الأحد 26 تشرين الثاني 2023 19:45 م |
الحاج يوسف البساط ولقاء الاثنين |
* جنوبيات الحمد لله العلي الأعلى الذي حكم على خلقه بالموت والفناء والبعث إلى دار الجزاء والفصل والقضاء ولتجزي كل نفس بما تسعى... جلست لأكتب والبيان والألم يتصارعان في نفسي وكأنني لا أعرف كيف أبدأ أو ماذا أقول... لقد وقع خبر وفاة الحاج يوسف البساط (هذا الرجل الذي كرس حياته لخدمة الناس بصمت بعيدا عن الرياء والمظاهر والبروتوكولات) كالصاعقة علي لما كانت تربطه بالوالد من محبة وصداقة وتقدير واحترام.
لقد عرفته محبا لمدينة صيدا ولأبنائها ومؤسساتها، لم يترك بابا للخير لهذه المدينة الا وكان من أصحاب الفضل فيه... فبالرغم من كبر سنه وسكنه في بيروت لكنه كرس يوم الاثنين لصيدا حيث كان يتوجه من الصباح الى مكتبه ليستقبل محبيه من ابناء المدينة وخصوصا القائمين على الجمعيات والمؤسسات التي تقدم الخدمة والمساعدة لأبناء المدينة يستمع همومهم ومشاكلهم مقدما لهم نصائحه وامكانياته.
إذا كان المرء بعد الموت أحدوثة وإذا كان الناس هم شهداء الله في الأرض يتحدثون عنه فيثنون عليه خيراً فان الحاج يوسف البساط نموذجا صيداويا استثنائيا بتربيته لأولاده في أعماله وأفعاله وإنجازاته التي عمت ليس فقط مدينة صيداء بل وشملت مدن لبنانية متعددة.
أجل! لقد خسرك الناس وخسرك لبنان إذ يتمت الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية والأهلية ودور العجزة والأيتام والمستشفيات والمستوصفات وغيرهم كثير. سائلا الله تعالى للفقيد الرحمة والغفران وأن يجعل كل ما قدم للبنان واللبنانيين ثقيلاً في ميزان حسناته يوم القيامة وان يكون اولاده خير خلف لخير سلف وان يبقى يوم الاثنين يوما جامعا لاهل الخير في المدينة. المصدر :جنوبيات |