عام >عام
معركة حزب الله مع القاعدة موضع اهتمام السفارات
معركة حزب الله مع القاعدة موضع اهتمام السفارات ‎الأحد 6 08 2017 10:20
معركة حزب الله مع القاعدة موضع اهتمام السفارات

ياسر الحريري

الاثار الاستراتيجية الاقليمية تظهر قريباً على الضربة القاضية التي وجهها حزب الله لجبهة النصرة في جرود عرسال، وهذه الاثار التي  سوف تتجاوز الداخل اللبناني، بدليل ان معظم عواصم العالم بدأت تتحدث عن خطر النصرة التي هي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، والمنطقة، ووفق مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت ، قالت في مجلس خاص امس ان معظم العواصم العربية وجدت بمعركة حزب الله ضد جبهة النصرة- القاعدة في بلاد الشام-  معركة ايجابية في محاربة الارهاب، وان لم تعلن ذلك رسمياً لكن تابعتها بقوة ، وتابعت مجرياتها الميدانية لحظة بلحظة وارسلت تقارير ديبلوماسية كاملة عن هذه المعركة وابعادها التي تتجاوز الحدود اللبنانية، بدليل الارتياح العلني في الصحف العربية والغربية لمعركة حزب الله بوجه النصرة ونتائجها الميدانية والسياسية.
والمصادر الديبلوماسية تؤيد الخطوات اللبنانية - التنسيقية مع حزب الله في هذا الصدد وهذا التنسيق الذي كان بين الجيش والمقاومة اللبنانية، وهذا دليل على ان الجيوش الوطنية قادرة بالتعاون مع الشعب ان تقضي على الارهاب في الساحات الوطنية، وهذا ما يجب ان يجري في سوريا ومصر وليبيا، من تعاون بين الشعوب والجيوش للقضاء على هذه الحالات  التكفيرية التي هدفها الدم وتقسيم الاوطان وشرذمة المجتمعات.
تتوقع المصادر دوراً مصرياً بين لبنان وسوريا، كون مصر تلعب حالياً دوراً ايجابياً من خلال المشاركة في تثبيت مناطق  خفض التوتر في الغوطة الشرقية وحمص، وقد تبعت هذه الخطوات تصريحات غربية وعربية منها ما هو محسوب على المملكة العربية السعودية، بأن موعد القضاء على تنظيم القاعدة - اي جبهة النصرة في سوريا قد حان، يضاف اليه كلام المبعوث الاممي الى سوريا، الذي قال ان النصرة هي عصابة الجولاني ومهما غيرّت من تسمياتها فأنها تبقى منظمة ارهابية تنشر الارهاب والفكر التكفيري من خلال القضاة الشرعيين للجولاني.
هذه المواقف رأتها المصادر الديبلوماسية العربية في بيروت، بأنها جاءت بعد انجاز حزب الله في لبنان ولم تكن قبله وتحديداً حول جبهة النصرة التي حاولوا القول انها جبهة سورية ومؤلفة من سوريين معارضين، وجرى دعمها على هذا الاساس بالمال والسلاح من عواصم عربية ومن واشنطن وتل ابيب التي تداوي جرحاها، والى اليوم بلغ عدد الذين جرت معالجتهم في تل ابيب ثلاثة الاف ارهابي تكفيري وفق الصحف الاسرائيلية نفسها التي ذكرت هذه الارقام نقلاً عن مصادر حكومية ، كما الجميع رأى على الشاشات كيف ينسق الجيش الاسرائيلي مع النصرة على الحدود عدا عن زيارات رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتياهو الى جرحى النصرة، تحت عنوان المعارضة.
المصادر الديبلوماسية عزت المواقف اللبنانية الخارجة على الاجماع الوطني هي مواقف انتخابية، نتيجة الوضع اللبناني الخاص، لكن المواقف الحقيقية هي التي تحدث عنها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي اشار الى ان الكلام في الغرف المغلقة ليس هو نفسه من المواقف الملعنة، مع التأكيد ان القضاء على تنظيم القاعدة من الحدود اللبنانية ، لمصلحة المعتدلين السنة في لبنان واولهم رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي بات بمقدوره ان يحاصر التطرف داخل لبنان، وتحديداً داخل الطائفة السنية، بعد ان اكتشف الجميع ان النصرة وكل المسميات ما هي الا واجهة لافكار تكفيرية تضرب مجتمع المسلمين السنة وهم الجهة الاكثر خسارة من هذه الجماعات في لبنان وسوريا ومصر وكل العالمين العربي والاسلامي.
ان الفرصة الذهبية متاحة لتيار المستقبل في الحديث الخاص مع المصادر العربية الديبلوماسية كي يعمل على اعادة نمط الاعتدال الى بعض المناطق المحسوبة عليه، كما بات يملك القدرة على التدخل الايجابي لحل قضية المتطرفين داخل المخيمات الفلسطينية الذين ابدوا استعداداً للخروج من لبنان والعودة الى اوطانهم او من حيث اتوا ، وهذه اشارات هامة ، على ان الاجهزة الامنية اللبنانية على اختلافها نجحت في ضرب الخلايا الارهابية كما نجحت في محاصرتها والتعرف على رؤوسها وملاحقتها. وهذا لم يحصل في العواصم العربية، بل في عواصم العالم.
ان انتصار حزب الله الحاسم على تنظيم القاعدة واجتثاث جذوره من الحدود الشرقية للبنان، ليس عملاً عادياً لا في السياسة ولا الامن ولا العسكر، لذلك هو بحق انتصار لجميع اللبنانيين.

المصدر : الديار