الأربعاء 29 تشرين الثاني 2023 22:18 م |
بايدن في مأزق ... لماذا يجب أن تنتهي حرب غزة قبل نهاية العام؟ |
* جنوبيات تشير تقارير ومراقبون أميركيون إلى أن الرئيس جو بايدن يسعى جاهدًا لتحقيق تغيير في مسار الصراع بين "إسرائيل" وحركة "حماس"، بعيدًا عن العمليات العسكرية الواسعة التي أدت إلى استشهاد آلاف من الفلسطينيين ووضع ضغط كبير على إدارته، ويهدف بايدن إلى تحقيق هذا التغيير بحلول نهاية ديسمبر من هذا العام، لاسيما مع اقتراب الانتخابات التمهيدية في يناير القادم.
وفي هذا الإطار أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، عن قلقه إزاء استمرار القتال وتحذيره من أن هذا الوضع قد يسهم في تحقيق أهداف حركة حماس. وأكد بايدن، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، اليوم الأربعاء: "لقد شنت "حماس" هجوماً إرهابياً لأنها لا تخشى شيئاً أكثر من أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنباً إلى جنب في سلام"، وفق تعبيره. وأردف بايدن، أن "الاستمرار في السير على طريق الإرهاب والعنف والقتل والحرب هو بمثابة إعطاء حماس ما تسعى إليه".
وتابع قائلاً: "لا يمكننا أن نفعل ذلك". والجدير بالإشارة أن هذا التصريح الجديد، جاء ليوضح ملامح تغير في الموقف الأميركي، الذي دعم بقوة منذ الشهر الماضي إسرائيل، رافضاً الاتفاق على هدنة دائمة في القطاع الفلسطيني المحاصر، زاعما أن ذلك قد يمنح فرصة لحماس من أجل التقاط أنفاسها. وبحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، فأن هذه التصريح يأتي بالتزامن مع جهود كثيفة يبذلها ويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية، الذي وصل أمس إلى قطر حيث التقى ورئيس المخابرات الإسرائيلية ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بهدف التوسط في تمديد الهدنة بشكل أطول وتبادل المزيد من الأسرى المحتجزين لدى حماس في غزة.
ويشار إلى أن "بيرنز" يحظى بثقة بايدن الوثيقة، لخبرته وعلاقاته في الشرق الأوسط، علاوة على ثقة الموساد به. وفي هذا الصدد، أكد محللون سياسيون، إن الضغط الداخلي من جانب الإدارة الأميركية، فضلاً عن اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، يدفعان الرئيس الأميركي إلى اتخاذ إجراءات جديدة تسعى إلى تهدئة الصراع في الشرق الأوسط، وكذلك حل الأزمة الراهنة ووقف تصاعدها في الأيام القادمة.
ويعتقد المحللون، أن إدارة بايدن تحاول تجنب تفاقم العمليات العسكرية مرة أخرى ومنع استمرار الحرب إلى ما بعد أعياد الميلاد؛ لأن ذلك يجعل الحرب مادة خصبة للجمهوريين، علاوة على أنها ستكون نقطة ضعف للرئيس بايدن في مشواره للاحتفاظ بولاية جديدة بالبيت الأبيض. ووفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن مع تأمين إطلاق سراح الطفلة الأميركية "أفيجيل إيدان"، فيعتبر التحدي الذي يواجهه بايدن في المستقبل ليس فقط إطلاق سراح بقية الأميركيين الأسرى، بل استخدام النجاح الذي حققته الأيام الأخيرة لتغيير مسار الحرب في غزة. وتجدر الإشارة إلى أن بايدن يأمل في التأثير على بدء أي عمل عسكري جديد، وضمان السيطرة عليه أكثر وبذل المزيد من الجهد لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، حيث سبق أن حذرت أميركا، إسرائيل بالفعل من استهداف جنوب غزة، حيث فر الكثير من الفلسطينيين دون خطة ملموسة لحماية المدنيين. وبدوره، أشار "ديفيد ميلر"، الدبلوماسي الأميركي السابق والباحث في مؤسسة كارنيغي آرون، إلى أن "بايدن في مأزق"، وذلك يعود إلى أنه ربط نفسه بأهداف الحرب الإسرائيلية وهي تدمير حماس والقضاء عليها، إلا أنه في ضوء الكارثة الإنسانية المتصاعدة والارتفاع الهائل في عدد الشهداء الفلسطينيين، فإنه يبحث عن طرق لتهدئة التصعيد، وفي نهاية المطاف عن طريق للخروج. وفي سياق متصل، تساءلت "الصحيفة" عن هدف تل أبيب لتوسيع حملتها لتصل إلى جنوبي قطاع غزة قائلة: "هل سيضغط بايدن على إسرائيل لوقف العمليات أو تغيير استراتيجيتها في الجنوب؟". فيما تعتقد شبكة "سي إن إن" إنه على المدى القصير، يبدو أن لدى كل من إسرائيل وحماس أسباب قوية لاستمرار الهدنة، حيث يحصل "نتنياهو"، الذي يواجه ضغوط شديدة، على قدر من الدعم السياسي مع عودة المزيد من الرهائن إلى ديارهم، كما تستفيد حماس من وقف الغارات الجوية والعمليات البرية من أجل إعادة تجميع صفوفها والاستعداد لهجوم إسرائيلي موسع متوقع على معاقلها الجنوبية. علاوة على ذلك، يمتلك بايدن أسباب قوية في تأخير أو تجنب المزيد من الأزمات في غزة؛ لأسباب إنسانية ولتخفيف رد الفعل السياسي الداخلي من الناخبين الشباب الذين أدانوا دعمه المباشر لإسرائيل. وتشير "الشبكة"، إلى أن أحد الشكوك من وجهة نظر البيت الأبيض هو مقدار الضغط الذي سيفرضه بايدن، الذي تحدث إلى نتنياهو يوم الأحد، على الإسرائيليين لاستمرار الهدنة لأطول فترة ممكنة. المصدر :سكاي نيوز عربية |