بمرور شهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان، يظهر الفارق الكبير مقارنة بحرب يوليو 2006 التي استمرت 33 يوماً وانتهت بالقرار 1701. فقد ترك الشهر المنصرم من الهجمات الجوية الإسرائيلية أثرًا مدمراً، خاصة على مناطق الجنوب، البقاع، والضاحية الجنوبية، وصولاً إلى كسروان وأيطو. الخسائر البشرية ارتفعت بشكل غير مسبوق، حيث أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن وصول عدد الضحايا إلى 2546 والجرحى إلى 11862 منذ بداية العدوان الإسرائيلي.

في الجانب الحربي، ورغم زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، لا يوجد أي أمل في وقف قريب لإطلاق النار. الرد الإسرائيلي على أي مشروع لحل سلمي جاء عبر التصعيد العسكري المكثف، في حين رد "حزب الله" بعمليات متزايدة، بعضها وصل إلى مشارف تل أبيب.

التصعيد في العمق اللبناني

شهد يوم أمس سلسلة غارات جوية إسرائيلية مكثفة، خصوصاً على الضاحية الجنوبية والنبطية، وأسفرت عن ارتفاع حصيلة المجزرة في منطقة الجناح – محيط مستشفى الحريري إلى 18 شهيداً و60 جريحاً.

في المقابل، نفذ "حزب الله" سلسلة عمليات وصلت إلى العمق الإسرائيلي، حيث تم وقف حركة الطيران في مطار بن غوريون، واستُهدفت قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 وشركة تاع للصناعات العسكرية في ضواحي تل أبيب. كما جدد القصف الصاروخي باتجاه شمال إسرائيل.

تأكيد مقتل هاشم صفي الدين

أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً مقتل هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ"حزب الله"، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية قبل نحو ثلاثة أسابيع. جاء هذا الإعلان بعد تقارير غير رسمية أفادت بمقتله، إذ كان صفي الدين يُعتبر خليفة محتملاً لحسن نصر الله.

انتقادات سياسية واستمرار الشلل البرلماني

في سياق آخر، لم يكتمل نصاب الجلسة النيابية لانتخاب أعضاء اللجان النيابية، وسط انتقادات حادة من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للنواب المتغيبين عن الجلسة.