تسبّبت التسجيلات التي إنتشرت يوم أمس بكثافة عبر تطبيق "واتس آب" بحالة من الهلع والحذر الشديدين في مدينة النبطية جنوب لبنان، لما حملته من تهديدات "ذات خليفة إرهابية".

الأخبار التي كُبرت يوم أمس ووصلت لحد تنفيذ "هجمات واسعة ذات طابع إرهابي" في النبطية، تبين لـ"ليبانون ديبايت" أنها مبنية على معلومات أمنية خاصة، لكنها لم ترتقِ إلى هذا المستوى، حيث أن ما جرى تداوله حول "دخول سيارات و3 إنتحاريين لم يتم تأكيده وبالتالي تبين أنه غير صحيح".

بالعودة إلى حقيقة ما حصل، تكشف مصادر أمنية أنه وقبل إسبوع تحديداً أقدم شخص سوري الجنسية على سرقة بيك - آب أبيض اللون طراز تويوتا RN 63 موديل 1988 يعود لشركة "الأخرس غروب" يحمل الرقم م 188157 مسجل حسب بيانات إدارة السير في زحلة لإسم السيد م.ال، وذلك من بلدة كفررمان الجنوبية فجراً وتوارى السارق عن الأنظار ليكشف لاحقاً جهاز الـ"جي بي أس" بداخله، أن البيك آب أصبح في منطقة حمص السورية ولعله في المنطقة الشرقية منها.

وفور الوصول القوى الأمنية إلى هذه المعلومة، عمّمت صورة للبيك آب ورقمه ومواصفاته على كافة حواجز القوى الأمنية في المناطق اللبنانية خاصةً تلك المنتشرة في محيط مدينة النبطية والمناطق القريبة منها مع رفع حالة التأهب التي نتج عنها تنفيذ مداهمات من قبل الجيش اللبناني لمنازل القاطنين السوريين حيث إستطاعت القوى الأمنية ربط موضوع سرقة البيك آب مع نتائج المداهمات والوصول إلى خلاصات حول ذلك، وهو ما دفعها إلى رفع وتيرة الإجراءات من خلال إستقدام تعزيزات للجيش وتسيير دوريات في شوارع المدينة مع رفع شرطة البلدية لنشاطها.

وتكشف مصادر أمنية، أن ما أثار ريبة الأجهزة الأمنية وجعلها تعزّز من نشاطها الإستباقي، هو عبور السيارة إلى منطقة حمص من عدة طرقات يبدو أنها كانت مراقبة جيداً من الجهة التي تقف خلف عملية السرقة بغية تمرير السيارة بهدوء وآمان فصنفت هذه الطرقات على أنها "ثغرات أمنية" عملت القوى العسكرية على إغلاقها لاحقاً، بعد أن كان قد ساد تخوف من إمكانية العودة بالسيارة وتمريرها من نفس النقاط بهدف القيام بعمل أمني.

الإرادة الألهية تدخلت أيضاً هنا، على ما تقول المصادر الأمنية لـ"ليبانون ديبايت"، حيث أن وجود جهاز الـ"جي بي أس" مكّن الجهات المحققة من فهم وجهت البيك آب وبالتالي إدراك ربما الهدف من سرقته وإرساله إلى منطقة ينشط فيها تنظيم داعش بقوة.

وتختم المصادر الأمنية بأن "الوضع الأمني في النبطية ممسوك" في وقتٍ تعمل القوى الأمنية على إستكمال تتبع الخيوط المتعلقة بسرقة البيك آب.