فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
المخاوف الامنية تنغص على ابناء عين الحلوة حياتهم اليومية
المخاوف الامنية تنغص على ابناء عين الحلوة حياتهم اليومية ‎الاثنين 12 06 2017 11:20
المخاوف الامنية تنغص على ابناء عين الحلوة حياتهم اليومية
المخاوف الامنية تنغص على ابناء عين الحلوة حياتهم اليومية


تنغص المخاوف الامنية من تجدد الاشتباكات فجأة، على ابناء مخيمعين الحلوةحياتهم اليومية وصومهم فيشهر رمضانالمبارك، لكنهم يعاندون هذه الهواجس بعد سلسلة من الاشتباكات وعمليات الاغتيال والاشكالات المتنقلة، التي أرقتهم نهارا وقضت مضاجعهم ليلا، وبإصرار على الطاعة والعبادة يستقبلون شهر رمضان المبارك، بعيداً عن الفقر والبؤس والجيوب الفارغة والأفواه الجائعة والبطون الخاوية بانتظار الغد الأفضل.

حضرت الزينة الرمضانية في شوارع مخيم عين الحلوة هذا العام بخجل، فالاشتباكات الاخيرة التي حصلت بين القوة المشتركة وحركة فتح" من جهة، وبين مجموعة الناشط الاسلامية بلال بدر من جهة اخرى، ما زالت اثار جروحها تنزف دمعا وألما، اذ ان الكثير من العائلات لم تعد الى منازلها في حي الطيرة حتى اليوم، هناك عشرات المنازل لم تعد تصلح للسكن بسبب تضررها كليا او جزئيا او احتراقها وهناك اكثر من 600 منزلا بحاجة لإعادة الترميم والاعمار، فضلا عن الحاجة الى 150 خزانا للمياه بدل التي تضررت، بينما الطريق الرئيسي في الشارع الفوقاني والتي توصل الى سوق الخضار، بقيت مقفلة اسبوعين من رمضان، الى حين فتحها منذ يومين فقط بمبادرة تستمر حتى عيد الفطر المبارك، في محاولة لتنشيط الدورة الاقتصادية قبيله. 

غير ان الاهم، هو شعور ابناء المخيم بالخوف وعدم بالامان. في قرارة انفسهم يدركون ان الامن ما زال هشًّا، وان الاحداث المتنقلة التي حصلت وان اتخذت طابعا فرديا او سياسيا او بسبب المفرقعات تزيد من خوفهم، هذه الاحداث حصدت قتيلين واكثر من ستة جرحى، اخطرها اطلاق النار على الشارع الفوقاني والخيمة التي كانت منصوبة للمطالبة بالتعويض عن الاضرار، والقاء عبوة ناسفة على القوة المشتركة المتموضعة في مركز سعيد اليوسف الاجتماعي، والقاء قنبلتين في اماكن متفرقة من المخيم ثمة من يريد افشال دور القوة المشتركة، وان يبقى الوضع في المربع الاول.

مقابل هذه الصورة، تتفاوت الزينة الرمضانية بين منطقة وخرى، وحي واخر، ففي سوق الخضار أحد اهم أركان الحركة التجارية في المخيم، تنتشر بعض مظاهر الزينة، وفي الشارع التحتاني للمخيم تزداد، غير أن الشارع الفوقاني، المكان الذي تأثر بشكل مباشر بالأحداث ما يزال يلفه الحزن والكآبة.

ورغم ذلك يدفع ابناء المخيم عربة حياتهم المثقلة بالهموم والشجون قدما الى الامام في محاولة لعيش روحانية هذا الشهر الفضيل ولو بغصّة، هو موسم خير، يقبل بعضهم على عمل الخير والتبرع وتزكية اموالهم وتوزيع الحصص الغذائية والعينية، فيما تقوم المؤسسات الأهلية ضمن امكانياتها الى بلسمة الجراح، فأضرار الاشتباكات الاخيرة كانت كبيرة جدا وتفوق قدرة المجتمع المدني الفلسطيني وقواه ومؤسساته على تحمل اعبائها وحدها. 

حيثما تجول في شوارع المخيم تنظر يمينا ويسارا، ترى شيئا من الأمل على وجوه أبنائه الذين يسعون إلى رزقهم مكافحين الظلم والهروب من المجهول الذي يلاحقهم في كل مرة، فمعظم العائلات فيه فقيرة، تعتمد في قوتها على ما تجنيه في ساعات عملها القليلة من بيع الخضار واللحوم والحلويات وغيرها، فإذا كان الوضع الأمني في المخيم مستتباً استبشر ابناؤه برمضان موسم خير، أما إذا تأزمت الأوضاع، فلن يستطيع أحد العمل وبالكاد ينجون بحياتهم.

ويشكل سوق الخضار ""باروميتر" المخيم في توتيره واستقراره، وحركته بالازحام او الركود، تشير على اتجاهه، جميع الباعة انتظروا شهر رمضان علّه يعوّضهم بعضا من خسائرهم التي أصابتهم جراء الاشتباكات، يتمنّون ألّا تتكرّر لتفادي الاثار السلبية على المستوى الاقتصادي للمخيم، غير ان انعدام فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة، كلها عوامل جعلت من السوق "حركة بلا بركة"، يرسم "بانوراما" المعاناة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، منذ 69 عاماً، حيث يعانون من الفقر المدقع، في ظل حرمانهم من الحقوق المدنية والاجتماعية.

ويقول الحاج ابو ركاد سالم وهو رب أسرة مؤلفة من خمسة أولاد وبنات "إنها أيام عجاف، في إشارة إلى عدم قدرة الناس على شراء كل احتياجاتهم الرمضانية، في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة"، قبل أن يضيف "لقد نسينا الكماليات، وبتنا بشق النفس نؤمن الضروريات ويزداد معها همّ الامن والخوف من أيّة اشتباكات جديدة"، متسائلا بحرقة "هل كتب على الفلسطيني الشقاء والحزن طوال العمر، وألاّ يدخل إلى منزله الفرح أبدا؟!. 

بينما تؤكد الحاجة ام محمود الحلبي، أن الناس ما زالت تنظر إلى رمضان على أنه شهر الرحمة والخير، فهم يتبادلون الطعام والشراب في أيامه ولياليه، ويواظبون على الصلاة في المساجد كل فرض، ويصلّون التراويح ليلا، غير أن فقدان الأمن والاستقرار بشكل دائم ينغّص عليهم، فالوضع بات الآن أفضل من الشهرين السابقين، كنا لا نجرؤ فيهما على الخروج من المنازل لصلاة المغرب في المسجد.

وحده الطفل علي يركب دراجته الهوائية ويجول في شوارع المخيم، وبين عربات الخضار، متأملا حركات الناس وتعابير وجوههم ومتفرجا على الزينة المنثورة، بعفويته يقول "أحب هذا الشهر المبارك، لأنه يبشّرنا بقدوم العيد السعيد، وأنا أحب العيد وملابسه، واتمنى السعادة التي نحرم منها في معظم ايام العام".

 

المصدر : جنوبيات