السبت 11 تشرين الثاني 2023 08:24 ص

"ملذّات السّراب"!


* جنوبيات

الإنسان الحكيم الفطن هو من يأخذ العبرة من غيره بقدر ما يأخذها من ذاته. فبعض الجيل الجديد يملك عقلًا نيّرًا وفكرًا ملهمًا، ونشدّ على يديه كي يسمو بطموحه نحو الأفضل.

‌‌‌‌‌‌‌‌‌لــيــس بـــالــضّــرورة أن تــكــون غـــنيًّا لــتـعطـي، فــــالــعـــطـــــاء فــــي مـــعـــنــاه أجــــمـــل مـــهــمـــا كــــــان بـــسيــــطًا.
وأفــــضــــل مــــن يـــعـــطـــي هـــو مــــن يـــمـــلـك الــــقلــيــــل لـــكــنّـــه يـــعـــــرف قـــيــمــتـــه.
كن كالماء:
 يتحمّل أثقل الأحمال على سطحه ويحوي أثمن الأشياء في بطنه، وإذا نزل على أرض ميتة أحياها، وسواء قدّمته في أكواب من ذهب أم أكواب من فخّار فإنّه لن يتغيّر. 
واحذر أن تعصي الله وأنت تظهر حبّه، لعمري هذا في الفعال شنيع. 
فإن عصيتَ المغيث، فبمَن تستغيث؟!

إنّ لذّات الدّنيا مثل السّراب، ألا تعرف السّراب؟!
يحسبه الظمآن ماء.
 تراه من بعيد غديرًا، فإذا جئته لم تجد إلّا الصّحراء، فهو ماء ولكن من بعيد.
قال الله تعالى عن الخليل إبراهيم:

"فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ".
وعليه، فإنّ ‏اعتزال المعصية ومكان المعصية وأهل المعصية لوجه الله يفتح للعبد بابًا بإذن الله، فيكرمه من هباته وعطاياه.
 فابتعد عن وكر الملذّات، كي لا تتحسّر على الذي فات، 
فكم من لذّة ساعة أورثت حزن ليالٍ...

 

المصدر :جنوبيات