صدق الله وعده.. ومَنْ أصدق من الله قولاً "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ".. والأوّلون قالوا: "لا بُدْ من يوم معلوم تُرد فيه المظالم.. أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم".. وقد لاحت تباشير هذا اليوم مع "رجال الله" بـ"طوفان الأقصى".. يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023..
وحتى حلول هذا اليوم المعلوم.. القادمة رجاله على صهوة نصر وانتصار وزمن إلهي موعود.. يبقى صمت زعمائي عربي مهول.. قبور من ردم وحجارة بكماء صمّاء عمياء.. وإنْ نطقت أزبدت كُفراً وكلاماً معسولاً لأحفاد بن غوريون الخنازير..
حراك عربي شعبي ضخم.. يقابله "أضخم سجن عرفه التاريخ".. لا قبله ولا بعد.. غزّة قطاع متكامل معزول عن العالم.. لا معبر إلا من خلال مصر.. وهو بدوره إنْ فُتِح تارة يُغلق أطواراً وأطوار.. بينما البحر لا أفق له.. والبر تُحيط به الجدران المحاصرة والملغومة.. والسماء ترصدها مسيّرات الصهاينة.. حتى الماء والكهرباء والهواء حُجبت عن أهل غزّة..
والأنكى أنّهم يتعرّضون للقصف خلال نزوحهم باتجاه الصحراء المصرية.. هرباً إلى العراء من الموت.. فيأتيهم على عجل.. فيما الإعلام الغربي المتصهين والمتضامن مع "ضحايا إسرائيل المساكين" – على حد تعبيره – يتعامى عمّا يحدث لأطفال غزّة ونسائها وشيوخها.. ولا يرى أن التاريخ يُعيد نفسه.. وكما ارتكتب عصابات الهاغانا والشتيرن الصهيونية أبشع المجازر بأهالي فلسطين العُزّل عام 1948.. اليوم تنفّذ دولة الكيان الزائل "ولو بعد حين" أبشع أنواع الإجرام.. والذريعة بينهم مُسلّحون وهو "أفجر الأكاذيب"..
وكي يزداد الكذب والتدليس.. كبار المشاهير وشركات الإنتاج في مختلف القطاعات من الغذاء إلى الدواء والسينما والملابس والألعاب وحتى الترفيه.. وجّهوا ملايين الدولارات إلى تل أبيب تضامناً مع القتلى من الصهاينة.. بينما ضحايا وشهداء غزة لهم الله وحده..
سوف يأتي يوم ويقف الشهداء بدمائهم النقية الطاهرة أمام رب العالمين.. يطالبون بحقّهم ليس من الصهاينة المجرمين والقتلة.. بل من القادة والزعماء العرب.. سيقولون: "يا رب هم شاركوا في قتلنا.. ويسّروا بصمتهم واتفاقاتهم وتطبيعهم.. مجازر الصهيوني اللعين فينا"..
وستقول طفلة: "يا رب المعتصم بالله أذَّل الروم تلبية لنداء امرأة أسيرة.. فكم من مرّة نادينا ولم يهب لنجدتنا لا هذا الملك ولا ذاك الأمير ولا ذلك الرئيس أو الزعيم.. بل كلّهم نعام يدسّون رؤوسهم في الطين.. حتى انعدمت فيهم المروءة والشرف"..
ولكن كما عشنا دهراً نسمع "بيروت تحترق".. "غزّة تحترق".. "دمشق تحترق".. أنعم الله علينا وسمعنا ورأينا مستوطنات الصهاينة تحترق.. وكلابهم يموتون ويحترقون ويزحفون خوفاً ورُعباً من موت محتوم..
وسيأتي الوعد الحق عاجلاً أم آجلاً.. واليوم كل الأمل بفتح المعابر والسماح للشباب العربي.. بالعبور إلى أرض الشهادة وبوابة السماء في يوم الوعد الموعد.. حين نصلي في القدس آمين!!