صحة >صحة
"خلايا عصبية" اصطناعية.. تتعلم وتنظّم نفسها ذاتياً!


جنوبيات
في خطوة جديدة تجمع بين علوم الأعصاب وتقنيات الذكاء الاصطناعي، قدّم مجموعة من الباحثين الدوليين تقنية رائدة تتمثل في خلايا عصبية اصطناعية قادرة على التعلّم الذاتي من دون الحاجة إلى أي تدخل خارجي. هذا الاكتشاف، الذي نُشر في دورية علمية مرموقة، يعد نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي.
أطلق الباحثون على هذه الخلايا اسم "الخلايا الإنفومورفية"، وهي خلايا عصبية تنظّم نفسها ذاتياً بناءً على المعلومات المتاحة، محاكاةً للعمليات الطبيعية في الدماغ البشري حيث تتعلم كل خلية عصبية من تفاعلاتها المحلية.
وتعتبر هذه الخلايا العصبية الاصطناعية وحدات رياضية تقوم بمعالجة المدخلات الرقمية وإنتاج استجابات استناداً إلى خوارزميات معينة. في الأنظمة التقليدية، يتم التحكم بعملية التعلّم من الخارج عبر توجيه الخوارزميات للخلايا بشأن ما يجب أن تتعلمه وكيفية التفاعل. إلا أن الخلايا الإنفومورفية تعتمد على البيانات المحيطة لتحديد طريقة التعلّم والتكيّف، مما يجعلها أكثر مرونة وفاعلية من حيث استهلاك الطاقة.
تشبه الخلايا الإنفومورفية فريق عمل دون مدير يقيّد الأفراد؛ حيث يقوم كل عضو بتقييم الموقف المحيط ويحدّد بنفسه طريقة التعامل معه. هذه الآلية تتيح للفريق التكيّف مع الظروف الجديدة بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وفي التجارب الأولية، ترك الباحثون الخلايا تكتشف بنفسها القواعد اللازمة لتحقيق الأهداف الموضوعة، مما أظهر قدرة هذه الخلايا على اتخاذ قرارات مستقلة بشأن التعاون مع خلايا أخرى أو التخصص في نوع محدد من المعلومات.
هذا الابتكار يفتح آفاقاً واعدة لمستقبل تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يسمح للخلايا العصبية بالتعلّم دون الحاجة إلى برمجة مفصلة مسبقاً، مما يمكن أن يؤدي إلى تطوير أنظمة أكثر واقعية وقابلية للتكيف.