رحم الله والدي وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة، فقد كان يردّد على مسمعي هذه المقولة:
محاربة النّاجح... مهمّة الفاشل!
فأدركت أن النّجاح ليس بالأمر السّهل، وأن الحفاظ عليه أصعب بكثير...
سلاماً لأولئك الذين مهما بلغ الضّعف بهم يبدون أقوياء، والذين مهما دكّت الحياة مرارة أيّامهم تظلّ ابتسامتهم على محيّاهم كنور الصّباح.
سلاماً للمتعبين الذين يحاربون اليأس يوميّاً كي يبقوا على قيد الأمل، وحبّ العمل.
تحيّة للنّاجحين الذين يرضون بقضاء الله وقدره، ويستمرّون في تقديم العون والمساعدة ما أمكنهم ذلك.
تعساً للفاشلين المصابين بمرض الكره والحقد والكراهية، الذين لا يألون جهداً لمحاربة النّاجحين ومحاولة تحطيمهم.
سلاماً على الذين إذا عاهدوا لم يغدروا لأنّهم يعرفون أنّ "العهد كان مسؤولاً"، وإذا أعطوا ميثاقاً لم ينقضوا لأنّهم يعرفون أنّه "ميثاقاً غليظاً". وإذا ائتمنوا لم يعبثوا
لأنّهم يعرفون أنّ الله أمر بأن نؤدّي الأمانات إلى أهلها.
سلاماً على أصحاب القلب الواحد والوجه الواحد والموقف الواحد الذين لا يتلوّنون مهما عصفت بهم الأحداث واشتدّت الأزمات، فأولئك هم النّاجحون حقّاً.
ومن أجل دعم مواثيق النجاح اعمل على تطوير الذات.
ولتحقيق ذلك:
كـــن واضــحاً فـــي تـــقــديــرك لـــذاتــــك، فـــأنـــت مــخلـــوق مــكرَّم ومــقدَّر ومــفــضَّــل، ومـــضــمـــون لـــك الــــرّزق، ومـــحــــدَّد لـــك الأجــــل، ومـــزوَّد بـــقــوّتـــيـــن لا مـــثـــيـــل لـــهما: قـــوّة الاخـــــتـيـــار، وقــــــوّة الــــتّمـــيــيــز.
ونختم بكلام يبلسم جراح التعب، وعسر الوقت:
وكم من شدّة في الليل ضاقت
وجاء الصّبحُ في أبهى انفراجه
فكيف ينام في الأسحار عبد
له في النّفس عند الله حاجه
اللهمّ في هذا اليوم نسألك صدق التوكّل عليك وحُسن الاعتماد عليك وقوّة اليقين بك.
اللهمّ أرحنا من هموم الدّنيا وارزقنا التّوفيق في جميع أمورنا.
اللهمّ إنّا نسألك راحة تملأ الأجساد عافيةً والّروح فرحاً.
اللهمّ آمين.