قبل أيام من جولة ثانية مرتقبة، السبت القادم، من المحادثات التي شهدتها سلطنة عمان بين وفد أميركي وآخر إيراني، علّقت طهران على الجولة الأولى.

فقد صرّح معاون الشؤون القانونية والدولية في وزارة الخارجية، وعضو الوفد المفاوض الإيراني، كاظم غريب ‌آبادي، بأنه من المبكر إصدار الأحكام الآن.

رغم ذلك، رأى أنه في حال دخل الطرف المقابل الجولة الثانية كما فعل في مسقط في إشارة منه إلى الأميركيين، فلن يستغرق التوصّل إلى اتفاق وقتاً طويلاً، وفق رأيه.

كما لفت خلال مقابلة خاصة مع التلفزيون الإيراني، إلى أن إيران لم تكن لديها نقاطاً محورية في الجولة الأولى من المفاوضات، ولهذا انتهت في أقل من ثلاث ساعات، موضحاً أنها فقط أبلغت الطرف المقابل بخطوطها الرئيسية، وفق كلامه.

ورأى أن الجولة الأولى من المفاوضات كانت تهدف إلى تقييم الطرفين لبعضهما البعض، ومعرفة ما إذا كان هناك جدّية متبادلة للتوصل إلى اتفاق أم لا، معتبراً أن المفاوضات هي عملية متواصلة، ويجب أن يرى فيها كل طرف كيف سيتصرف الطرف الآخر في الجولات القادمة.

كذلك كرر غريب أبادي مقولة المرشد بخصوص موقف إيران من المفاوضات فقال: "لسنا متفائلين بشكل مفرط، ولسنا متشائمين بشكل مفرط أيضاً".

وعلّق المسؤول الإيراني على تكرار الطرف الأميركي شرط أن على إيران ألا تصل إلى السلاح النووي، مشددا على أنها لا تسعى لذلك مطلقًا، ولفت إلى أن طهران دخلت في عهد أوباما، بمفاوضات بشأن موضوع التخصيب، مشددا على أنها لم تتخلّى عن هذا الحق، ولن نتخلى عنه، وفق تعبيره.

إلى ذلك، رأى أن التوصّل إلى تفاهم هو أمر مفيد للطرفين.

وأضاف معتبراً أن مكانة ويتكوف في الولايات المتحدة أعلى من مستوى الوزير، في إشارة منه إلى مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستيف ويتكوف، الذي مثّل الولايات المتحدة في الجولة الأولى من محادثات إيران يوم السبت الماضي في عُمان.

وتابع قائلاً: "ويتكوف أجرى محادثات استمرت خمس ساعات مع الرئيس بوتين نفسه".

أتى هذا بعدما أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن مسار المفاوضات يسير بشكل طبيعي واعتيادي.

كما أضاف خلال اجتماع لمجلس الوزراء، أن شؤون البلاد "تدار وتتابع ضمن مسارها الطبيعي دون أن تتوقف ولو لثانية واحدة عند هذه القضايا والمباحثات".

فيما عبّر عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع أميركا، قائلاً: "نرحب بطبيعة الحال بإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة"، وفق ما أفادت وكالة "إرنا".

أتت تلك التصريحات بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بوقت سابق أن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض.

واعتبر أن "مواصلة الطرف الأميركي تصريحاته المتناقضة ستزيد الظروف صعوبة". إلا أنه رأى أنه "إذا كانت المحادثات في أجواء متكافئة يسودها الاحترام فستمضي قدماً".