لبنانيات >أخبار لبنانية
ظهور مسلح لمشايخ دروز
ظهور مسلح لمشايخ دروز ‎الخميس 6 04 2017 12:43
ظهور مسلح لمشايخ دروز

جنوبيات

على عكس ما جرى ادعاؤه، لم يبدأ إشكال الشويفات يوم الأحد الماضي بين عناصر من حزب الله والتقدميّ الاشتراكيّ بسبب نزع علم، بل من جرّاء إعادة انتشال مناخات الأحقاد القديمة النابعة من تراكمات 2008 التي حرّكها مشهد الوئام بين النائب وليد جنبلاط وحزب الله الذي استغله متضررون للدفع باتجاه توجيه رسائل "أمنية" اختيرت منطقة ذات تداخل شيعي – درزي كمتنفّس لها.

شكّل وجود وفد من حزب الله ضمّ الوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله في احتفال ذكرى اغتيال كمال جنبلاط، حالة من الغضب بصفوف حاملي تراكمات أحداث أيار 2008 على ظهورهم، خاصّة أولئك الموجودين في الشويفات. وعلى الرغم من المصالحة التي عقدت بين حزب الله والتقدميّ الاشتراكيّ وطيّ صفحة تلك المرحلة، إلّا أنَّ عدداً من المؤسسات الدينية التي تضمّ مشايخ دروز، ارتأت أن تُبعد نفسها عن تلك المصالحة وأن تتقوقع خلف خطابٍ طائفيٍّ رنّان تجاوز تراكمات 11 أيّار، ووصل حدّ اعتماد وانتهاج خطاب يحمل صُبغة ديمغرافيّة - راديكالية لم يعهدها الدروز والشيعة أبداً.

المُشكلةُ لدى بعضِ المشايخ من الذين تسببوا بالإشكال، أنّهم يتهمون حزب الله بـ"اقتحام المناطق الدرزيّة" من خلال "انتشار الشّيعة عبر شرائهم العقارات في الجبل" أمر ينظرون إليه على أنّه "تهديد يطالهم ويحدث تغييراً ديمغرافيّاً ويوفّر اجتياح الجبل". هذا في الخفايا، أمّا في الوقائع، فامتعاض هؤلاء يعود للمنحى الذي سلكه النائب جنبلاط في احتفال المختارة وتخصيصه موقعاً مميزاً لحزب الله.. فقرروا الردّ بالنار!

تفيد المعلومات التي تسنّى لـ"ليبانون ديبايت" الحصول عليها من مصادر أمنيّة، أنَّ أسباب الإشكال التي اعتُمِدَت كذرائع، "بان زيفها"، مع تأكيد عدم نزع أيّ علم يعود للحزب الاشتراكيّ، ولم يثبت التحقيق أنَّ عنصراً من الحزب صعد وانتزع علم، بل إنَّ الذي حصل هو سقوط أعلام من على عواميد الكهرباء من جرّاء الرياح القويّة، وهذا ما كشفه كلام مسؤولي حزبي الديمقراطيّ والاشتراكيّ الذين أشاروا إلى "تضخيم الحادث والإيحاء بنزع علم لم ينزع".

وتشير مصادر "ليبانون ديبايت" أنَّ عدداً من الأعلام سقط من عواميد الإنارة على طول خط صيدا القديمة الفاصل بين المنطقتين الشيعية والدرزية، ولم يحصل أيّ تطوّر، فلماذا حصل ما حصل في الشويفات؟

السؤال هذا يقود إلى وجود علاقة بين الحادث ووجود مجموعة من المشايخ في الشويفات بينهم شيخ من آل "ف. ال" وآخر من آل "خ" يتهمان بتعميم خطابٍ مذهبيٍّ يثير النعرات درزياً وشيعياً. وبحسب المعلومات الموثّقة، فإنه وقبل أيّام عمل الشيخ من آل "خ" على تحريض مناصرين للحزب الاشتراكيّ في الشويفات - طلعة الريشاني على حزب الله عبر الادعاء بأنّه يزيد من تحركاته المنطلقة من مقرّه الموجود عند أول الطلعة، مدعياً أنّه تردّد إليه أنَّ هناك نيّة لديهم بانتزاع رايات الحزب الاشتراكي المقابلة لمركزهم كون "لا حاجة لها بعد الآن".

ومع توافر الذرائع المطلوبة، جيّش الشيخ الشبّان ممهداً لحصول الإشكال عقب تلاسنٍ بين عناصر الحزبين، فظهر وأفراد جماعته من طلاب الدين بأسلحتهم العلنيّة على مقربةٍ من مركز حزب الله وهو ما رفع من منسوب التوتّر وتدحرج الأمور وصولاً للصدام الذي كاد أن يتطوّر إلى اشتباكٍ مسلّحٍ بعد تعمّد أفراد هذه المجموعة إطلاق النّار في الهواء، وهو ما كان واضحاً للاشتراكيّ والديمقراطيّ الذي تحرّكوا فوراً لاحتواء المشكلة متحدثين بشكل صريحٍ عن وجود "مندسّين" من خلال التأكيد على "عدم السماح ﻷيّ طابورٍ خامس إحداث فتنةٍ في المنطقة تهدف إلى زعزعة الوضع و ضرب العيش الواحد".

وعلم "ليبانون ديبايت" أنَّ ما حصل في الشويفات دقّ ناقوس الخطر من تمدّد حالة راديكالية تنمو في الجبل ودفع بقيادة حزب الله والتقدميّ الاشتراكيّ والديمقراطيّ إلى رفعِ منسوب التنسيق خشية تكرار أي حادثٍ مماثل.

المصدر : ليبانون ديبايت