بأقلامهم >بأقلامهم
"نعمة الدّموع"!
"نعمة الدّموع"! ‎الأربعاء 10 04 2024 22:36 القاضي م جمال الحلو
"نعمة الدّموع"!

جنوبيات

من كلام الحقّ المبين:
 "وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها".
ومن هذه النّعم التي لا تعدّ ولا تحصى، نعمة الدّموع، سواء صدرت عن مسرور أو عن موجوع.
فليس نزول الدّمع بضعف ولا استكانة، بل هو رهف واستعانة.
وهو ينمّ عن شغف الإحساس ورقّة القلب وطيب النّفس.
 وأجمل الدّمع عندما يتمازج مع الفرح بدون إرادة.
 وأنبله عندما يتمازج مع عدم القدرة على احتمال الألم.
 أمّا أصدق الدّمع فهو عندما يتمازج مع فراق الأحبّة أو تذكّرهم.
 
لا تختزنْ كلماتك الجميلةَ في داخلِك، أخرِجْها للعلن لتكونَ علامةً فارقةً في ولادةِ الابتسامةِ.
فالبعضُ يستمدُّ سعادتَه من كلماتِك، والآخرُ يصنعُ منها تفاؤلَه، والبعضُ تُشكِّلُ له حافزًا نحو التّفوّق.
 فالكلماتُ الطيّبةُ مفاتيحُ السّعادةِ والأمل بغدٍ مُشرقٍ.

هذا، ولا تتأسّف على الإطلاق أنّك تصرّفتَ مع الآخر بقلبٍ نقيّ ونيّةٍ صافية، فاللهُ سوف يكافئُك على حسب نيّتك، وسوف يُجازيه على قدرِ نيّته.

وتصديقًا بأنّ الكلمات الطيّبة مفاتيح سعادة تؤنس القلب، وتفرح السّريرة، ما أنزله ربّ العزّة في محكم التّنزيل عندما قال:
"ألم تر كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيّبة كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السّماء، تؤتي أُكلها كلّ حين بإذن ربّها ويضرب الله الأمثال للناس لعلّهم يتذكّرون".
 صدق الله العظيم.

فحبّذا لو اقتدينا بهذا الكلام، لكنّا في خير وسلام، ولكانت علاقتنا مع الغير على أحسن ما يرام...

المصدر : جنوبيات