أكد السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبّور أن "إسرائيل بدأت تفقد الضوء الأخضر الدولي باستباحتها الدم الفلسطيني أمام هول ما ترتكبه من مجازر بالأطفال الفلسطينيين، وهذا ليس على خلفية تأنيب للضمير، وإنما خجلاً أمام دماء الأطفال التي تُسال يومياً".
وشدد في تصريحات لـ"العربية.نت" على أن "صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وخارجه، سيفرض على "إسرائيل" أساليب جديدة للمعركة، وهذا هو سبب كسر المشروع القديم الجديد بالتهجير".
التطورات على الأرض تفرض نفسها
واعتبر "أن التطورات على الأرض هي التي تفرض نفسها على القرارات السياسية التي تتخذ من قبل المعنيين".
وأكد أن "استقرار وأمن المنطقة يبدأ من فلسطين، تماماً كما الحرب تنطلق من فلسطين".
وعلى بُعد أيام من مرور شهر على انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، لم يستطع المجتمع الدولي إقرار هدنة إنسانية لأيام يسمح فيها للمنظمات الدولية بإدخال مساعدات طبّية وغذائية، وتواصل "إسرائيل" حربها على قطاع غزّة مخلّفة آلاف الضحايا البشرية والتدمير الممنهج للقطاع.
متى يحين قرار وقف إطلاق النار؟
وقال: "يؤسفنا أن نسمع بيانات من ناطقين إعلاميين حكوميين لدول عظمى بأن وقف إطلاق النار لم يحن أوانه"، متسائلاً متى يحين أوانه؟ هل بعد موت آخر طفل فلسطيني؟ لماذا لم تحرّك الضمائر لغاية الآن رغم كل تلك الدماء وأمام فظاعة ما يُرتكب بحق أطفال فلسطين؟
وجزم بأنه "إذا لم تُنصف عدالة الأرض المفقودة أطفال فلسطين، فإن عدالة السماء ستنصفهم".
فشل مجلس الأمن
وأكد السفير دبّور أن "دولة فلسطين وبتوجيهات الرئيس محمود عباس ومتابعة رئيس الحكومة محمد اشتيه ووزير الخارجية رياض المالكي وسفراء فلسطين لدى المجتمع الدولي تبذل الجهود الكبيرة، وتعمل على استصدار قرار بوقف إطلاق نار فوري، وفتح ممرات إنسانية آمنة لدخول المساعدات الإغاثية والطبية، وتتحرك على الصعيد الدولي لفضح انتهاكات وممارسات "إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني، وتتحرك مع كافة المحاكم والمنظمات الدولية المختصة لمحاسبة "إسرائيل" على جرائمها، ولكن بالنسبة لوقف إطلاق النار تبقى نتائج كل تلك الجهود مرتبطة بالسؤال الأساسي متى يحين وقف إطلاق النار؟، وللأسف مجلس الأمن يفشل مرة تلو الأخرى بإصدار قرار وقف إطلاق نار ولو إنساني من أجل إدخال المساعدات".
صمود شعبنا أفشل "غيورا أيلاند"
وعن الخطة المنسوبة لجهات إسرائيلية والمتضمّنة تهجير الفلسطينيين إلى خارج الأرض الفلسطينية والتي تعرف باسم "مشروع غيورا أيلاند"، لفت السفير الفلسطيني إلى أن "صمود شعبنا في قطاع غزّة والضفة الغربية والقدس أفشل كافة الخطط والمشاريع الموضوعة للتنفيذ بتهجير الفلسطينيين خارج أرض أجدادهم، والذي بدأ بالحديث والتوجيه لأبناء شعبنا في القطاع مغادرة شمال غزة إلى جنوبها".
وفي السياق، حيّا السفير دبّور مصر والأردن على موقفهما الرافض تهجير الفلسطينيين.
وأكد أن "شعبنا لن يسمح بتكرار نكبة 1948 و1967".
وقال: "الشعب الفلسطيني واحد وموحّد أمام الهجمة التي يتعرض لها".
وفي حين يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته الجوّية والبرية ضد قطاع غزة، بقيت جبهة جنوب لبنان على سخونتها، حيث تتوسّع العمليات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" تُستخدم فيها أنواع جديدة من الأسلحة لعل أبرزها المسيّرات.
جبهة جنوب لبنان
ولم تعد العمليات العسكرية في الجبهة الجنوبية للبنان محصورة بـ"حزب الله"، بل دخلت على الخط تنظيمات فلسطينية مثل "كتائب القسّام" - لبنان وا"حركة الجهاد الإسلامي"، بالإضافة إلى "قوات الفجر" التابعة للجماعة الإسلامية، معلنة أكثر من مرّة تبنّيها إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا الإطار، قال السفير الفلسطيني: "إن التعبير عن الغضب والتضامن تجاه ما يجري في قطاع غزّة يأخذ أحياناً أشكالاً مختلفة بالتعبير، ولا يستطيع أحد أن يفرض على الشعب الفلسطيني كيفية تعبيره عن غضبه وتضامنه، لا سيما أن ما يتعرّض له من ظلم ما بعده ظلم". (في إشارة إلى عمليات إطلاق الصواريخ من قبل فصائل فلسطينية في لبنان).
الله وحده يصنع قدرنا وليس أي أحد آخر
ورداً على سؤال عن المعلومات التي جرى تداولها منذ أيام عن اتفاق بين المعنيين على خط حل الأزمة القائمة بخروج جماعي لقادة "حماس"، وتوجههم إلى إيران أو سوريا أو لبنان، أو إلى مكان أبعد، قال السفير الفلسطيني لدى لبنان: "إن الشعب الفلسطيني صامد في أرضه وليس كل ما يُراد له يُصبح قدراً، فقط الله من يصنع قدرنا وليس أي أحد آخر"، مجدداً التأكيد أن "التطورات على الأرض هي التي تفرض نفسها، فلننتظر ونرى".