عربيات ودوليات >أخبار دولية
حاضنة شعبية لإيران النووية: مشاركة انتخابية قياسية
حاضنة شعبية لإيران النووية: مشاركة انتخابية قياسية ‎السبت 27 02 2016 10:32
حاضنة شعبية لإيران النووية: مشاركة انتخابية قياسية
ايرانيتان بعد اقتراعهما في الانتخابات في طهران امس

جنوبيات

خمسة تمديدات متتالية لفترة الاقتراع أمس في انتخابات مجلسي الشورى والخبراء في إيران، كانت كفيلةً برسم المشهد العام لأول استحقاق تشهده البلاد بعد توقيع الاتفاق النووي: مشاركة كثيفة، وشبابية لافتة، توقعت وزارة الداخلية حتى قبل انطلاق العملية الانتخابية أن تصل إلى حدود الـ70 في المئة، أو أن تتخطى بكل حال أرقام الدورات السابقة، وسط حماسة ملحوظة للشباب، ودعوة القيادات الإيرانية، من التيارات الإصلاحية والمحافظة والمعتدلة، للتصويت في ما اعتبروه يوماً تاريخياً للجمهورية الإسلامية.
وعند بعد إقفال صناديق الاقتراع قبل 15 دقيقة من منتصف ليل أمس، أعلن التلفزيون الإيراني عن بدء عملية احتساب الأصوات. ولكن ليس من المتوقع أن تصدر النتائج النهائية التي يجب تأكيدها من قبل مجلس صيانة الدستور، قبل أيام عدة. إلا أن نتائج المحافظات قد تظهر غداً السبت، فيما ستصدر نتائج طهران يوم الاثنين.
ودعي الناخبون المسجلون في 31 محافظة إيرانية لاختيار 290 نائباً في مجلس الشورى (البرلمان الإيراني) و88 عضواً في مجلس خبراء القيادة، الذي يضم رجال دين ورجال قانون، مكلفين خصوصاً تعيين المرشد الأعلى.
وظلت الصفوف الطويلة من الناخبين، التي سجلت مشاركة ملحوظة للشباب الإيراني، تنتظر أمام مراكز الاقتراع في طهران والمدن الكبرى طوال نهار ومساء أمس. وأعلنت وزارة الداخلية عن تمديد أول انتهى عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، ليعلن التلفزيون الإيراني إقفال صناديق الاقتراع بحدود منتصف الليل. في تلك الأثناء، كانت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» قد نقلت عن المتحدث باسم لجنة مراقبة الانتخابات أنه سجل تصويت 28 مليون ناخب (من أصل 54) بحدود الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت طهران.
يذكر أنه في العام 2012، بلغت نسبة المشاركة 64.2 في المئة في جميع أنحاء البلاد، و48 في المئة في العاصمة طهران.
ودعا المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي لدى الإدلاء باكراً بصوته الإيرانيين إلى التصويت بكثافة لـ «تفويت الفرصة على الأعداء».
وقال خامنئي، بعد إدلائه بصوته في مركز اقتراع داخل مسجد في مقر إقامته في طهران، إنه «ينبغي على الجميع أن يشارك في التصويت، كل من يحب ايران، والجمهورية الإسلامية، ويحرص على عظمة ايران ومجدها».
وأضاف خامنئي «لدينا أعداء لديهم أطماع، وينبغي أن ننتخب بدقة وبصيرة، لكي نهزم العدو، ويجب أن تجري هذه الانتخابات بشكل يزرع اليأس في نفوس الأعداء ويخيب آمالهم».
من جهته، رأى روحاني، الذي أدلى بصوته في وزارة الداخلية، في هذه الانتخابات «دلالة ثقة كبيرة»، وان كل المؤسسات المعنية بتنظيمها ستضمن أن تكون «شرعية وسليمة»، مؤكداً أهمية تقبل النتائج من قبل الجميع.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف ان الدول الغربية باتت تدرك بعد الاتفاق «ضرورة مخاطبة الشعب الايراني باحترام، وانه لم يعد هناك مكان للغة القوة والعقوبات».
ويعول روحاني، الرئيس المنتخب في العام 2013، على أن يعزز نجاح الاتفاق النووي حجم تمثيل مؤيديه الإصلاحيين والمعتدلين في مجلس الشورى (البرلمان) خصوصاً، وهو ما سيساعده في تطبيق جملة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية قبل نهاية ولايته في العام المقبل، وخصوصاً بفضل الاستثمارات الأجنبية التي يأمل جذبها الى ايران.
وبعد انسحاب 1400 مرشح في اللحظة الأخيرة، انخفض عدد المرشحين المعتمدين الى 4844 مرشحاً، بينهم نحو 500 امرأة. ويبلغ عدد المرشحين لمجلس الخبراء 159، جميعهم رجال.
وبعد مقاطعة قسم من الإصلاحيين الانتخابات التشريعية السابقة في 2012 احتجاجاً على إعادة انتخاب المحافظ محمود أحمدي نجاد في 2009، ومشاركتهم بغير حماسة في انتخابات الرئاسة في 2013، بدا لافتاً مشاركة مختلف التيارات الإصلاحية أمس رغم رفض ترشيح عدد من قادتهم من قبل مجلس صيانة الدستور الذي يملك سلطة قبول المرشحين أو رفضهم.
وصوّت الإصلاحيون للائحة «أميد» (الأمل)، فيما شكل المحافظون «ائتلاف الأصوليين الكبير» الذي دعا إلى محاربة أي «تغلغل» أجنبي في ايران في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وبحسب شبكات التواصل الاجتماعي، تمكن الإصلاحيان المعارضان مهدي كروبي ومير حسين موسوي اللذان يخضعان للإقامة الجبرية في طهران من التصويت في منزليهما. وأكد كروبي أن «الإقبال الكبير من قبل الناخبين يظهر أن اللجوء إلى أساليب مثل استبعاد كثير من الإصلاحيين ليس لها تأثير».