قام الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل الدولية، يرافقه مدير المؤسسة الأستاذ أحمد عبود، بجولة على مراكز "عامل" الصحية والتنموية، في مناطق عدة من الجنوب اللبناني، بهدف تنفيذ ما اتفق عليه، في إطار خطة الطوارئ التي أقرت في اجتماع مشترك عقده وزير الصحة، بحضور مندوبين عن مؤسسات صحية، بالإضافة إلى هيئات إنسانية مختلفة.
الجولة التي أتت في جو من التصعيد الأمني الذي يلف جنوب لبنان منذ السابع من تشرين الأول الماضي، كانت محفوفة بمخاطر القصف الإسرائيلي الذي توزع أمس على مناطق عدة، من ضمنها بلدة الخيام التي كانت في مستهل برنامج الجولة، وتعرضت لقصف عنيف راح ضحيته أربعة شهداء. رغم ذلك، عقد د. مهنا في مركز "عامل" بالخيام اجتماعاً، ضم العاملين في المركز ومراكز أخرى، تقرر فيه استنفار العاملين في المركز، والتعامل مع الضرورات الصحية بخطة مركزة، من ضمنها الإعلان عن وضع عيادة نقالة في خدمة الأهالي، والإبلاغ عن خط ساخن للاتصال بالمركز متى احتاج الأمر، بهدف مساعدة المرضى أو الجرحى في منازلهم، أو نقلهم إلى المركز للمعالجة.
على أن هذا الاستنفار الذي أعلنته "عامل" في الخيام، والهادف إلى رفع جاهزية العاملين في هذا المركز، هو جزء من استنفار عام لجميع مراكز المؤسسة القريبة من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ولاسيما مراكز العرقوب والفرديس وحلتا والنبطية وصيدا والبازورية وصور. فالخطة التي تنفذها "عامل"، بالاتفاق مع مؤسسات أخرى، تقتضي استحداث مراكز جديدة وعيادات نقالة إضافية، لرعاية الأهالي ومساعدتهم، تحسباً لما يمكن أن يحدث من تطورات أمنية، تؤدي إلى تفاقم حاجات المواطنين، في ظل ما يعانونه، في الأساس، من ضعف في قدرتهم الشرائية، بعدما شهده لبنان من أزمة اقتصادية رمت بثقلها على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، ولا يزال اللبنانيون عالقين فيها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد توافق الدكتور مهنا والأستاذ عبود مع فعاليات نسقوا مع بلديتي النبطية وصيدا، على إنشاء مراكز صحية وتربوية في المدينتين، بالتعاون مع وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، وبالتنسيق مع منظمات إنسانية محلية ودولية.
واعتبر مهنا أن ما يقوم به فريق "عامل" وباقي المرابطين في خطوط الدفاع الإنسانية إلى جانب الناس هو امتداد للتضحيات النبيلة التي يبذلها العاملون في القطاع الصحي والإنساني في قطاع غزة بمواجهة عدو مشترك، لا يعترف بالشرائع والقوانين والقيم الإنسانية، وهو نفسه الذي يقوم بحملة منظمة للإبادة في غزة تركز على قصف واستهداف مرافق الحياة وخصوصاً المستشفيات، قام بالأمس بالاعتداء على بيوت وآمنين في الخيام وباقي مناطق الجنوب، بعدما تسبب بالأمس بأضرار في مركز مؤسسة عامل الصحي التنموي الاجتماعي في الخيام ومستشفى ميس الجبل الحكومي، إضافة إلى استهداف دور العبادة والحقول الزراعية ومرافق الحياة التي من المفترض أنها محمية بالقوانين الدولية.
وأكد بأن عامل تقف اليوم إلى جانب الناس، وستبقى تقوم بدورها في المقاومة الإنسانية مهما كان الثمن ومهما كان الظرف.
وكما ذُكر في مستهل الخبر، فإن الخطة التي تنفذها "عامل"، في إطار خطة الطوارئ الوطنية العامة التي أقرتها وزارة الصحة اللبنانية، تأتي استجابة للحاجات الملحة، الناتجة عن تصاعد العمليات العسكرية في جنوب لبنان، والتي أدت إلى نزوح عدد كبير من أهالي القرى الحدودية، ما يضاعف عمل المؤسسات الإنسانية المعنية بالاستجابة مع حالات الطوارئ، مع ضرورة حضور الدولة والقيام بما هو مطلوب منها، على مبدأ تعزيز الشراكة بينها وبين المؤسسات الإنسانية، من أجل تأمين العلاج الطبي والنفسي، وحق الناس عليها في الحفاظ على كرامتهم الإنسانية.