عربيات ودوليات >أخبار دولية
إمام الأزهر الأكبر والبابا تواضروس: نرفض العدوان على غزة ونعمل على إنشاء "لجنة مشتركة للدفاع عن الشعب الفلسطيني"
الخميس 4 01 2024 13:17جنوبيات
زار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لتهنئة قداسته والإخوة المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد.
وقال فضيلة الإمام الأكبر: "يسرني ويسر الوفد الأزهري أن أتقدم إلى قداستكم وإلى جميع الإخوة المسيحيين بخالص التَّهنئة، وأن يكون هذا العام عاماً سعيداً على الناس أجمعين"، مؤكداً أن "تبادل التهنئة والزيارات تعكس المحبة والمودة فيما بيننا، وتؤكد عمق العلاقات التي تجمع المصريين مسلمين ومسيحيين وتماسكهم في نسيج وطني موحد".
وأكد شيخ الأزهر أن "ما يحدث على أرض فلسطين لم يعرفه تاريخ البشاعات ولا الشناعات ولا الجرائم من قبل"، مشدداً على أن "ما يحدث لا يمكن أن يكون حربا لأن الحرب تقوم بين طرفين متكافئين، وإنما ما يحدث هو إبادة جيش مسلح مدجج بأعتى الأسلحة لمواطنين أبرياء، فما نراه يوميًّا ولطيلة أكثر من ثلاثة أشهر هو إرهاب صريح، وقتل وكراهية، وإبادة جماعية، وتطهير عرقي، واستباحة لدماء المُواطنين الأبرياء في ظل عجزٍ عالميٍّ مخز".
وأكد شيخ الأزهر أننا "نحن المؤمنين بالدين لدينا واجب ومسؤولية أمام الله للدفاع عن الفلسطينيين الأبرياء، خاصة بعد ما رأيناه من تخاذل في دعم الشعب الفلسطيني ووقف هذا العدوان الدموي، وفي ظل ما شاهدناه أيضا من وعي الجماهير حول العالم بحقيقة ما يحدث، وخروجهم في تظاهرات للتعبير عن رفضهم لما يقوم به هذا الكيان المغتصب في حق الفلسطينيين الأبرياء، مقترحا فضيلته إنشاء لجنة مشتركة تجمع الأزهر والكنائس المصرية، لمتابعة ما يحدث في غزة لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة، والخروج بصوت واحد مناد بوقف هذا العبث والحقد والقتل والإرهاب|.
وشدد شيخ الأزهر على أن "الأمر في فلسطين جلل وخطير جدا، خاصة مع ما نراه من محاولات تطبيع واستساغة مشاهد قتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب حتى وصلت أعداد الشهداء إلى ما يزيد عن 22 ألفًا، بينهم أكثر من 9 آلاف طفل و6 آلاف امرأة، مشيرا إلى أننا لسنا دعاة حرب وكراهية، ولكنَّنا نقف مع الحق، ونساند الطرف الذي يمارس ضده أبشع الجرائم، مشددا على أن كل العقائد ترفض وتدين ما يقوم به هذا الكيان من مذابح ومجازر، وأن الإسلام أرسى قواعد للجهاد وحرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وحتى الاعتداء على الحيوان، ومنع المساس بأي شخص لا يتوقع منه العدوان، وجعل الجهاد موجها لمن يقومون بالعدوان فقط مؤكدا أنه لا يمكن تصور أي دين يبرر ما يتعرض له الأبرياء في غزةَ من ظلم وقهر وقتل وتنكيل".
من جانبه، أعرب قداسة البابا تواضروس عن "سعادته بتجديد اللقاء وأواصر المحبة بين وفد الأزهر ووفد الكنيسة الأرثوذكسية، وتجديد الأمل في الأخوة فيما بينا مسيحيين ومسلمين، ومستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يبعث بالفرح لدى كل فئات الشَّعب المصري".
وأشار قداسة البابا تواضروس إلى أن "الإنسان يجب أن يكون صانع سلام أينما حل، بدءا من داخله وشعوره بالارتياح والتَّوازن النفسي، وهو ما يقوده لصناعة السَّلام ونشره لمن حوله في المجتمعات، مؤكدا أننا جميعا نتألم لما يحدث في أرض فلسطين وغياب الإنسانيَّة بكل صورها، وصمَّ الأذانَ عن دعوات وقفِ العدوان وتسهيل دخول المساعدات الإنسانيَّة، رغم ادِّعاء بعض الدول ريادتها في التقدُّم الحضاري ورعاية حقوق الإنسان، مشددًا على أنَّنا لم نرَ القسوة التي تمارس ضد الفلسطينيين حتى في عالم الحيوان، تلك القسوة التي انتفت معها كل معاني الرحمة والإنسانية، وأظهرت تعمدا وإصرارا على ارتكاب أبشع الجرائم في حق الأبرياء".
ورحب قداسة البابا تواضروس بمقترح فضيلة الإمام الأكبر "من أجل إنشاء لجنة مشتركة في بيت العائلة المصرية تجمع ممثلين للأزهر ومختلف الكنائس المصرية، لمتابعة الوضع في غزة والخروج بصوت مصري موحد معبر عن رفضه للعدوان ومدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني".