عام >عام
هذه تدابير الأمن والصيدليات في حماية بيئة المخيمات الفلسطينية من المخدرات
هذه تدابير الأمن والصيدليات في حماية بيئة المخيمات الفلسطينية من المخدرات ‎الأربعاء 19 07 2017 19:13
هذه تدابير الأمن والصيدليات في حماية بيئة المخيمات الفلسطينية من المخدرات

جنوبيات

"لا بد من القضاء على ظاهرة المخدرات في المخيمات الفلسطينية، انقاذاً للأجيال من مخاطرها."

هذا العنوان التقت حوله مختلف القوى الأمنية والسياسية والطبية والشرائح الاجتماعية الفلسطينية، فنشط كل في مجاله، لمحاربة هذه الآفة، وصولاً إلى الإجهاز عليها.

لمتابعة هذا الملف الذي حرصت "وكالة القدس للأنباء" على فتحه ومواكبته، منذ فترة ليست قصيرة، التقت مسؤولين في القوة الأمنية المشتركة، وأصحاب الصيدليات، فأكدوا أن العمل الدؤوب متواصل لمحاصرة الرؤوس الموزعة والمروجة ومعالجة المدمنين، واستمرار التنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية، للقبض على المتورطين وسوقهم للعدالة. 

وقال مسؤول  التحقيق العسكري في القوة الفلسطينية المشتركة بمنطقة صيدا، العقيد أبو توفيق  مطاوع،   لـ" وكالة القدس للأنباء" انه  لا يملك إحصائية دقيقة لعدد المتعاطين لآفة المخدرات   في مخيم عين الحلوة  أو المخيمات والتجمعات الفلسطينية الأخرى.

وأضاف:"  بالعموم المجتمعات الفلسطينية في لبنان مجتمعات متلقية وليست مصدراً أو وسيطاً. والمصادر التي تم الكشف عنها  حسب اعترافات غالبية الموقوفين تنحصر بمنطقة لبنانية  خارج  جغرافية المخيمات."

وأكد   مطاوع  على أن "التنسيق مع الجسم الصيدلاني في المخيم خطوة على أهميتها غير كافية، ولا بد من التواصل والتشاور مع جهات أخرى لمحاصرة هذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة للفرد والمجتمع."

وشدد مسؤول التحقيق العسكري في القوة الفلسطينية المشتركة بمنطقة صيدا، على  أن  "القوة  الفلسطينية   سيكون  لديها  لاحقاً خطوات للتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني، والهيئات الأهلية، والمنظمات المحلية والدولية ذات الصلة."

ووصف مطاوع التنسيق القائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية بالدائم والجيد في مجالين: الأول محاصرة الرؤس الموردة للمواد المخدرة، وهي بالتأكيد تقيم وتنشط خارج المخيمات.

والثاني في البحث عن إمكانية إخضاع المتعاطي المستجد اوالمعترف من تلقاء نفسه للعلاج، بإشراف مشترك بين الجهات الفلسطينية واللبنانية."

الصيدليات وحماية المجتمع

وأوضح الصيدلي أحمد حسين  أن  "استخدام الأدوية كمخدرات  وإدمان  قليل  في مجتمعنا، وأننا  لا نملك  المعطيات الكافية  عن  وجود  شباب  يستغلون  أدوية  التخدير أو أدوية  أخر."    وأضاف :"إذا  تعاونت مختلف القوى الفلسطينية  والقوة المشتركة  وممثلي  المجتمع  المحلي والأهلي  والجمعيات اللبنانية  التى  تعني  بهذا الشأن،  ممكن  أن تخفف من الظاهرة  بشكل تدربجي"،  مبيناً  أن حماية  مجتمعنا  من  هذه  الآفة لا يؤثر أبداً على  البيع والتجارة لدينا."   وأكد أن  "اجتماعنا مع  قيادة القوة المشتركة  كان  مثمراً،  ولقد  تعرفنا أثناء  اللقاء  على  عدد من  الأمور المهمة،  بسبب  خبرتهم بهذا المجال،   كما أرشدونا  لبعض الأدوية  التى يأخذها البعض ويدمن  عليها."

وأشار إلى إنه وزملاءه "لن  يجلبوا   تلك الأدوية الطبية  لمحلاتهم  بعد الآن،  وفي المراحل  القادمة،  وأنهم   إلى أبعد الحدود متعاونون   مع  قيادة القوة المشتركة في مخيم عبن الحلوة،  ولا نقبل بأي ضرر يلحق بأحد من أبناء شعبنا بشكل  خاص، أو  لأي إنسان من  الخارج."

بدوره محمد قاسم،  صاحب صيدلية  على الشارع التحتاني بمخيم عين الحلوة  قال:"التقينا  نحن مجموع الصيادلة  بالمخيم  منذ يومين،  مع قيادة القوة المشتركة الفلسطينية، ولقد  كان اللقاء  إيجابياً  ومثمراً،  حيث  أطلعنا  قائد القوة المشتركة  العميد بسام السعد  على  ما تم  إنجازه  ومعرفته  بالنسبة  لنوعية الأدوية  التي يستعملها بعض  الأشخاص،  والمدمنين  عليها، وكان موقف  الصيادلة الحاضرين موحداً  لجهة  المهنية  في بيع  الأدوية  للمرضى،  وتلقينا إرشادات منه   تهمنا،   وأكدنا له  أننا  لا نبيع  أدوية  منتهية الصلاحية،  لأننا  لا نقبل الضرر  لأي إنسان،  ونحن  لا نقبل  على أنفسنا أن  يأكل  أولادنا بسبب  تجارتنا من  أموال   تسبب    الضرر  للغير،  لأننا  مسلمون   وديننا  يحرم  ذلك."

وذكر الصيدلي  فادي  سلامة  بأن "إساءة استعمال الأدوية ظاهرة موجودة في كل دول العالم، بدرجات متفاوتة. لكن باستطاعتي أن أؤكد بأن هذه الظاهرة برغم وجودها في المخيمات الفلسطينية إلا أنها في نطاق  ضيق، لا يدعو للقلق، بسبب وعي القيمين على الصيدليات لمخاطر هذه الآفة الهدامة، التي تستهدف الشباب بشكل خاص، أي جيل المستقبل."

وجزم سلامة بأن ما "يتم ترويجه في المخيمات ليس مصدره الصيدليات، بل تجار سموم، وتجار موت، هم أعداء المستقبل بل أعداء الإنسانية."

ورأى سلامة أن "هذه الظاهرة متفشية في كافة المجتمعات، ربما العوامل المعيشية التي يعاني منها سكان المخيمات من بطالة، يجعلهم أكثر عرضة للوقوع فريسة هذه السموم."

مكرراً أن "الصيدليات لا تشكل مصدراً للأدوية المخدرة، أولاً لصعوبة الحصول عليها بشكل شرعي، والأهم بسبب الوعي الذي يتحلى به القيمون على الصيدليات، والالتزام بعدم شراء أو بيع هذه الأدوية داخل المخيم، ولن يكون عسيراً على المريض المحتاج لهذه الأدوية أن يحصل عليها بوصفة شرعية من طبيب، من صيدليات صيدا."

وعن الإجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا السياق أكد سلامة، إلى أننا :"تداركنا هذا الأمر منذ فترة طويلة، وكان هناك توافق والتزام من معظم الصيدليات بعدم شراء أو بيع هذه الأدوية التي يساء استخدامها بشكل هدام."

وعن نتائج الاجتماعات مع الأمنية بهذا الخصوص، قال:" الاجتماع لتأكيد حرص القوة المشتركة  على ألا تكون الصيدليات مصدراً لهذه السموم، تم إعادة التأكيد على الالتزام بعدم شراء أو بيع هذه الأدوية وتم التأكيد على التعاون التام مع اللجنة الأمنية في محاربة هذه الظاهرة، وتجفيف منابع السموم."

المصدر : وكالة القدس للأنباء