من المتعارف عليه أنه "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان".. و"عند الشدائد تتبيّن المعادن".. فيظهر الأصيل من الغث.. ويتبيّن ابن الحلال من ابن الزنا والحرام..
والعدوان الإسرائيلي على غزّة الذي دخل يومه العاشر.. كشف الكثير والكثير من الأنذال.. وليس أولهم من هم يحملون الدم الفلسطيني.. وليس آخرهم من يحملون الدم العربي.. لكن هناك من كان على القلب الآخر.. ولا يمت إلينا بأي صلة فدعم وناصر واستنصر..
جيجي حديد.. أصلك منك براء
ودون أن أكون أتناولها حصراً ومثلها كثيرون بين ظهرانينا للأسف.. فإنّ عارضة الأزياء الفلسطينية - الأميركية جيجي حديد.. ساوت الفلسطيني صاحب الأرض المناضل.. بالصهيوني المجرم القاتل والمغتصب والمحتل والمستوطن..
جيجي التي حرام عليها "دمها الفلسطيني".. وهي أصلاً أم عزباء "لا شرف ولا دين".. نشرت بوست عبر حسابها على إنستغرام.. اعتبرت في سياقه أن "أي مدني بريء، سواء كان فلسطينياً أو إسرائيلياً، لا يستحق أن يكون ضحية لإراقة الدماء.. أنا أشارك تعازي اليوم مع أحبائي، الفلسطينيين واليهود على حد سواء"...
ونال هذا "البوست" ما يستحقه من الهجوم عليها وعلى موقفها "الخسيس".. حتى وصفها البعض قبل بـ"المتصهينة" وبأنها تحمي مهنتها العالمية في عرض الأزياء كي لا يمقلب عليها "اللوبي الصهيوني".. فسارعت إلى حذف خاصية التعليق عن "البوست".. ومنعت أي شخص من أن يعقب على ما نشرته..
أحمد الزامل.. يا للعار!
وإنْ كانت حديد التي تجرّعت الخسّة والندالة من صدر أمريكي.. لا للعفة والكرامة من مكان أو مطرح.. فإنّ الصدمة أن تأتي الصفعة من عربي كويتي.. بل لأكاد أظن أن أهل الكويت إخواننا الأكارم والأشراف.. والذين ذاقوا وبال وألم اغتصاب الوطن.. براء مما فعله الـFood Blogger أحمد الزامل من تهجّم وتطاول وشتم للفلسطينيين.. لمجرّد انتقاده من البعض لعدم تعبيره عن التضامن مع العدوان على غزة..
فاستعمل عبارات أبشع من أن تُلفظ.. وكتب ردّاً على Unfollow من شابة فلسطينية: "أي والله خل يتنظف أكاونتي منكم مابيكم".. ثم تنصّل من أين يكون حسابه يضم فلسطينيين.. واعتبر أن العزّة لأهل الخليج من سعوديين وكويتيين وإماراتيين..
وعلى الأثر، وبما أنها ليست المرة الأولى التي يستعمل فيها الزامل "الردح" النابي.. وإن لم يكن في المرّات السابقات بأمور تتعلق بالقضة الفلسطينية.. فإنّ كاتب هذه السطور وسواه المئات سارعوا إلى الـUnfollow لحسابه.. ما أدى إلى تراجع متابعيه بمعدل الربع..
عندما "ولمّا حس بالسخن".. لم يكن أمامه إلا إصدار بيان مطوّل تباكى فيه على ضحايا العدوان وأكد أن للقضية الفلسطينية دور أساس في حياة كل عربي أصيل.. لكن "لسانك حصانك.. وسبق السيف العزل"..
جورج كلوني.. وللشرف عنوان!
ومن بين العشرات، كي لا نبالغ ونقول من نجوم هوليوود ومشاهيرها "الخنازير".. الذين سارعوا إلى الدفاع عن أطفال الصهاينة.. بل أقد بعضهم على نشر صور لشهداء غزة ونسبها إلى "جيف" الاحتلال، كالمغني جاستن بيبر، المغنية مادونا، الممثل دواين جونسون "ذا روك" الذي ساوي بين الظالم والمظلوم، وسواهم الكثيرون..
خرج النجم جورج كلوني.. الذي أغلب الظن أنه عرف وتيقّن بسبب زواجه من المحامية اللبنانية الأمريكية والسفير العالمية لحقوق الإنسان أمل علم الدين.. أن القضية الفلسطينية حق لن يضيع طالما هناك من يطالب به.. وإن رحل الكبار "أجيال ورا أجيال ستواصل النضال"..
وبعدما أعرب عن ألمه لما يجري في غزة.. ورفضه لصورة منطقة الشرق الأوسط المشتعلة.. أمل أن تكون هناك نهاية سليمة قريباً، "رغم أنني لا أرى ذلك إطلاقاً ولا أعتقد أن أي شخص آخر قد يراها"، على حد تعبيره.
ثم عبّره عن غضبه لاغتيال الإسرائيليين لمصور وكالة "رويترز" الزميل عصام عبدالله، وإصابة 6 من الصحافيين الآخرين..
هذا الرجل الذي لا يجمعنا به "100 جد على جد" في وجه القليل من الشرف.. فانتفض ورفض.. بينما العار على من لا شرف في وجوههم وهم من أبناء جلدنا.. ونحن منهم براء!!