مع حلول فصل الشتاء، تزداد الإصابة ببعض الأمراض مثل الزكام والرشح وغيرها، وقد تزداد معاناة بعض الأشخاص الذين يعانون من إلتهاب الجيوب الأنفية، ولإيفاء الموضوع حقه كان لا بد من أنْ نسلّط الضوء على أعراض إلتهاب الجيوب الأنفية، المضاعفات وسُبُل العلاج، ونلتقي أخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة د. ماهر الكستي، فكان الحوار الآتي:
{ بداية ما هي الجيوب الأنفية؟
– «الجيوب الأنفية هي تجاويف مملوءة بالهواء توجد داخل عظام الوجه، ولأنّها تُحيط بالأنف تُعرف بإسم الجيوب الأنفية، وتبطّن هذه التجاويف بأنسجة مخاطية وتفرز المادة المخاطية التي ترطّب الأنف من الداخل وتوجد فتحات صغيرة بين هذه التجاويف والأنف تسمح بمرور الإفرازات المخاطية من الجيوب الأنفية الى الأنف. وعندما يحدث احتقان أو مشكلة في الأنف تنسد هذه الفتحات وتتراكم المادة المخاطية داخل التجاويف الأنفية ما يؤدي إلى نمو وتكاثر الميكروبات التي تسبب إلتهاب الجيوب الأنفية.
وتتوزّع هذه الجيوب على النحو الآتي: الجيوب الخدّية، وتقع في عظام الخدّين.. الجيوب الجبهيّة وتقع في الجزء الأسفل الأوسط من الجبهة.. الجيوب الغرباليّة وتقع بين العينين.. والجيوب الوتديّة وتقع في العظم خلف الأنف».
{ ما أسباب إلتهاب الجيوب الأنفية؟
– «إلتهاب الجيوب الأنفية يمكن أنْ يكون بسبب عدوى، أو ناجم عن حساسية الأنف المترافقة مع ضعف المناعة الذاتية للشخص، ومعظم حالات إلتهاب الجيوب هي نتيجة لعدوى فيروسية. كما يُعتبر إلتهاب الجيوب من حالات الإلتهاب الشائعة، وغالبا ما تكون العوامل التي تؤدي إلى حدوث الانسداد والإلتهاب في الجيوب الأنفية بسبب وجود إلتهاب في الأنف حيث يتطوّر مع دخول الفيروسات ويسبّب إلتهاباً فيروسياً، أو دخول البكتيريا التي تسبّب إلتهابا بكتيرياً لها، ما يزيد الحالة سوءاً ويؤدي الى إلتهاب هذه الجيوب».
المضاعفات
{ ماذا عن المضاعفات؟
– «إنْ لم تتم معالجة إلتهاب الجيوب الأنفية، فهناك مضاعفات كثيرة كإلتهاب السحايا، وهو إلتهاب الأغشية والسوائل المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، أو فقدان حاسة الشم بشكلٍ دائم، وقد يكون نتيجةً لانسداد الأنف وإلتهاب عصب الشّم. كذلك من الممكن فقدان الرؤية ويحدث هذا في حال انتقال الإلتهاب إلى محجر العينين، وينتج عنه قصور في الرؤية أو حتى العمى الذي من الممكن أن يكون دائماً، أو يسبب أضراراً على التغذية الدمويّة للدّماغ مسببّاً بذلك السكتات الدماغيّة، أو نشوء إلتهابات أخرى».
الأعراض
{ ما الأعراض الأكثر شيوعا؟
– «يسبب إلتهاب الجيوب الأنفية صداعاً شديداً مرافقاً لعلامات مرضية أهمها: ارتفاع درجة حرارة الجسم، حدوث ألم شديد بين وحول العينين أو جبهة الوجه أو مؤخّرة الرأس حسب الجيب المصاب خاصة عند السعال، خروج إفرازات أنفية بيضاء اللون».
العلاج
{ ما سُبُل العلاج؟
– «المبادئ الأساسية لعلاج الجيوب الأنفية هي تنظيف الإفرازات والمحافظة على الأنف مفتوحاً وعلاج المسبِّب المرضي للإلتهاب سواء أكان جرثومياً أو فطريات. ويستعمل لتنظيف الإفرازات الأنفية المحلول الملحي ويوجد على شكل غسولات أنفية أو بخاخات. أما من أجل المحافظة على الأنف مفتوحاً فتستعمل الأدوية التي تحتوي مضادات الإحتقان.
أما العلاج النوعي للجراثيم أو الفطريات فهو يتبع كل حالة على حدة مع مراجعات دورية والتزام في اتباع تعليمات المعالجة لتجنب تعقيدات الإلتهاب وتحوله إلى إلتهاب مزمن، وهنا تعطى المضادات الحيوية المناسبة. لكن في حالات الإلتهاب المزمن فتتطلب المعالجة تدخل جراحي تحت إشراف الطبيب المختص».
د. ماهر الكستي: عدم المعالجة يؤدي إلى مضاعفات كـ«السحايا»
أنواع الجيوب الأنفية