في هذه الذكرى الأليمة العشرين، لاستشهاد دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نستذكر المسيرة المضيئة للرجل الذي أعطى لوطنه من دون حدود، وبذل جهده وماله في سبيل ما كان يؤمن به.

لقد كان رفيق الحريري مؤمناً بأن العلم هو مفتاح النهوض بالمجتمع، فبدأ مسيرته بدعم المدارس والمؤسسات التربوية، وكانت المقاصد في صيدا، واحدة من أولوياته، فبدأ بمدرسته التي تخرّج منها، «مدرسة فيصل الأول»، التي حملت لاحقاً اسم «عائشة أم المؤمنين»، ولم يكتفِ بذلك، حيث شيّد «مدرسة حسام الدين الحريري»، تخليداً لذكرى نجله الذي رحل في عز شبابه، وجعلها صرحاً مقاصدياً تربوياً نموذجياً تابعاً لهذه الجمعية العريقة.
كما لم يتوانَ عن إنشاء «ثانوية رفيق الحريري» في صيدا، ليمنح الأجيال القادمة فرصة الحصول على تعليم متميّز يفتح لهم آفاق المستقبل.
وإيماناً منه بدور صيدا كمدينة علم وثقافة، سعى إلى إنشاء مدينة تربوية متكاملة في كفرفالوس - شرقي صيدا، تضم مدارس، جامعة ومستشفى، لتكون مركزاً للنهوض بالعلم والخدمات الصحية والاجتماعية.
لكن هذا المشروع الطموح لم يكتمل، إذ أطاح به الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، في محاولة لضرب ركائز التنمية في الجنوب اللبناني.
إلى جانب التعليم، كان للرئيس الشهيد بصمة لا تُمحى في إعادة إعمار وسط بيروت، بعدما حوّلته الحرب إلى ركام، فعمل على إعادته إلى الحياة، ليصبح مجدداً قلب لبنان النابض ومركزه الاقتصادي والثقافي.

كما ساهم في تطوير البنى التحتية، ومدّ الجسور بين اللبنانيين، سياسياً وإنمائياً.
على الساحة الدولية، كان رفيق الحريري رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، استطاع أن يضع لبنان على خارطة الاهتمام العالمي، فكان صوته مسموعاً في المحافل الدولية، وحضوره مؤثراً على المستويين السياسي والاقتصادي.
في هذه الذكرى، نؤكد أن رفيق الحريري لم يكن مجرد رئيس وزراء، بل كان حالة وطنية استثنائية، جعلت من العلم والاعتدال والتطوير رسالة حياة.
رحم لله الشهيد رفيق الحريري، وأبقى إرثه منارة للأجيال القادمة، وليبقى اسمه محفوراً في وجدان الوطن، كرمز للعطاء والبناء والنهضة.
الرئيس الأسبق لـ«جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في صيدا