عام >عام
محمد كنانة البساط.. ذكريات صيداوية
محمد كنانة البساط.. ذكريات صيداوية ‎السبت 9 09 2017 09:00
محمد كنانة البساط.. ذكريات صيداوية
الراحل محمّد كنانة البساط

هيثم زعيتر

يرحل محمّد كنانة منير البساط (عن 82 عاماً)، حاملاً معه ذكريات صيداوية عن البلدة القديمة، حيث الولادة والتعلّم في مدارس "المقاصد الخيرية الإسلامية"، التي تخرّج منها في العام الدراسي 1952-1953، مع نخبة من أبناء المدينة والجنوب وبيروت ومختلف المناطق اللبنانية والعديد من الدول العربية.
يغيب ركن أساسي من عائلات المدينة، التي أعطت الكثير لصيدا ولبنان، وساهم في تطوير الاقتصاد والتنمية ليس فقط في صيدا، بل في الجنوب ولبنان.
الراحل شكّل مع رئيس "غرفة التجارة والصناعة والزراعة" في صيدا والجنوب محمّد الزعتري، ورئيس "جمعية تجّار صيدا وضواحيها" علي الشريف منذ بداية السبعينيات، "خلية متكاملة" أعطت ثمارها الإيجابية في تطوير الصناعة والتجارة والزراعة، انطلاقاً من "غرفة التجارة" وما تمثّله من عمق جنوبي.
وفي العمل البلدي كان الراحل عضواً فاعلاً في المجلس البلدي لصيدا منذ تعيينه برئاسة المهندس أحمد كلش في العام 1978، وعلى مدى عقدين، وصولاً إلى العام 1998، وما رافقها من ظروف وأحداث، تحقّق فيها الكثير من الإنجازات لـ"عاصمة الجنوب" بدعم من "إبن المدينة" الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وكذلك كان عضواً في "ملتقى الفاعليات الصيداوية"، الذي كان يترأسه مفتي صيدا والجنوب الراحل الشيخ محمّد سليم جلال الدين، خاصة خلال فترة الإحتلال الإسرائيلي والموقف الذي اتخذته المدينة بالإقفال العام إثر العملية الوطنية التي نفّذها قادة "قوّات الفجر" - الجناح العسكري لـ"الجماعة الإسلامية" الشهداء: جمال حبال، محمّد علي الشريف ومحمود زهرة (27 كانون الأوّل 1983) ضد دورية لقوّات الإحتلال الإسرائيلي أوقعوها بين قتيل وجريح.
امتاز الراحل بعلاقته بالوزير والنائب الدكتور نزيه البزري على مدى سنوات طويلة.
كما كان عضواً في "اللقاء الوطني الإسلامي الموسّع" في مدينة صيدا، الذي كان يُعقد في منزل رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور مصطفى سعد.
وكان للراحل دور في "جمعية خرّيجي المقاصد الإسلامية" في المدينة، و"الأوقاف الإسلامية"، فضلاً عن المجالس واللجان في وزارتَيْ المالية والعمل، إضافة إلى الجمعيات الخيرية التي تابعها شخصياً وعقيلته مريم لطفي.
نجل الصيداوي الأصيل منير البساط، الذي اشتهرت المعامل التي تحمل إسمه بصناعتها الصيداوية المميزة، وعمل الراحل على تطويرها، ونقل جودتها إلى خارج الجنوب ولبنان في أصعب الظروف وأحلكها، قبل أنْ يسلّم الأمانة إلى نجله المهندس منير، الذي يحمل إسم الجد، والنشيط في أكثر من حقل اقتصادي.
أمّ الصلاة على جثمان الراحل، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال، في "مسجد الشهداء"، وسط مدينة صيدا، قبل أن يوارى الثرى في "مقبرة صيدا الجديدة" - سيروب، بمشاركة حشد غفير من الشخصيات وأصدقاء الراحل، الذين يمثّلون مختلف الأطياف الصيداوية والجنوبية من مناطق متعدّدة، وهو ما انسحب على مقدّمي التعازي في قاعة "مسجد الشهداء"، الذي أنشأه قريبه الحاج يوسف البساط.

المصدر : اللواء