عام >عام
اتصالات لعدم تكرار "سيناريو" التوتير ودعم "القوّة المشتركة" في عين الحلوة
النائب بهية الحريري تلتقي القيادات الفلسطينية قبل جمعهم
اتصالات لعدم تكرار "سيناريو" التوتير ودعم "القوّة المشتركة" في عين الحلوة ‎السبت 26 08 2017 09:39
اتصالات لعدم تكرار "سيناريو" التوتير ودعم "القوّة المشتركة" في عين الحلوة
النائب الحريري مستقبلة الأحمد والسفير دبور وأبو العردات

هيثم زعيتر:

عاد الهدوء إلى مخيّم عين الحلوة عموماً، ولا سيما الشارع الفوقاني، الذي كان مسرحاً لاعتداء "مجموعة بلال بدر" على عناصر "القوّة المشتركة" الخميس الماضي.
ووسط حالة الحذر الشديد، بدأت ورشة العمل لإصلاح ما يمكن إصلاحه بفعل غزارة النيران التي استخدمت في الاشتباكات نتيجة حالة الخراب التي عمت مختلف الأحياء، وشكّلت مرتعاً للاشتباكات بدءاً من أحياء: الطيري، الصحون، الرأس الأحمر، الصفصاف، سوق الخضار وجبل الحليب وسواها من الأحياء.
وبُعيد فرار المتشدّدين الإسلاميين بلال بدر وبلال العرقوب وعناصرهما من ساحة المواجهة، بدأت جولات السعي إلى وضع حد لعدم تكرار ما جرى، وضمان عدم تكرار "سيناريو" جديد للمواجهات ترسمه أيدٍ خارجية تستهدف عدم استقرار المخيّم، وبالتالي عدم استقرار الداخل اللبناني عموماً.
وتكثّفت اللقاءات والاتصالات بشأن الوضع الفلسطيني عموماً، ومواجهات مخيم عين الحلوة الأخيرة خصوصاً، التي كان محورها فاعليات مدينة صيدا والقيادات الفلسطينية.
وجرى خلال اللقاءات استعراض الأوضاع في مخيّم عين الحلوة عقب الأحداث الأمنية التي شهدها مؤخراً.
وتم التأكيد على:
- أهمية معالجة أسباب وتداعيات تلك الأحداث وتجنيب المخيّم وأهله المزيد من المعاناة جرّاء تكرارها.
- وضع حد لتفلّت ما يُعرف بـ"المجموعات الإسلامية المتشدّدة".
- تثبيت وقف إطلاق النار والعمل على تفعيل ودعم انتشار "القوّة المشتركة" في "حي الطيري" بمشاركة كافة مكوّناتها ودون أي شروط.
- الإسراع في عودة الأهالي النازحين، وطمأنتهم لعدم تكرار ما جرى، بلسمة جراحهم وإغاثتهم والتعويض عليهم.
- تفعيل التعاون والتنسيق بين المكوّنات الفلسطينية، وبينها وبين الدولة اللبنانية ومؤسّساتها الأمنية والعسكرية لما فيه مصلحة أمن واستقرار المخيم والجوار وقضايا الشعب الفلسطيني.
لقاءات النائب الحريري
وعند السادسة والنصف من مساء أمس، وبدعوة من النائب بهية الحريري، عُقِدَ في مجدليون، لقاء جمع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة "فتح" وفصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" فتحي أبو العردات، وممثلين عن "منظّمة التحرير الفلسطينية"، "تحالف القوى الفلسطينية"، "القوى الإسلامية" و"أنصار الله"، بحضور رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن فوزي حمادة، قائد منطقة الجنوب الإقليمية للدرك العميد سمير شحادة.
واستمر الاجتماع حتى ساعة متأخّرة من ليل أمس.
وكانت النائب الحريري قد استقبلت في مكتبها ببيروت، الأحمد يرافقه السفير دبور وأبو العردات.
وسبق اللقاء البيروتي، استقبال النائب الحريري في مجدليون، وفداً من "القوى الإسلامية الفلسطينية" في مخيّم عين الحلوة، تقدمه مسؤول "عصبة الأنصار" الشيخ أبو طارق السعدي ورئيس "الحركة الإسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب.
ثم التقت بحضورهم، وفداً من حركة "حماس" برئاسة المسؤول السياسي للحركة في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي.
وتناول البحث التطوّرات الأمنية الأخيرة في المخيّم وسبل العمل على اعادة تثبيت الأمن فيه بالتواصل بين كل الحريصين على أبناء المخيّم وعلى استقرار صيدا حاضنة القضية والشعب الفلسطيني بما يحفظ هذه القضية ويحمي المخيم ويحصن العلاقات الفلسطينية اللبنانية.
متابعات
 بدوره، التقى الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد في مكتبه بصيدا، وفداً من حركة "حماس" برئاسة عبد الهادي، يرافقه مسؤول منطقة صيدا أيمن شناعة، ومسؤول العلاقات اللبنانية زياد حسن، وذلك بحضور أعضاء الأمانة السياسية للتنظيم: محمد ظاهر، ناصيف عيسى وبلال نعمة.
ثم التقى سعد بحضور أعضاء الأمانة السياسية وفد "القوى الإسلامية" في مخيّم عين الحلوة تقدمه أمين سرها الشيخ جمال خطاب، والمسؤول في "عصبة الأنصار" الشيخ أبو طارق السعدي.
وجرى خلال اللقاءين عرض للاشتباكات الأخيرة في مخيّم عين الحلوة، وتم التأكيد على تثبيت وقف إطلاق النار ونشر القوة الأمنية والتعويض على المتضررين. 
كما تم التأكيد على ضرورة وضع حد نهائي لمسلسل الأحداث الأمنية المتكررة في المخيم التي تؤدي إلى سقوط الضحايا البريئة، كما تلحق أفدح الأضرار والخسائر بالمخيم وسكانه، وبسكان الأحياء والبلدات المجاورة، وبمجمل الأوضاع في صيدا، فضلاً عما تمثله من تهديد للمخيم ودوره ومصيره، وما ينتج عنها من خسائر صافية للقضية الفلسطينية وخاصة حق العودة، ومن إساءة للأمن الوطني اللبناني.
وشدّد سعد على "معالجة أسباب الاشتباكات، لا نتائجها فقط"، محذّراً من تكرارها، ومنبّهاً من الأوضاع المزرية التي وصل إليها المخيم، وداعياً إلى "المعالجة الشاملة لهذه الأوضاع على مختلف الصعد السياسية والأمنية والمعيشية والاجتماعية" 
وأكد على "أهمية انطلاق أي معالجة من توحيد مواقف الفصائل الفلسطينية حول أولوية التصدي لكل من يعبث بأمن المخيم خدمة لمشاريع خارجية لا تمت بأي صلة لمصلحة القضية الفلسطينية أو للمصلحة الوطنية اللبنانية".
من جهته، استقبل رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود في مكتبه بصيدا، وفداً من حركة "حماس" ضم عبد الهادي وشناعة وحسن.
واستقبل وفداً من "القوى الإسلامية " برئاسة خطاب والسعدي مع وفد موسّع.
 كما استقبل منسّق عام "تيار المستقبل" في الجنوب الدكتور ناصر حمود في مقر المنسقية في "عمارة المقاصد" - صيدا المسؤول السياسي لـحركة "حماس" في لبنان عبد الهادي، يرافقه حسن، بحضور أعضاء مكتب المنسّقية: محيي الدين النوام، مازن صباغ وحنان نداف.
رسالة من "الأونروا"
وبعد وقف إطلاق النار في المخيم، استأنفت "الأونروا" خدماتها بشكل جزئي أمس، حيث بدأ عمّال الصحة بإزالة النفايات من من الشارع التحتاني داخل المخيم.
وأعلنت رسالة من مدير عام "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني عن أنّ الوكالة "ستبدأ في الأيام القليلة المقبلة تقييم أثر الاشتباكات على منشآتها، وستدرس الأوضاع الأمنية للتأكد من قدرتها على استئناف خدماتها الاعتيادية بشكل كامل وبأسرع وقت ممكن وفي ظل ظروف تضمن سلامة الموظفين واللاجئين على حد سواء، كما سيجري تقييم حالة شبكات المياه والصرف الصحي في المخيم لإجراء عمليات التصليح العاجلة".
ولفتت الرسالة إلى "أنّ "الأونروا" تنسّق بشكل وثيق مع الشركاء كافة لإيجاد سُبُل متعدّدة لمساعدة لاجئي فلسطين الذين تضرّروا في الاشتباكات الأخيرة".
وعُقِدَ اجتماع تنسيقي في صيدا ضمّ إلى جانب "الأونروا" الشركاء العاملين في مجال المساعدات الإنسانية داخل عين الحلوة للبحث في كيفية العمل المشترك لتلبية حاجات اللاجئين الأكثر إلحاحاً، وستستمر "الأونروا" مع شركائها في المناصرة من أجل حثّ الجهات المسؤولة على مساعدة العائلات المتضررة جرّاء الاشتباكات الأخيرة، وتعتزم بدء العام الدراسي في السابع من أيلول في كل مدارس "الأونروا" في لبنان بما في ذلك مخيّم عين الحلوة.

سعد مستقبلاً الشيخين خطاب والسعدي بحضور ضاهر

المصدر : اللواء