السبت 14 تشرين الأول 2023 08:40 ص |
"رضيت يا ربّ" |
* جنوبيات ما يختاره الله لك هو خيرٌ حتّى لو كان خارج رغباتك، فكلّ اختيارات الله صالحة حتّى وإن كنّا لا نفهم كنه أسبابها.
فالمريض قد يكون المرض خيرًا له ليذكّره بالله ومخافته.
والمعافى قد تكون الصحّة خيرًا له ليزداد شكرًا وحمدًا لله.
والفقير قد يكون الفقر خيرًا له كي لا يقع في محارم الله ويغترّ بالمال لغير طاعة الله.
والغنيّ قد يكون الغنى خيرًا له فيزيد عطاؤه في سبيل الله.
وكلّ مَن حُرِمَ من شيء قد يكون خيرًا وفق ألطاف الله وتقاديره.
فوالله لن تجد أجمل من اختيارات الله لحياتك، فكلّها تصبّ في صالحك وأنت لا تعلم، وكلّ الخير في تدابير الله.
لذا، قل بقلبٍ راضٍ: "رضيت يا ربّ". ولا تكره شيئًا اختاره الله لك، فعلى البلاء تؤجر، وعلى المرض تؤجر، وعلى الفقد تؤجر، وعلى الصّبر تؤجر، فربّ الخير لا يأتي إلّا بالخير.
إنّ نسمات الصّباح الباردة، وخيوط الشّمس الدّافئة، وكلمات الأحبّة، ما هي إلّا تفاصيل صباحيّة تبدأ منها حكاية يوم جديد.
فليشرق صباحنا حمدًا بأنّ لنا ربًّا إذا غُلّقت الأبواب لا يُغلق بابه، وإذا انقطعت الأسباب جاء مداده، وإذا قست القلوب نزلت رحماته.
أخلص النيّة فحسب، وقل يا ربّ أنت أعلم بما أخفي، وأنت أقرب إليَّ من حبل الوريد.
اللهمّ يا شاهدًا غير غائب، ويا قريبًا غير بعيد، ويا غالبًا غير مغلوب، اجعل لنا من أمرنا فرجًا ومخرجًا، وارزقنا من حيث لا نحتسب.
اللهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النّشور.
أصبحنا على فطرة الإيمان، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى أفضال الله وأنعامه وجوده وعطائه.
اللهمّ يا مَن توزّعت الأرزاق بكرمه، وتنفّس الصبح بأمره، بلِّغنا أسمى مراتب الدّنيا وأعلى منازل الآخرة.
اللهمّ افتح أبواب السّعادة والرّاحة والأمل في قلوبنا، ويسّر أمورنا، وفرّج همومنا، وارزقنا رضاك والجنّة.
آمين يا ربّ العالمين.
المصدر :جنوبيات |