بأقلامهم >بأقلامهم
لا أفراح في جنوب لبنان حتى إشعار آخر
لا أفراح في جنوب لبنان حتى إشعار آخر ‎الجمعة 3 05 2024 19:10 كامل جابر
لا أفراح في جنوب لبنان حتى إشعار آخر

جنوبيات

سببت الحرب الدائرة على حدود جنوب لبنان منذ نحو سبعة أشهر متتالية، تضاف إليها الأزمة الاقتصادية والمالية المستمرة والمتراكمة منذ أربعة أعوام، انهيار مختلف القطاعات التجارية والزراعية والصناعية وكذلك البنية الاجتماعية.

كيفما أصغيت جنوب لبنان لا تسمع غير الشكوى، إذ سببت الحرب الدائرة على الحدود منذ نحو سبعة أشهر متتالية، تضاف إليها الأزمة الاقتصادية والمالية المستمرة والمتراكمة منذ أربعة أعوام، انهيار مختلف القطاعات التجارية والزراعية والصناعية وكذلك البنية الاجتماعية، ومنها المناسبات التي تتوزع بين أعراس ومهرجانات ونشاطات ثقافية وفنية وحتى سياسية.

وإذا ما استثنينا عاصمة الجنوب، مدينة صيدا التي يسجل فيها كذلك تراجع ملحوظ للنشاطات السياحية والاجتماعية والثقافية يصل إلى حدود 50 في المئة أو أدنى، فتوقفت بنحو 90 في المئة في أكبر مدن الجنوب، تحديداً في مدينتي صور والنبطية اللتين تعتبران خارج الحرب المباشرة. أما مدن مرجعيون والخيام وبنت جبيل، فالحياة فيها ربما تقتصر على قلة قليلة صامدة في مقابل نزوح يتعدى 95 في المئة من السكان في معظمها، ومن الطبيعي أن تنعدم فيها أي مناسبة تذكر.

النشاطات دون 10 في المئة

تعد مدينة النبطية من أكثر المدن اللبنانية نشاطاً في إقامة الاحتفالات والندوات الثقافية والفنية والاجتماعية والسياسية، ناهيك عن الأفراح والأعراس التي كانت تتوزع على أكثر من 10 صالات ومنتجعات ضخمة، انحسر حيز كبير من نشاطها خلال أزمة كورونا بل توقف، ثم تدنى بعد الانهيار الاقتصادي والمالي، وصولاً إلى الحرب، فانكفأت فيها النشاطات والاحتفالات إلى ما دون 10 في المئة عما كانت عليه قبل الحرب، بينما لم يسجل أي عرس لافت منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

نشاطان لافتان جريا في مدينة النبطية خلال سبعة أشهر، بالتعاون مع هيئات ثقافية وتجارية، أحدهما مهرجان للشعر والرسم في المركز الثقافي التابع للبلدية بحضور جمهور ضئيل خيمت عليه أجواء الحذر والقلق، والآخر تمثل في إطلاق شهر للتسوق خلال شهر رمضان الماضي، لكن المشاركة الشعبية فيه كانت متدنية جداً مقارنة بنشاطات مماثلة في أعوام سابقة.

استعاضة بتقديم مساعدات

تقول رئيسة جمعية "تقدم المرأة" في النبطية زهرة صادق "أوقفنا جميع نشاطاتنا الثقافية والفنية منذ السابع من أكتوبر الماضي، كان آخرها في هذا اليوم بالتحديد (7 أكتوبر) مهرجان الأغنية السياسية. صحيح لم نكن نتوقع استمرار الحرب طوال أشهر عدة وصلت إلى حدود سبعة، لكن شعرنا بأن ثمة مسؤولية كبيرة ستقع على عاتقنا إذا ما جمعنا الناس في نشاط ما ووقعت حولنا أية حادثة أمنية، وهذا متوقع في أي لحظة، خصوصاً أن النبطية لم تسلم من الحرب وتعرضت مرتين لاستهداف مباشر بالقصف والغارات، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين".

وتشير صادق إلى أن "حيزاً من نشاطنا ذهب باتجاه تقديم مساعدات إنسانية مالية وعينية إلى مئات المواطنين والنساء والأطفال ممن يعانون أوضاعاً اقتصادية واجتماعية وصحية صعبة أو متدهورة، وهذا المشروع بدأنا به ليس منذ اندلاع الحرب فحسب، بل منذ الانهيار الاقتصادي، ويتم ذلك بمساعدة جمعيات لبنانية أخرى من مناطق عدة ومساهمين، لكن كل ذلك يجري بعيداً من تجميع الناس في مركزنا لأنه مشوب بالخطر، بل يتحقق بإيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها في البيوت أو التكفل بدفع فواتير صحية في المستشفيات أو الصيدليات".  

إلى "تقدم المرأة" التي تنضوي في عضويتها أكثر من 150 سيدة وصبية من النبطية والجوار، يتجاوز عدد الجمعيات الفاعلة في المدينة 20 جمعية ونادياً، تضيف صادق أنها "كانت تتقاسم النشاطات أو تتشارك فيها في كل أسبوع وكل شهر ولها جمهور واسع، لكن البال لم يعد مرتاحاً لإقامة أي نشاط".

المصدر : اندبندت عربية