مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان
غموض ووضوح حرب أو لا حرب! تناقض مقصود ومدروس بعناية صاغ به أمين عام حزب الله خطابه الذي تابعه العالم بأسره عصر اليوم طارحا بذلك الغموض المزيد من التساؤلات الى جانب العديد من الرسائل الموجهة للصديق وللعدو وفي قراءة سريعة للخطاب يمكن تسجيل ما يلي:
1- أن أولوية خطاب نصرالله هي وقف الحرب في غزة وليس الانخراط في حرب شاملة.
2- الحرص على عدم تحميل إيران أو حزب الله مسؤولية عملية طوفان الأقصى.
3- نفي تقاعس حزب الله عن نصرة حماس وغزة بإظهار حجم المواجهة التي تخوضها المقاومة في الجنوب والقابلة للتطور.
4- رهن الانخراط في حرب واسعة بالسلوك الاسرائيلي في غزة وتجاه لبنان.
5- بتهديده الأساطيل الاميركية في البحر بقوله (أعددنا عدتها) ما يفيد بأن المقاومة عززت إمكاناتها حديثا بأسلحة أكثر قدرة وتطورا.
وفي الوقائع صحيح أن كلمة السيد نصرالله لم تشعل الجبهة في الجنوب لكن اشتعلت أجواء الضاحية الجنوبية وبعض المناطق برشقات الرصاص لدى انتهاء الخطاب وتبع ذلك مسيرات آلية لأنصار حزب الله في شوارع العاصمة..
أما في الجنوب فبحسب مندوبنا رامي ضاهر ظل الهدوء النسبي مخيما على امتداد الخط الازرق اليوم قبل وبعد خطاب نصرالله باستثناء بعض المناوشات المحدودة وسجلت حركة ملحوظة بعيد انتهاء الخطاب في القرى الحدودية بعد جمود منذ يوم أمس.
وعلى الضفة الاسرائيلية كان وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن يجهد لإقناع بنيامين نتنياهو بالقبول بهدنة الاثنتي عشرة ساعة على جبهة غزة للتخفيف من الضحايا المدنيين وإدخال المساعدات لا سيما المحروقات الى القطاع خصوصا في ضوء استياء الرئيس بايدن من مجازر نتنياهو واشتداد الغضب العالمي حياله.
وكان بلينكن الذي شارك في اجتماع مجلس الحرب الاسرائيلي في تل أبيب اليوم قال: من المهم اتخاذ خطوات ملموسة لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في غزة ونقلت وسائل أعلام عن وسطاء على تواصل مع حركة حماس، بأن الحركة وافقت على "صيغة" يحملها بلينكن مقترحا هدنة مؤقتة ل12 ساعة قابلة للتجديد مقابل الإفراج عن معظم المحتجزين الأجانب.
مؤشرات خفض التصعيد أو ضبطه لم تقتصر على التصريحات الاميركية بل وردت في موقف للكرملين نفى فيه المزاعم عن أن "فاغنر" تعتزم تزويد "حزب الله" بمعدات دفاع جوي كما كانت وول ستيرت جورنال قد أعلنت سابقا.
وفي لبنان تذكير من وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو، بعد لقائه رئيس الحكومة بأن "لبنان يمكنه ان يعتمد على صداقة فرنسا معلنا تقديم دعم للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل، لأن استقرار لبنان أساسي للبلد والمنطقة بالنسبة لفرنسا.
البداية من خطاب السيد نصرالله.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
رسائل مسيرة على أكثر من مستوى واتجاه بعث بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
أولها تحذير لقيادة العدو الإسرائيلي التي قد تفكر في الإعتداء على لبنان أو في شن عملية إستباقية من أنها سترتكب أكبر حماقة في تاريخها لافتا إلى أن كل الإحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن للمقاومة الذهاب إليها في كل الأوقات.
وثانيها للأساطيل التي أتت إلى المنطقة وللأميركي الذي يهدد إيران إذا واصلت المقاومة عملياتها في الجنوب رسالة مفادها: أساطيلكم لا تخفينا وأعددنا لها العدة أيضا.
أما العدو اليائس والمحبط جراء عمليات المقاومة الفلسطينية ضده وهو العاجز عن تحقيق أي انجاز يذكر فإنه يتابع مسار اجرامه اليومي ليؤكد المؤكد بأنه الكيان الاكثر اجرامية في التاريخ فقد قررت حكومة نتنياهو اليوم استهداف مدخل مستشفى الشفاء الطبي الذي يحتضن أكثر من ثلاثين الفا بين نازح وجريح بصاروخ أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء واصابة العديد بجروح بعضها خطير للغاية.
وبين ضحايا اليوم أطفال ونساء وكبار سن والجميع من المدنيين فكيان الاحتلال يصر على خرق كل المواثيق والاعراف الدولية وهو الذي ما التزم بها يوما.
في وقائع الميدان داخل قطاع غزة شنت كتائب القسام سلسلة من العمليات ضد قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع في وقت أقر فيه جيش العدو بمقتل أربعة من ضباطه وقائد دبابة خلال اشتباكات مع المقاومة مما يرفع عدد قتلاه المعلن منذ بدء التوغل البري إلى 24 وهو رقم أقل بكثير مما هي حقيقة خسائر العدو على ارض الواقع.
وبالتوازي مع التوغل البري واصل جيش الاحتلال جرائم استهداف المدنيين و قصف الأحياء السكنية حتى الطرق المخصصة لإنتقال الغزيين إلى المناطق التي زعم الاحتلال أنها آمنة لم تسلم من نيران المجازر كما حصل عند الطريق الساحلي
اما في الوقائع السياسية بدأ الكلام الأميركي عن العمل لدفع إسرائيل نحو الموافقة على وقف مؤقت للغارات على غزة والسماح بالوساطة وسط تسريبات تتحدث عن استياء في البيت الابيض بعد المجازر الاسرائيلية في مخيم جباليا.
هذه التسريبات اكدها مسؤول في الادارة الاميركية لشبكة CNN حيث صرح ان مشكلة إسرائيل أن الانتقادات تجاهها أصبحت أعلى بين أفضل أصدقائها قبل منتقديها.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في
" لقد دخلنا المعركة في الثامن من تشرين الاول، وكل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة، ونحن جاهزون وحاضرون لكل الفرضيات." هذه العبارات الملتبسة، الغامضة يمكن ان تختصر ما قاله السيد حسن نصر الله في خطابه اليوم. وما يزيد في الالتباس والغموض ان الامين العام لحزب الله عندما تحدث عن الجبهة الجنوبية في لبنان ربط التصعيد فيها بامرين: مسار الاحداث وتطورها في غزة، وسلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان. لكن نصر الله لم يحدد ماذا يعني بمسار الاحداث وتطورها ، وعند اي تطور يمكن حزب الله ان يتدخل او ان يوسع اطار معركته لتصبح حربا شاملة ومفتوحة بلا قواعد اشتباك، كما هي حال الحرب الان.
والاهم ان نصر الله برأ حزب الله ، ومن ورائه ايران، من علمهما المسبق بعملية السابع من تشرين الاول، اذ اكد ان عملية طوفان الاقصى مسؤوليتها فلسطينية مئة في المئة ، وكأنه يقول للمرة الثانية: لم أكن اعلم! كلها عوامل ومعطيات تثبت ان الامين العام لحزب الله يدرك خطورة المرحلة ودقتها، ولا يريد بتاتا اعادة عقارب الساعة في لبنان الى العام 2006!
والدليل على صحة الفرضية المذكورة ان نصر الله وجه سهامه الاقسى والاقوى نحو اميركا لا نحو اسرائيل، حتى انه صور تل ابيب على انها مجرد أداة في يد واشنطن لا اكثر ولا أقل. لكن المستغرب ان الامين العام للحزب، الذي هاجم اميركا والعرب والعالم بالجملة والمفرق، حيد فرنسا من هجومه، وحتى من انتقاده.
علما ان الرئيس ماكرون جاء الى المنطقة مؤيدا اسرائيل وحربها ضد حماس. فما سبب موقفه يا ترى؟ هل لأنه يعول على دور فرنسي ما يلاقي المسعى القطري في الوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين؟ في المحصلة، خطاب نصر الله المنتظر منذ اربعة اسابيع، جاء عنيفا في الشكل، لكنه ليس كذلك في المضمون.
انه خطاب يغلب عليه الوصف التبرير على الموقف والقرار. لكن الخطر ، انه وفي الخطاب الذي استمر حوالى ساعة و20 دقيقة، لم يأت حسن نصر الله ولو لمرة واحدة على ذكر الدولة اللبنانية والسلطات اللبنانية . فهل ذكر الدولة ومؤسساتها سقط سهوا، ام ان نصر الله اراد ان يقول للبنانيين وللعرب والعالم: في لبنان الامر لي, ولي فقط!...
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
اضرب بعصاك الحجر قلبا او عقلا للعدو كان، واستسق للامة عزا وشرفا، فعلى يديك طالما شربنا النصر غدقا والامل عذبا..
اضرب بعصاك قلب النزال واستسق للعدو من المر الزؤام، فمن رعب كلامك ما يفعل فعل الدم الهادر على كل الجبهات..
يا انصع جباه الامة وقائد جبهاتها، طالما كنت للحق ناصرا وللقضية حافظا وللامة ناصحا، فكنت نصر الله وسيد المقاومين وقائد الرجال الى كل واجب حيث كان ..
كذلك كان خطاب اليوم على طريق القدس، حيث اطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله على الجماهير الغفيرة التي ملأت كل الساحات على امتداد الحب والولاء، فمشى مع الجموع الهادرة والشعوب الصابرة والمقاومة الثائرة بوضوح البيان وثبات البنان، راسما بكل ثقة واقع الحال وسقف النزال الذي لن يكون الا بانتصار غزة ومقاومتها وفلسطين وقضيتها..
ولان القضية اليوم والعدوان اليوم فعل اميركي بادوات صهيونية، كان اول الكلام لهؤلاء بان اوقفوا الحرب فورا وكفوا عن المذابح التي ترتكب بحق الاطفال والنساء، فاساطيلكم لن تخيفنا وكذلك التهديدات، وقد أعدت المقاومة لها العدة وستثبت الايام، وان اردتم منع قيام حرب اقليمية اوقفوا عن غزة العدوان ..
اما الصهاينة الموتورون المهزومون منذ السابع من تشرين، الذين لن يستطيعوا مهما فعلوا ان يعيدوا الزمن الى الوراء، فكان لهم واضح الكلام :
ان سلوككم في غزة وتماديكم تجاه لبنان يجعل كل الاحتمالات على جبهتنا اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، ويمكن ان نذهب اليها في اي وقت من الاوقات، حسم السيد نصر الله .. وحتى ذلك الوقت فاننا في قلب المعركة حاضرون، نقدم الشهداء ونخوض نزالا حقيقيا غير مسبوق على طول الجبهة في الجنوب نصرة لغزة ودفاعا عن لبنان وهو عمل كبير جدا ولن يكتفى به على كل حال ..
اما حال المقاومين في غزة فترفع له الجباه، وصبر الغزيين تعجز عن وصفه الكلمات، واداء الشرفاء من المقاومين العراقيين واليمنيين يستحق كل تقدير وثناء ..
انه بعض الكلام وللحديث تتمة وفي الجعبة الكثير من الافعال ..
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
على مدى ساعة تقريبا، ساد الصمت السياسي في الإقليم والعالم، وأنصت المعنيون بتمعن، الى سيد المقاومة في لبنان، الذي أطل للمرة الأولى منذ طوفان الأقصى، وأعلن انخراط حزب الله في المعركة منذ اليوم التالي لعملية السابع من تشرين الاول، الذي شدد على ان محور المقاومة لم يكن على علم مسبق بها، لكنه ربط الدخول في حرب شاملة لم يستبعدها على الجبهة اللبنانية، بأمر من إثنين: مسار الهجوم الوحشي على غزة، والسلوك الإسرائيلي الأحمق تجاه لبنان. أما حاملات الطائرات الأميركية، فأعددنا لها عدتها، كما حذر.
وفور انتهاء الكلمة المنتظرة، رد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو متوجها الى الأمين العام لحزب الله بالقول: أي خطأ سيكلفك ثمنا لا يمكنك حتى تخيله. أما البيت الابيض، فسارع الى الاشارة الى ان على حزب الله ألا يحاول إستغلال الصراع الدائر في غزة، ذلك ان الولايات المتحدة لا تريد أن ترى هذا الصراع يمتد إلى لبنان.
اما لبنانيا، وفي اول تعليق على خطاب نصرالله، قال النائب السابق وليد جنبلاط للاوتيفي: الكلمة موزونة جدا وواقعية. وفي الموازاة، وصف المستشار السياسي والإعلامي لرئيس التيار الوطني الحر انطوان قسطنطين كلام السيد حسن نصرالله بالمسؤول، الذي يعكس احاطته العميقة بأبعاد الصراع وخلفياته، فهو معني بطمأنة لبنان لا بطمأنة اسرائيل… هكذا قرأناه ولسنا معنيين بفوضى التعليقات وبما لا يعكس رأينا.
وعلى الضفة الاخرى، اعتبر النائب سامي الجميل أن ما من جديد في خطاب الأمين العام لحزب الله. وفي كلام يتناقض مع التحذيرات السابقة لفريق السياسي من فتح جبهة الجنوب، قال رئيس حزب الكتائب: نعلم ألا قرار عند المحور بفتح كل الجبهات، ولهذا السبب، تبرأ نصرالله من عملية السابع من تشرين الاول.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
وفي اليوم الثامن والعشرين على حرب غزة، خرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن صمته ، فألقى خطابا لساعة وخمس وعشرين دقيقة ، يمكن إيجازه بالنقاط التالية:
قرار حرب غزة فلسطيني مئة في المئة، أخفته حماس عن الجميع ، ما أثبت أن إيران لا تمارس أي سلطة وصاية عليها.
حزب الله دخل المعركة منذ الثامن من تشرين الأول .
هناك هدفان : وقف الحرب على غزة ، والثاني أن تنتصر حماس في غزة.
أميركا هي المسؤولة بالكامل وإسرائيل هي الأداة.
تطورات جبهة الجنوب مرهونة بأحد أمرين : مسار الأحداث في غزة ، سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان .
ويختم : كل الاحتمالات وكل الخيارات مفتوحة " ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات" .
لم تتأخر التعليقات ولاسيما على مواقع التواصل الأجتماعي التي جاءت في معظمها بأن الخطاب أقل من سقف التوقعات .
ولعل الجواب الأهم ، وهو الرد على سؤال : هل يدخل حزب الله الحرب ؟ كان كالتالي: نحن دخلنا المعركة منذ الثامن من تشرين الأول، أي في اليوم التالي لبدء حرب غزة.
نصرالله تمسك بقواعد الاشتباك فلخصها بثلاث كلمات" مدني مقابل مدني".
انتهى الأنتظار ، قال السيد كلمته ، كاشفا عن كلمة ثانية قريبا ، في يوم الشهيد" ، فإلى الكلمة والتعليقات عليها المحلية والإقليمية والدولية
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
من بوابة الشفاء إلى الكويتي والإندونيسي والمعمداني حزام نار لف القمصان البيض وكل من نزح الى المستشفى أو كان جريحا داخلها هو استهداف مباشر طال آلاف النازحين المدنيين المحتمين في الساحات وجرحاهم المكدسين في الأروقة والمعلقين بين الموت والحياة والجحيم نفسه لاحق الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف المتنقلة بعلم وخبر من الصليب الأحمر الدولي وضرب بر العلاج الآمن خارج أسوار غزة المحترقة.
هو بنك الأهداف الذي تحصن به الاحتلال، فصب حممه على المدنيين كلما أصيب بمقتل من المقاومة في خاصرة غزة الشمالية وصلت حرب الإبادة على الجسد الطبي إلى ذروتها، بالتزامن مع ظهور الأمين العام لحزب الله وللمرة الثانية في التاريخ الحديث،
حبست الكرة الأرضية أنفاسها بانتظار طوفان السيد حسن نصرالله فقبل ستين عاما وقف العالم ثلاثة عشر يوما على حافة الحرب النووية غداة أزمة الصواريخ الكوبية بين روسيا وأميركا وانتظرت القارات خطابين للاميركي جون كيندي والروسي نيكيتا خروتشوف وعلى منصة انتظار شبيهة كان العالم مترقبا لخطاب "أزمة الصواريخ" اللبنانية فاستنفرت الدول وتجندت محطات التلفزة..
وكانت اسرائيل في طليعة المشاهدين فجلست والخوف بعينها تقرأ مصيرها من فنجان الأمين العام لحزب الله وتربط وجودها بظهوره التلفزيزني.
وفي فصل الخطاب رأى الزعيم وليد جنبلاط أنه جد واقعي وأن حماس فلسطينية وتقاتل نيابة عن العرب وليتفضلوا بفك الحصار عن غزة وفتح معبر الذل عند رفح.
أما في متن الخطاب فقد وضع الأمين العام لحزب الله النقاط على حروف المواجهة وليس بالضربة القاضية وأصدر بطاقة هوية فلسطينية لطوفان السابع من تشرين تخطيطا وتنفيذا وبسرية تامة لم تعلم بها المقاومة او ايران وهذه السرية اكسبت العملية نجاحها وقدمت الدليل للاسرائيلين ان كيانهم أوهن من بيت العنكبوت لم يأت الطوفان من لحظته بل من تاريخ موغل بالمجازر وبلغ ذروته مع حكومة بنيامين نتنياهو المتوحشة والغبية والحمقاء والمتطرفة فكان لا بد من حدث كبير يهز العالم ما استوجب الطوفان...
ولكن إسرائيل وعلى قول نصرالله لا تتعلم من تجاربها "ولو في براسها عقل" لم تكن لتعيد السيناريو نفسه لحرب تموز عام ألفين وستة وتضع لأهدافها سقوفا عالية من القضاء على حركة حماس وفي هذه الحرب حمل نصرالله "الشيطان الأكبر" أميركا المسؤولية المباشرة.
واعتبر أن إسرائيل مجرد أداة ووضع للحرب أهدافا تنص على وقف العدوان على غزة وأن تنتصر المقاومة وحماس وانتصارها هو من مصلحة الجميع والمسؤولية تقتضي وقف إمدادات النفط والمواد الغذائية للكيان وعسى أن يستفيق ضمير من هنا وشرف من هناك.
حيا نصرالله المقاومة العراقية وشرف المحاولة اليمنية أما على الجبهة اللبنانية فأكد انضواء المقاومة تحت لواء المعركة منذ اليوم الثاني لطوفان الأقصى في مغامرة محسوبة وضمن حسابات صحيحة وبعمليات عند الحدود أوجدت حالة من القلق والذعر والغموض لدى قيادة العدو والأميركيين من أن تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب وهو احتمال واقعي وممكن الحصول وهنا استخدم نصرالله معادلة : الغموض الواضح معلنا ان كل الاحتمالات على الجبهة الجنوبية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن ان نذهب اليها في اي وقت من الاوقات.
ولكن نصرالله في هذه المواجهة كان يخاطب الاميركي باعتباره الراعي الرسمي للحرب الاسرائيلية على غزة فتوجه الى اساطيله واهداهم رسالة مباشرة من أرشيف ما ذاقوه في لبنان من أن التهويل لا يجدي نفعا وبيدكم مفتاح وقف العدوان على غزة وعلى قاعدة يمهل الاسرائيلي ولا يهمل الاميركي قال ان من هزموكم في الثمانينيات لا يزالون على قيد الحياة.
وسريعا رد البيت الابيض مؤكدا انه لا يريد من الصراع الدائر في غزة ان يتوسع ليشمل لبنان.
وعلى هذه المعادلة انتهى يوم جمعة كان جالسا على رياح الحرب. لا توسعة الى ابعد مما هو مرسوم , واميركا ضابط ايقاع , واسرائيل تتعثر في البر فتنتقم من الجو في غزة. واذ وقتت صواريخ نصرالله ساعتها على رياح المنطقة فإن من يحمل الرؤس النووية في الداخل يضرب بها ليصيب في السياسة. ومن كان يناشد نصرالله تحييد لبنان .. يأخذ عليه بعد الخطاب انه كان حكيما.