عام >عام
باسيل غداً في جزين لرص صفوف "التيار" انتخابياً
مأزق المفاضلة بين الحلفاء يطوق الزيارة بعد ضمها إلى صيدا
باسيل غداً في جزين لرص صفوف "التيار" انتخابياً ‎الجمعة 30 06 2017 08:24
باسيل غداً في جزين لرص صفوف "التيار" انتخابياً
الوزير جبران باسيل

هيثم زعيتر

يحط رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رحاله غداً (السبت) في قضاء جزّين، حيث يبيت ليلته في ربوعه، ويتابع لقاءاته الأحد.
هذه الزيارة إلى "عروس الشلال"، هي الأولى له إلى المناطق بعد إقرار المجلس النيابي لقانون الانتخابات الجديد، الذي وزّع لبنان إلى 15 دائرة، لا ينسجم فيها توزيع النواب الـ128 ولا أعداد الناخبين.
المهمة الاستطلاعية والتوجيهية للوزير باسيل إلى قضاء جزّين، تختلف عن سابقاتها، لأنه في هذه الزيارة التي سيلتقي فيها فاعليات المنطقة، بعد تغير الواقع عمّا كان عليه سابقاً.
ومرد ذلك إلى أن قضاء جزّين لم يعد يقترع لنوابه الثلاثة المارونيين: أمل أبو زيد، زياد أسود والكاثوليكي عصام صوايا، المنتمين إلى "تكتل الإصلاح والتغيير النيابي" فقط، بل ضمّت الدائرة القضاء ومدينة صيدا المتمثلة بنائبين عن المقعدين السنيين يمثلهما منذ العام 2009: الرئيس فؤاد السنيورة، وبهية الحريري (العضوان في "كتلة المستقبل النيابية").
عندما تصل إلى "سيدة المعبور" عند مدخل جزّين الغربي، كانت المقولة المتداولة دائماً أنها مقبرة الأحزاب، لكن تغيّر ذلك منذ دورة العام 2009، حين هدر شلالها للأحزاب مع الشعار الذي رفع: "إستعادة القرار المصادر لنوابها"، ما أدى إلى "شد العصب" المسيحي، وفاز مرشحو "التيار" الثلاثة بالمقاعد.
لا ينكر أحد بأن "التيار" هو القوة الأبرز والأكثر فعالية في قضاء جزّين، وغالبية رؤساء بلديات الاتحاد الـ27، الذي يرأسه خليل حرفوش، هم من أعضاء أو مناصري التيار، وكذلك المخاتير، لكن مع الصوت التفضيلي، تتغير المعطيات كثيراً.
يبلغ عدد الناخبين في القضاء (58349) بينهم: شيعة: (12000)، سنة: (1000) ودروز (363)، وذلك وفقاً للانتخابات النيابية الفرعية الأخيرة، التي جرت (22 أيّار 2016)، لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب ميشال حلو (27 حزيران 2014)، وفاز به النائب أبو زيد.
وفي ضوء قانون الانتخابات الجديد، وضرورة أن تتمثل اللائحة بمرشحين عن مدينة صيدا وقضاء جزّين، وبأن لا يقل أعضاء اللائحة عن ثلاثة من بين المقاعد الخمسة، أصبحت التحالفات ضرورية، مع حصرية الاقتراع للائحة دون تشطيب، واختيار تفضيلي لمرشح، وهو ما يُشير إلى احتمال أن لا يكون هناك أقل من 3 أو 4 لوائح.
القوى المؤثرة
ماذا عن القوى المؤثرة في قضاء جزّين؟
"التيار الوطني الحر" يتمثل بالنواب الثلاثة: أسود، أبو زيد وصوايا، ولديه مروحة واسعة من التحالفات مع جميع القوى، سواء المسيحية أو السنية، حتى "الكتلة الشيعية" في تحالفه مع "حزب الله"، بانتظار بلورة صيغة العلاقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي.
لكن، هذا الارتياح يقابله إحراج في الاختيار لجهة التحالفات، ومرد ذلك أنه سيكون أمام صعوبة في توزيع أصوات مؤيديه التي نالها أبو زيد في الانتخابات الأخيرة (14653 صوتاً)، وقبله في انتخابات العام 2009 باللائحة التي حملت اسم "التغيير والإصلاح" ونال أسود (15648)، وحلو (13285) وصوايا (14914) - أي أن الأصوات مع التحالفات بلغت بين (13000 و15600).
فيما اللائحة الثانية من "فريق 8 آذار" كانت مدعومة من الرئيس برّي وحملت اسم "لائحة جزين" برئاسة النائب سمير عازار الذي نال (10792 صوتاً) وضمّت: الدكتور كميل سرحال ونال (5403 أصوات)، والنائب أنطوان خوري ونال (5220 صوتاً).
بينما ترشحت لائحة وحيدة من "فريق 14 آذار"، حملت اسم "جزين المستقلة" برئاسة الوزير والنائب السابق إدمون رزق، ونال (7299 صوتاً)، وضمت: فوزي الأسمر ونال (4338 صوتاً) وعجاج حداد ونال (6498 صوتاً).
وفي تلك الانتخابات بلغت نسبة التصويت المسيحي 53.60%، توزعت وفق الآتي:
-     نواب "التيار" الثلاثة الفائزون، نالوا 54%.
-     رزق والأسمر وحداد، نالوا 25%.
- عازار وسرحال وخوري نالوا 16%.
وفي الانتخابات الفرعية التي جرت في ربيع العام 2016، بلغ عدد الناخبين (58349) اقترع منهم (27400) - أي ما نسبته 46.9%، ونال أبو زيد (14653 صوتاً)، فيما نال إبراهيم عازار (7759 صوتاً)، والعميد المتقاعد صلاح جبران (3162 صوتاً) وباتريك رزق الله (399 صوتاً).
وبلغ عدد الناخبين في مدينة جزّين (8412) اقترع منهم (4002) - أي ما نسبته 47.57%، ونال عازار (2042 صوتاً) - أي ما نسبته 51.02% من أصوات المقترعين، فيما نال أبو زيد (1566 صوتاً) - أي ما نسبته 39.13%.
في ضوء هذه الأصوات، سيدرس "التيار" جيداً من سيرشح من نوابه الثلاثة، في ظل الحديث عن احتمال إعادة ترشيح أبو زيد لأنه يمثل منطقة جبل الريحان - أي الجرد – وواقع النائب أسود، الذي يمثل مدينة جزين، والحديث عن احتمال ترشيح المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية جان عزيز!
أما عن المقعد الكاثوليكي، فقد بات محسوماً عدم إعادة ترشيح النائب عصام صوايا، حيث سيختار التيار ترشيح واحد، وهو مضطر بأن يكون من ضمن قضاء جزين وليس خارجه، أو سيكون مضطراً إلى التحالف مع "القوات اللبنانية" التي لديها مرشّح كاثوليكي وحيد في القضاء هو عجاج حداد، الذي نال في الانتخابات الماضية (6498 صوتاً)، حيث يُشير هذا الرقم إلى القوة التجييرية لـ"القوات اللبنانية" التي تعتبر "القوة الثانية" في القضاء.
تأثير الناخب الشيعي
في ظل المنافسة المسيحية، يتوقع أن ترتفع أعداد المرشحين المسيحيين، حيث تبرز قوة الناخب الشيعي البالغة حوالى (12000 صوت)، وهذه الكتلة التي لا تتمثل بنائب، على الرغم من أن عدد ناخبيها يفوق عدد الناخبين الكاثوليك في القضاء المتمثلين بنائب.
وتتوزع "الكتلة الشيعية" بين مؤيدي الرئيس برّي وأعضاء حركة "أمل" من جهة، و"حزب الله" من جهة أخرى.
في الانتخابات التي جرت في العام 2009 بلغت نسبة التصويت فيها 58%، نال منها عازار 85.9% وسرحال 42.3% وأسود وصوايا 52.7% وحلو 13.8%.
وسبب الفارق في الأصوات أن "حزب الله" إقترع لصالح أسود وصوايا من "لائحة التيار" وعازار من اللائحة التي ترأسها، بينما في الانتخابات المقبلة لن يكون بالإمكان الاختيار بتوزيع الأصوات، بل الاقتراع للائحة واحدة.
وأهمية التصويت الشيعي، هو في اختيار المرشح التفضيلي في قضاء جزّين، حيث يرجح كفة على أخرى، ولن يترك الرئيس برّي، نجل حليفه الراحل سمير عازار، إبراهيم.
وكذلك هو الحال بشأن الأصوات السنية البالغة حوالى (1000)، التي جيرها "تيار المستقبل" في الانتخابات السابقة إلى رزق وحداد، وقسم الأصوات بين المارونيين عازار والأسمر.
التحالفات الصيداوية!
إذا كان هذا واقع الحال في قضاء جزّين، فكيف ستكون صيغ تحالف "التيار الحر" مع المرشحين في مدينة صيدا، خاصة "تيار المستقبل" ومرشحيه الرئيس السنيورة والنائب الحريري، وأمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد، ورئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، و"الجماعة الإسلامية" من سترشح، خاصة وأن عدد الناخبين في "عاصمة الجنوب" يبلغ (60610 أصوات).
فكيف سينسج التيار تحالفاته لتشكيل لائحة قوية تحظى بأكبر نسبة من التمثيل على صعيد الدائرة، وهو ما يحتاج إلى دراسة متأنية في خياراته التحالفية، التي تحتاج إلى حساب دقيق، ستكون فيها مفاضلة وتضحية مع من سيتحالف، بين "حزب الله" والتحالف معه في مناطق أخرى، والرئيس برّي ومرشحه عازار، أو "القوات اللبنانية"، التي تنتظر بلورة ما إذا كان هناك من إمكانية تحالفية بينهما، خاصة إذا ما أصرت "القوات" على دعم مرشح في مسقط رأس باسيل، البترون، حيث سيترشح في دائرة الشمال الثالثة، ليضمن مقعداً له يخوله رئاسة أكبر كتلة برلمانية للحزب الذي يرأسه، دون أن يكون الآن ضمنها.
وأيضاً بشأن التحالفات مع القوى الصيداوية: "تيار المستقبل" وسعد والبزري و"الجماعة الإسلامية".
ويبدو أن التوافق الذي احتاج الأقطاب والأحزاب إبان اقرار قانون الانتخاب، خَبُتَ مع تظهير تفاصيل القانون النسبي التفضيلي.
 وكما يُقال "راحت السكرة وأجت الفكرة"، فإن مرشحي الأحزاب، وحتى الحسابات الفردية ضمن أي تجمع سياسي، باتت تقض مضاجع المرشحين، وهو ما تظهر خلال عيد الفطر، بزيارات المعايدة التي قام بها "التيار" إلى الفاعليات الصيداوية، لكن بوفدين، واحد برئاسة النائب أبو زيد والآخر برئاسة النائب أسود.
مهمة دقيقة وحساسة لرئيس "التيار الوطني الحر"، كيف سيتعاطى معها، بغض النظر عن واقع الحال، وارتفاع أعداد الطامحين بأن يحظوا بدعم ترشيحه، بينما المعطيات تؤكد ضرورة اختيار الأقوى، سواء من الحلفاء أو الذين لا انسجام سياسي معهم، داخل قضاء جزّين ومدينة صيدا، وهو ما يستوجب قرارات حاسمة فيها الكثير من الإحراج؟!

 

 

النائب أمل أبو زيد

الوزير السابق إدمون رزق

 

ابراهيم عازار (المدعوم من الرئيس بري)

 

 

عجاج حداد (مرشح "القوات اللبنانية")

المصدر : اللواء