عام >عام
عين الحلوة... استنفار دولي وأهلي للملمة الجراح
عين الحلوة... استنفار دولي وأهلي للملمة الجراح ‎الأحد 16 04 2017 10:09
عين الحلوة... استنفار دولي وأهلي للملمة الجراح


يشهد مخيم عين الحلوة استنفاراً - ليس أمنيا هذه المرة - وانما اغاثيا خدماتيا من اجل ازالة اثار الاشتباكات الأخيرة، ومسح وحصر وتحديد حجم الأضرار تمهيدا للتعويض على المتضررين. وبانتظار ذلك يتركز الاهتمام على اعمال الاغاثة الأولية للعائلات التي تضررت بيوتها او مؤسساتها كليا او جزئيا لجهة تأمين ما امكن من المستلزمات الأساسية لحين البدء بورشة اعادة بنائها او ترميمها والتي يبدو انها ستتطلب بعض الوقت حتى تنطلق خاصة وان حجم الأضرار اكبر من تغطي تعويضاتها جهة واحدة، بحسب ما ذكرت مصادر فلسطينية، بينما من المقرر ان ترفع وكالة الأونروا الثلاثاء تقريرا بالمسح الذي تجريه للأضرار الى الدول المانحة عبر المفوضية العامة للوكالة لتحديد مقدار مساهمتها في عملية التعويض والمساعدة وفي اية المرافق او القطاعات.

وكان مدير عام الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني واثر زيارته التفقدية الأولى للمخيم بعد نشر القوة المشتركة حيث التقى اللجان الشعبية والمنظمات غير الحكومية لمناقشة موضوع الأضرار وتقديم المساعدات للعائلات المتضررة، اعلن ان المهندسين والباحثين الاجتماعيين التابعين للأونروا باشروا عملية مسح مفصل للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمساكن لتكوين صورة أفضل عن حجم الأضرار واحتياجات اعادة التأهيل في حي الطيرة وبقية المناطق المتضررة على ان تقوم الأونروا بالتنسيق مع الشركاء بتقييم حجم الأضرار الكهربائية داخل المخيم وخارجه.

وقام رئيس بلدية صيدا محمد السعودي بجولة تفقدية في المخيم للإطلاع على حجم الأضرار، ورافقه عدد من اعضاء المجلس البلدي. وكان في استقبالهم ممثلا اللجان الشعبية الفلسطينية لمنظمة التحرير عبد أبو صلاح وخالد زعيتر وممثل القوى الإسلامية أبو سليمان السعدي والناشط عاصف موسى. واثر جولة في حي الطيري ومنطقة سوق الخضار أبدى السعودي عمق أسفه لما شهده المخيم من تقاتل وإشتباكات مؤسفة وقال: جئنا لنشد على أيدي أهلنا أبناء المخيم ونقول لهم نحن واياكم جسم واحد. فإذا تضررت عين الحلوة تضررت صيدا. جئنا لنقف مع أهلنا في عين الحلوة ونواسيهم بما حصل والجرح كبير جدا وخاصة الأضرار في الممتلكات والأرزاق والضحايا البريئة، ونتمنى أن لا تتكرر هذه الإشتباكات والوقت الآن هو لتضميد الجراح.

ثم انتقل السعودي الى مستشفى صيدا الحكومي عند مدخل المخيم الشمالي حيث إطلع من مدير المستشفى الدكتور أحمد الصمدي ورئيس الجسم الطبي الدكتور أحمد حجازي على أوضاع المستشفى مثنيا على جهودهم في تقديم الخدمات الطبية للأهالي برغم الظروف الصعبة المحيطة بهم.

واختتم السعودي الجولة بزيارة منطقة الفيلات شمال شرق المخيم حيث إلتقى عددا من المواطنين الذين تضررت منازلهم بفعل الإشتباكات.

وقامت لجنة من «تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا» بزيارة تفقدية لحي الطيرة وعدد من الأحياء المحيطة به في المخيم من اجل مؤازرة الأهالي المتضررين، واتخذ التجمع قرارا بتزويد العائلات المتضررة بمساعدات غذائية عاجلة على ان تحدد بقية خطوات المساعدة المقررة تباعا. وقام وفد من جمعية تنمية بلا حدود برئاسة قاسم سعد بجولة في المكان نفسه حيث باشر فريق مختص مسح الاضرار بهدف تقديم العون والمساعدة. وبتوجيهٍ من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وبرعاية مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان بدأت هيئة الإغاثة – دار الفتوى بتوزيع 1000 حصة غذائية للعائلات المتضررة من أحداث مخيم عين الحلوة وذلك في مكتب الهيئة في صيدا، وشملت المرحلة الأولى 500 عائلة على أن تستكمل في الأيام القليلة المقبلة.

وفي زيارة تضامن من تيار المستقبل مع اهل المخيم ودعم للاجماع الفلسطيني الذي انهى الاشتباكات الأخيرة، التقى المنسق العام للتيار في الجنوب ناصر حمود على رأس وفد من مكتب المنسقية، امين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة فتح وفصائل منظمة التحرير فتحي ابو العردات في مقر الاتحادات التابع للمنظمة في صيدا بحضور قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب وامين سر حركة فتح في منطقة صيدا ماهر شبايطة وعضو قيادة فتح في لبنان طالب الصالح.

واكد ابو العردات اثر اللقاء ان الاهتمام ينصب حاليا على بلسمة الجراح بالتعاون مع الاونروا والمؤسسات الدولية والمحلية، وعلى استكمال المعالجة الميدانية للوضع في المخيم من خلال القوة المشتركة مدعومة من الفصائل وقوات الامن الوطني لتثبيت الامن والاستقرار، وترجمة ما جرى الاتفاق عليه بان لا يكون هناك مربعات امنية تعترض عمل القوة المشتركة، والعمل على ان يمثل من قاموا باطلاق النار على القوة المشتركة امام العدالة. وقال: المخيم لن يكون مأوى ولا ممرا ولا مستقرا لاي فرد او مجموعة تستهدف الامن والاستقرار فيه او في جواره بالتعاون الكامل مع الدولة اللبنانية. وأمل حمود ان يتم استكمال هذه الخطوة وان يكون ما جرى في المخيم ذهب الى غير رجعة، وقال: نحن كتيار مستعدون للمساعدة ان كانت الاجتماعية او الاغاثية والمساعدة في بلسمة الجراح، لذلك هذه زيارة تواصل واطمئنان وستتبعها زيارات لنرى كيف يمكن ان نزيد التعاون في سبيل تحقيق الامن والاستقرار في المخيم والجوار.
"المستقبل"

المصدر : المستقبل