زياد العسل – "جنوبيات"
تتعاظم المأساة الإجتماعية والاقتصادية في لبنان يوم بعد يوم، وسط اضمحلال الطبقة الوسطى، واتّساع الهوّة الطبقية، التي ستنتج انفجاراً في الأمن الاجتماعي، سيحدث مهما توقّع المتخاذلون من ساسةٍ ومسؤولين أنّه بعيد بُعدَهم عن معاناة هذا الشّعب ودرب جلجلته اليوميّة.
رئيس "الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان" كاسترو عبدالله أن "السّلطة السياسية وخاصة القوى الطّائفية منها، والتي تنفذ إملاءات صندوق النقد الدولي والمشروع الممنهج لتدمير البلاد، تسير بلبنان وشعبه نحو مشهدٍ مأساوي مُظلم، والحكومات التي تعاقبت ساقت البلاد نحو الهاوية من خلال مقاربة اقتصادية فاشلة وسيّئة، ونمط اقتصادي غير مجدٍ قائم على الرّيع وتعطيل الاقتصادات الإنتاجية".
وفي تصريح إلى "جنوبيات"، تحدث عبدالله عن "صمود كبير للعمّال اللبنانيين وسط هذه الوتيرة من الانهيار التي يشهدها لبنان، فالأموال المودعة في البنوك تمّت سرقتها، وثمة معاناة في القطاعات الإنتاجية المرتبطة بالواقع الاقتصادي والنقدي العام، والقطاع الخاص ما زال يعاني من ضعف السياسات، ولا يمكن له أن يحقّق الضمان والاستقرار للموظّف، وسط تدحرج كرة الانهيار، لأنّ الأداء في مقاربة القطاع العام والخاص هو نفسه لغاية اللحظة. أمّا في ما يتعلّق بأموال المودعين فليس ثمّة ما يطمئن وفق المقاربة الحالية وطريقة عمل هذه المنظومة".
وفي معرض توصيفه لكيفيّة تعامل السياسيين مع المؤسّسات وتحويل البلاد إلى شركات خاصّة، تدار من منظار منفعي مصلحي، وصف عبدالله "الطبقة السياسة اللبنانية بالشركة المساهمة، التي لا يتماشى مع مصالحها بناء قطاع عام منتج، لذلك فالرّهان سيبقى دوماً على ثوريّة وصمود العمّال حتى نهاية هذه الطغمة، والعمل الدؤوب والمتواصل لتحقيق الاهداف العمالية".