بأقلامهم >بأقلامهم
"خدّ الشّيفران"!
"خدّ الشّيفران"! ‎الجمعة 5 04 2024 08:05 القاضي م جمال الحلو
"خدّ الشّيفران"!

جنوبيات

يُحكى من طرائف العرب ونوادرهم أنّه كان لأحد الشّعراء حمارٌ قد وافته المنيّة فقال: كان حِمَارِي أعقل من الحكّام، ومن خيرة الخدّام، يعرف كيف يرجعُ إلى الوراء، وكيف يتقدّم إلى الأمام!
لم تكن له هفوة ولا زلّة، فاعتلَّ على حين غفلة فمات، فرأيته في منامي، "في ذروة أحلامي"، فقلت له:
 أَلمْ أُنقِّ لك الشّعيرَ، و أُبرّد لك الماءَ؟ فما سبب موتك؟!
فأجابني قائلًا:
أتذكر إذ وقفتَ بي على الصّيدلانيّ -يعني العطّار-؟
قلت: نعم.
قال: مَرَّتْ إذْ ذاك أَتَانٌ (أنثى الحمار)، فافْتَتَنْتُ بها، ومتُّ مِنْ عِشْقِهَا: 
فقلتُ: هل قلتَ في ذلك شيئًا؟ 
قال: نعم. وأنشد:
"هَامَ قَلْبِي بِأَتَانِ .... عِنْدَ بَابِ الصَّيْدَلاَنِي
تَيَّمتْنِي يَوْمَ رحْنَا .... بِثَنايَاهَا الْحِسَانِ
ذَاتُ غُنْجٍ ودَلاَلٍ .... سلَّ جِسْمِي وبَرَانِي
ولَهَا خَدٌٌّ أَسِيلٌ .... مِثْلُ خَدّ الشَّيْفَرَانِ
فِيهِا متُّ ولَوْ عِشْـ....ـتُ إذَا طَالَ هَوَانِي"
فقيل للشّاعر (صاحب الرّؤية): ما الشّيفران؟
قال: هذا من غريب لغة الحمير، فإذا لقيتم حمارًا فاسألوه...
وهذا حالنا في بلاد ما بين الجبلين، حيث اللعب على الحبلين، فإذا مررت بسياسيّ فسله إلى أين؟!
فإن أجابك باسمًا فهنا الثبور وعظائم الأمور، وإن أجابك متجهّمًا فأبشر بالخراب وانعدام النّور...
"وقمح رح تاكلي يا حنّة"!

المصدر : جنوبيات