لبنانيات >أخبار لبنانية
هل تطلب أورتاغوس من "إسرائيل" وقف العدوان قبل المفاوضات؟


غاصب المختار
من الواضح ان ما تسرّب عن نتائج زيارة نائب الموفد الأميركي للشرق الأوسط ولبنان مورغان أورتاغوس الى بيروت بعد لقاءاتها مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة وبعض الوزراء، انها «أبدت ليونة في الحوار وتفهّماً لظروف لبنان الداخلية» الشديدة الحساسية والتعقيد، خلافاً لما قامت به في زيارتها السابقة والتصريحات الحادّة التي أدلت بها، برغم استمرارها في طرح الشروط - نيابة عن الكيان الإسرائيلي - التي تراهما إدارتا واشنطن والكيان «لازمة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإجراء مفاوضات مع الكيان الإسرائيلي حول الانسحاب من المواقع المحتلة وتحرير الأسرى وترتيب وضع الحدود لتثبيت وقف إطلاق النار»، وبخاصة لجهة تشكيل لجان مشتركة تضم دبلوماسيين أو سياسيين رسميين.
هذا عن اللقاءات الرسمية، أما في اللقاءات مع بعض القوى السياسية، فلم يُعرف ما إذا كانت أورتاغوس قد طلبت من معارضي سلاح حزب الله تخفيف الحملة أم التصعيد بها لتسهيل مهمة رئيس الجمهورية جوزاف عون في ترتيب الحوار الوطني حول ملف السلاح من ضمن الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية الوطنية الذي ينوي عقده، وهو ما سيتضح لاحقاً من خلال مواقف هذه القوى، برغم ان أورتاغوس دعت الى تسريع البتّ بموضوع السلاح وربطته بموضوع الدعم الأميركي والدولي للبنان في مجالات الاقتصاد وإعادة الإعمار.
وبرغم ان الموفدة الأميركية التقت الرئيس عون وهي تتقلّد «نجمة داوود» رمز الصهيونية بكل أبعادها الدينية والسياسية والأمنية والعسكرية، كدليل على إبراز تعاطفها الشديد مع الكيان الإسرائيلي وتأييد كل انتهاكاته في لبنان، لكن يبدو ان تخفيف اللهجة الأميركية بالتحذير والتهديد حيال لبنان مردّه الى أسباب كثيرة، عدا تفهّم ما سمعته من الرؤساء الثلاثة، أبرزها ان الاهتمام الإميركي والإسرائيلي الآن ينصب على تصفية الحرب في غزة بتدميرها نهائيا وإنهاء المقاومة فيها وتبديل إدارتها، وعلى الملف النووي الإيراني، وعلى الحرب الاقتصادية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد الكثير من دول العالم لا سيما أوروبا والصين. لكن ذلك لم يمنع استمرار «تفرّغ» الكيان الإسرائيلي لاستمرار حربه الشعواء ضد البشر والحجر في لبنان، لدرجة وصلت مؤخراً الى قصف كل حركة تشي بإعادة الإعمار أو إصلاح الأضرار حتى قصف البيوت الجاهزة التي وضعتها البلديات لتسيير أمور القرى الخدماتية أو وضعها المواطنون الذين دمّر العدوان منازلهم ولا مكان آخر لهم يبيتوا فيه.
والسؤال الآن بعد هذه التسريبات عن «التفهّم الأميركي لرفض لبنان تشكيل لجان دبلوماسية والإعجاب بفكرة الدبلوماسية المكوكية بين لبنان والكيان الإسرائيلي» لمعالجة ذيول الحرب وتثبيت الحدود، هل توقف الإدارة الأميركية ضغوطها وتحذيراتها وتهديداتها للبنان التي باتت تعرقل انطلاقة العهد الجديد والحكومة الجديدة نظرا لإستحالة تحقيق هذه الشروط والمطالب؟ وهل تطلب أورتاغوس - هي تطلب ولا تضغط - من الكيان الإسرائيلي وقف عدوانه المتمادي على لبنان تمهيداً للبدء في مسار المفاوضات التقنية - العسكرية والمدنية لمعالجة المسائل العالقة.
وبرغم ذلك، ثمة من يعتقد ان الإدارة الأميركية والكيان الإسرائيلي يريدان كسر وإلغاء أي عنصر قوة بيد لبنان يمكن أن يهدّد الكيان الإسرائيلي كما في غزة، ولو برصاصة، حتى ان الضغوط مورست لمنع الجيش اللبناني من أن يطلق طلقة بمواجهة أي خرق أو عدوان على لبنان، برغم ان آلية تنفيذ وقف إطلاق النار والقرار 1701 تنص على حق الدفاع عن النفس، وقد سلّمت جميع الأطراف بدور الجيش والدولة في هذا المجال حتى حزب الله، وكانت الضغوط تركّز على عودة لبنان الى لجنة الإشراف الخماسية على وقف إطلاق النار والى اعتماد الخيار السياسي والدبلوماسي، وهو أمر ثبت ان الاحتلال الإسرائيلي لا يفهمه ولا يتعاطى به إلّا بما يفيد مصالحه… فإلى متى يصبر لبنان وأي مخرج يمكن أن يتوصل إليه مع أورتاغوس إذا اعتمدت الدبلوماسية المكوكية؟