الثلاثاء 17 تشرين الأول 2023 12:01 م

صفا ناشد المنظمات الحقوقية والإنسانية: الصمت عن حرب الإبادة في غزة لا علاقة له بالإنسانية


* جنوبيات

نظم مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب مؤتمراً صحافياً في مقره في كورنيش المزرعة أطلق فيه رئيس الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني رئيس مركز الخيام محمد صفا نداء عالمياً للمنظمات الحقوقية الإنسانية العربية والعالمية.
حضر المؤتمر: أمين عام المركز حسيب عبد الحميد، أمين السر عمر الخالد، المنسقة لينا الدنا، رئيس لجنة اللأسرى والمحررين في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" فتحي أبو علي ورئيس جمعية الفجر الصادق في بيروت مصطفى محمد الباشا.
قال صفا: "الى كل منظمات حقوق الإنسان اللبنانية والعربية والعالمية والمدافعين/ات عن حق الإنسان في الحياة، الى كل مناهضي التعذيب والاعدام والإبادة الجماعية. الى كل أنصار حقوق المرأة والطفل والمسن والبيئة. الى كل المؤمنين بالإعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير والصحافة والاعلام. تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول 2023 حربها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني متذرعة بعملية طوفان الأقصى التي جاءت رداً على التنكيل الإسرائيلي ومجازره واعتداءات مستوطنيه على المدنيين وزج الأطفال والنساء وكبار السن في السجون. منذ السابع من تشرين الأول وآلة الحرب الإسرائيلية تنفذ حرب إبادة جماعية بحق غزة المحاصرة منذ العام 2007، فخمسين عائلة وأكثر ابيدت تحت ركام منازلها، وبلغ عدد الشهداء 2228 بينهم 800 طفلاً و500 امرأة و8742 جريحًا (الأرقام متحركة) وما يقارب 50 معتقلا من غزة وحوالى 500 معتقل من الضفة الغربية (هيئة شؤون الأسرى)".
أضاف: "الى جانب عمليات القصف الوحشية ومحو أحياء بكاملها انذرت قوات الاحتلال أهالي غزة بمغادرة بيوتهم الى الجنوب وقطعت المياه والكهرباء وطلبت بإخلاء المستشفيات ودمرت المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والأهلية وتحشد اليوم قواتها لاجتياح بري لغزة (14 مستشفى دمرت). منظمات الإغاثة الدولية لم تسلم من جرائم الاحتلال، فقتل حوالي 12 من موظفي الامم المتحدة. الاونروا قالت ان مليون مواطن من غزة سوف يموتون من الجفاف. والصليب الاحمر الدولي حذر من فقدان الدواء ووصف الوضع في غزه بانه يفوق الخيال. وترفض قوات الاحتلال رغم كل المناشدات فتح ممرات إنسانية لدخول المساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين كما تنص اتفاقيات جنيف. والى جانب كل هذا تقوم إدارة السجون الاسرائيلية بعمليات انتقام من المعتقلين من قطع المياه والكهرباء ومصادرة الأدوات الكهربائية والنقل القسري ومنع التواصل مع عائلاتهم. واقدمت قوات الاحتلال على تصعيد الوضع في جنوب لبنان فقصفت مدفعيتها القرى الحدودية ما أدى الى استشهاد الصحافي عصام العبد الله ومقاومين ووفاة مسنين من بلدة شبعا".
تابع: "رغم القصف الوحشي ونزوح آلاف المدنيين من غزة فإننا نشهد انحيازا غربيا لحرب الإبادة الإسرائيلية تجسد ليس فقط في ارسال الاساطيل الأميركية لرفع معنويات حكومة الاحتلال المهزومة والمنهارة، بل بات رفع العلم الفلسطيني والهتاف لفلسطين جريمة. فطاردت الشرطة الفرنسية والألمانية المتضامنين مع فلسطين واعتقلت بعضهم. إزاء حرب الإبادة والمذبحة الكبرى التي تنفذها إسرائيل في غزة والمخالفة لكل المبادئ الإنسانية والاتفاقيات الدولية والشرائع والتي تلقى التشجيع والدعم من معظم حكومات ما يسمى بالعالم الحر، يتطلب من كل المنظمات الحقوقية والإنسانية اللبنانية والعربية والعالمية رفع الصوت عاليا ضد هذه الحرب والانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان. ما يجري في غزة وفلسطين ليس شأنا فلسطينياً أو عربياً بل قضية إنسانية عالمية ولا يمكن ان نكون حياديين ومتفرجين على ابادة المدنيين في غزه وحصارها".
وسأل: "ما قيمة كل مبادئ حقوق الانسان إذا صمتنا وتفرجنا على ترحيل السكان وإبادة الأطفال والنساء في غزة؟  ما قيمة شعارات المناصرة وآليات حقوق الانسان ومناهضة التعذيب والاعدام وحرية المرأة والحياد والسكوت إزاء القتل العمد والاعدام للمدنيين بالقصف والجوع والعطش في غزة؟".
وقال: "ان كل المنظمات الحقوقية والإنسانية اللبنانية والعربية والعالمية مطالبة بالوقوف والانحياز الى شعب فلسطين واطفاله ونسائه واسراه. مطالبون بالوفاء للمبادئ وإمطار السفارات الأجنبية الأميركية والأوروبية والعربية بمذكرات وبيانات الشجب والتنديد بانحيازها الى آلة العدوان الاسرائيلية وشجب مواقفها العنصرية والمعادية للشعب الفلسطيني. مطالبون بتنفيذ الاعتصامات في أوروبا امام السفارات الإسرائيلية والاتحاد الأوروبي على مواقفهم المشينة لمبادئ حقوق الانسان التي يدّعون الدفاع عنها. مطالبون برفع اصواتنا عاليا: اين المحكمة الجنائية الدولية؟ اين المحاكم الأوروبية لحقوق الانسان؟ بل اين مجلس حقوق الانسان الذي لم يُدعى الى جلسة طارئة استثنائية حول حرب الإبادة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني في غزة؟  أين منظمة العفو الدولية وفروعها في العالم؟ اين وأين وأين؟  مطالبون الإنخراط بفعالية في حملة الضغط العربية الدولية لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ورفع الحصار عن غزة وإطلاق سراح المعتقلين ووضع حد لجرائم المستوطنين واعتداءاتهم مطالبون العمل لإنشاء محكمة غزة الدولية لمحاكمة نتنياهو وجنرالته كمجرمين حرب ضد الإنسانية. إن حقوق الانسان والمناصرة ومناهضة التعذيب والقتل والابادة والدفاع عن حرية المرأة والبيئة والطفل تتجسد اليوم في الدفاع عن شعب فلسطين ورفع الحصار عن غزه والوقف الفوري لعمليات القصف الوحشية للأحياء السكنية ومعاقبة المجرمين".
ختم صفا: "اما الصمت والتفرج والحياد فهو ليس تنكرا وتخليا عن مبادئ حقوق الانسان فقط بل تنكر لإنسانيتنا و آدميتنا".

المصدر :وكالات