في لحظة خاطفة نتعلّم منها الكثير من الحكمة المغلّفة بالفكر الأنيق، نستخلص العبر وتكون نواة معرفة يقينيّة لأسس العلم السّليم والأداء القويم.
سمع فلان أمّه تطلب من جارتها القليل من الملح فقال لها:
 يا أمّاه لمَ تطلبين من جارتنا الملح؟
فلقد أحضرَت لك بالأمس كيسًا كبيرًا من الملح.
أجابته بحكمة العارف وبعبارات لطيفة:
 فعلت ذلك يا ولدي لأنّ جيراننا يطلبون من عندنا أشياء كثيرة وهم فقراء، فأحببت أن أطلب منهم شيئًا بسيطًا حتّى لا أكلّفهم فوق طاقتهم، وأنا أصلًا لست بحاجة إلى الملح.
 وغايتي أن أُشعرهم بأنّني أنا أيضًا أحتاج إليهم، حتّى أسهّل عليهم أن يطلبوا أي شيء يحتاجونه من عندنا بدون أن يشعروا بالخجل وذلّ السّؤال.

إنّها حكمة أمّ تولّد فينا حسّ التّصرّف في الأوقات الحرجة.
وصدق الشّاعر حافظ إبراهيم عندما قال:
الأمّ مدرسة إذا أعددتها/
أعددت شعبًا طيّب الأعراق.
وفي سياق الكَلِم الطّيّب :  
هناك أحبّة يستوطنون جنّات أرواحنا ويملؤون دنيانا حبًّا وفرحًا
ويمطرون على قلوبنا السّعادة، وإن فرّقتنا عنهم دروب الحياة فإنّهم سيظلّون في بقعة من الرّوح لا يطويها النّسيان.

اللهمّ بارك فيهم وبارك لهم وبارك لمن حولهم وارزقهم الصحّة والعافية والسّعادة الدّائمة في الدّنيا والآخرة.
آمين يا ربّ العالمين.