحية يجري دائما كل اسبوع او عشرة ايام وان شعار وحدة الساحات انطلق من الضاحية اثر الاجتماعات مع ايران و"حماس" و"حزب الله" وباقي الفصائل الاجتماع في حد ذاته ليس بخبر جديد وهو يحصل بالتأكيد ويمكن الان يعقد اجتماع الآن والاجتماعات تعقد بشكل دائم".
ولفت إلى "ان "حماس" كانت قد أعلنت أن الامور تتدحرج إلى مواجهة مع "إسرائيل" وكانت تقدم التقارير عن ما يمكن ان تقوم به"، معربا عن اعتقاده "ان الامور كبرت"، وقال: "محور المقاومة لن يسمح بهزيمه "حماس".
أضاف: "اما بالنسبة لمإذا أنا في باريس، فأنا دائما هنا .اما في ما خص مسألة الحدود فقدانهينا الحدود البحرية. أما البرية فالأمور غير ناضجة لأسباب عدة قبل وقوع أحداث فلسطين فكيف الآن؟
وردا على سؤال عن الاتصالات الفرنسية للجم التصعيد، قال إبراهيم: "ان فرنسا يمكن ان تقوم بشيء مع إسرائيل خاصة بالنسبة لاجتياح غزة وان الملف الآن على طاولة نتنياهو. فإذا استطاعت فرنسا ان تنجح بالضغط عليه لعدم القيام بالعملية تكون قد خدمت المنطقة خدمة كبيره وإلا فإن الامور ذاهبة إلى ما لا تحمد عقباه في حال تمت عمليه الاجتياح لغزة، وفي تقديري ان هذا المحور لن يسمح بهزيمة حركه "حماس" مهما كانت التضحيات والا ستكون نهايه هذا المحور ونهاية هذا الشعار اي "وحده الساحات ".
وعن إمكانية تحمل لبنان هذه المرة أعباء الحرب في ظل الأزمات الاقتصادية والانقسام السياسي وغيرها من الأزمات، اكد اللواء إبراهيم "ان من يقرر القيام بعمل عسكري تجاه "إسرائيل" يعتبر بأنها ستكون آخر المعارك في المنطقة".
وردا على أسئلة، عن سرية العملية العسكرية، قال اللواء إبراهيم:" أن "إسرائيل" أنفقت ملايين الدولارات لبناء الجدار والتجهيزات والكاميرات والأسلحة المبرمجة على إطلاق النار واستخدام التكنولوجيا لحماية المستعمرات فقام العقل الفلسطيني باستخدام المسيرات والدخول جوا والقيام بانزالات داخل المستعمرات مما أربك الإسرائيلي، كما أن مركز المراقبة المجهز تكنولوجيا قد احتل من قبل الفلسطينيين".
وعن التوازنات السياسية والعسكرية في المرحلة المقبلة وهل نحن أمام رسم خريطة معينة وجديدة؟ أجاب إبراهيم "أن "إسرائيل" إذا قامت بما تنوي عليه فنحن حتما سنكون أمام خارطة جديدة وسنذهب حكما إلى حل القضية الفلسطينية بما يرضي الطرفين".
وردا على سؤال عن إمكانية صمود غزة، أكد اللواء إبراهيم "ان بامكان غزة الصمود حتى تشتعل كل الجبهات وهذا أمر يشتت الجيش الإسرائيلي ويربكه مما يضمن تخفيف الضربات على غزة وقال: "هناك عمليات فرار من الجيش الإسرائيلي، بعض الطيارين والمتطوعين يرفضون الالتحاق بالجيش مما ولد أزمة حقيقية على مستوى الجيش والمخابرات وهناك ضباط تركوا الجيش ولم تعد الأزمة سياسية فقط بل عسكريه ومخابراتية، وسيضطر الإسرائيلي أن يفاوض "حماس"، وإذا اشتعلت الجبهات سيكون الأمر صعبا على إسرائيل".
أما بالنسبة لدور مصر، أكد اللواء إبراهيم "أن ألازمه ألقائمه تجاوزت كل الدول والكلام سيكون إسرائيلياً - فلسطينيا"، لافتاً إلى "أن هناك ألف قتيل عسكري وأسرى مدنيين، وباتت "إسرائيل" في وضع لا تحسد عليه".
وعندما سئل حول قدرة لبنان على "التحمل"، أجاب: "لقد وقعت الحرب ولا يمكن التفكير في اليوم التالي".
وحول السيناريوهات الإسرائيلية المحتملة قبل "الحل الشامل"، رأى اللواء إبراهيم:" أن "إسرائيل" ستحاول استخدام أقصى قوتها وسيحاول نتنياهو تحقيق نصر لحفظ ماء الوجه" معبراً "أن حكومة نتنياهو قد انتهت والمعارضة لا تريد المشاركة في الحكومة. وسياسة نتنياهو لا تؤمن حماية إسرائيل".
وبالنسبة إلى وحدة الموقف العربي لمواجهه "إسرائيل"، أجاب: "أن الدول هي سوريا اليمن لبنان العراق، وهي قادرة على توجيه صواريخ على قلب إسرائيل".
وردا على سؤال عن غياب الدولة وترك القرار لـ"حزب الله"، قال: "إن الدولة اللبنانية غيبت نفسها وهي لا تتحمل أخذ قرارات حياتية ابسط من ذلك، فكيف ستشارك في اتخاذ قرار مصيري كهذا".
وحول إمكانية أن يواجه لبنان الرسمي بغياب رئيس للجمهورية والحكومة، أبدى اللواء إبراهيم أسفه "لعدم انعقاد اجتماع رسمي لدرس وبحث تداعيات ما يجري في فلسطين"، واصفا الأمر ب "العار السياسي" خاصة أننا دولة مواجهة، والمطلوب تظهير صورة الدولة وليس صورة "حزب الله".
أضاف: "أنا كلبناني لا اقبل أن يمثلني "حزب الله"، أنا أريد دولتي أن تمثلني، لكن الدولة لا تبادر ولم تتوجه إلى الدولة السورية من اجل ملف النازحين".
وتابع: "أثناء مقابلتي الرئيس بشار الأسد اخبرني أن الوزير الأردني بحث معه ملف النازحين في الأردن، وإذا سلمنا بان الرئيس الأسد لا يريد عوده السوريين فلمإذا لا نقوم نحن بما هو مطلوب منا من أجل دعم أهلنا في أزمة النازحين السوريين؟
إذا توصلنا إلى أن سوريا لا تريد عودتهم فنعلن حينها ذلك، لكن على الدولة العمل وعدم الوقوف مكتوفة الأيدي. وعلى الدولة القيام بواجباتها والتحرك وصولا إلى جعل الحوار مع الدولة وليس مع "حزب الله".
وعن مدى تأثير الوضع الأمني المستجد على عملية التنقيب، نفى اللواء إبراهيم "أي تأثير على عملية التنقيب التي قاربت على تظهير النتائج بعد الحفر 3700 متر حتى الآن". وقال:" إن المشكلات حتى الآن محصورة بـ"إسرائيل" وإقفال المطارات لمنع سفر الإسرائيليين... أما في حال وقوع الحرب الشاملة فيبدأ الخوف على مطارنا وعلى كل شي".
أضاف: "كل شي مرهون بما ستقوم به "إسرائيل" وكما علمت بأن نتنياهو اتصل بالرئيس الأميركي وقال انه مصر على تنفيذ عمليه اجتياح غزة . وقد جرت اتصالات معي ونصحت بالا تسمح أميركا بهذا الاجتياح".
وردا على سؤال حول إمكانية فرض تسوية في المنطقة؟ أجاب إبراهيم: في حال الانسداد السياسي فستشتعل الحروب، وأرجو ألا تكون حربا كبيره تلغي أحد الأطراف".
وعن التقارب بين الجناح السياسي والجناح العسكري لـ"حماس"، أكد إبراهيم "حصول هذا التقارب"، وقال:"انه اجتمع مع الجناحين ولا تباعد بينهما".
وعن الدور الإيراني في عمليه "طوفان القدس " أكد اللواء إبراهيم بان "إيران كانت دائما داعمة لخط المقاومة".
وعن النزوح السوري، شرح اللواء إبراهيم أسباب النزوح المالي والأمني والأحوال المعيشية الصعبة في ظل ارتفاع سعر الدولار، وطالب الأمم المتحدة بـ"فتح مراكزها في سوريا وحصلت على موافقة الرئيس الأسد لكن الأمور بقيت على ما هي عليه، ولعب الإعلام دورا سيئا في هذا المجال".
ورأى "أن الحل يبدأ بتحمل الدولة مسؤولياتها لتأمين عودة آمنة للنازحين".
وفي الملف الرئاسي، أكد إبراهيم "أن المبادرة الفرنسية قد انتهت للأسف والواقع سيئ والمطلوب الحديث عن برامج وليس عن أسماء أو أشخاص".
اختتم اللقاء بسؤال حول مستقبل اللواء ومإذا يريد؟ فأجاب بأنه "يقوم بواجباته وهو سيبقى يعمل في الشأن العام من منطلقات وطنيه فقط لا غير.. ولو كان خارج السلك الوظيفي".