عام >عام
اللواء إبراهيم: خطتنا في المديرية العامة للأمن العام هي العمل لبناء الدولة الآمنة لا الدولة الأمنية القمعية
اللواء إبراهيم: خطتنا في المديرية العامة للأمن العام هي العمل لبناء الدولة الآمنة لا الدولة الأمنية القمعية ‎الاثنين 16 10 2017 13:42
اللواء إبراهيم: خطتنا في المديرية العامة للأمن العام هي العمل لبناء الدولة الآمنة لا الدولة الأمنية القمعية

جنوبيات

في اطار التعاون القائم بين المديرية العامة للأمن العام والصليب الأحمر الدولي، افتتح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قبل ظهر اليوم في مقر المديرية – المتحف – الدورة الرابعة للمعايير الدولية لأعمال الشرطة والقواعد الأساسية للقانون الدولي لحقوق الإنسان التي سيتابعها عدد من ضباط وعناصر المديرية.
حضر الحفل رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في لبنان كريستوف مارتن مع وفد من مسؤولي البعثة إضافة إلى عدد من ضباط وعناصر الأمن العام.
بعد النشيد الوطني ونشيد الأمن العام تم عرض إيجاز عن الدورات التي أقيمت حتى تاريخه إضافة إلى الخطة التدريبية للعام القادم.
وألقى السيد مارتن كلمة وصف خلالها التعاون مع الأمن العام بالممتاز، متوجّهاً بالشكر إلى المديرية العامة للأمن العام بشخص مديرها اللواء عباس ابراهيم نظراً لإيجابيته في التعاطي ولجهوده في تعزيز روح التعاون بين الطرفين.
وأكّد أن حوار اللجنة مع ضباط تطبيق القانون يهدف الى مشاركة الجوانب الانسانية فيما يتعلق بحالات العنف المسلّح ويتطلع الى مواصلة الحوار مع الأمن العام نظراً لوجود أدلة وافرة على أن طبيعة الصراع القائم تتغيّر والدليل أن النزاعات المسلحة بين الدول تراجعت على مر السنين في حين أن العنف المسلح داخل الدول قد ازداد بشكل درامي.
واعتبر أن لبنان يمر بمرحلة حسّاسة جدّاً لم يشهدها في تاريخه الحديث، فهو يواجه عدداً كبيراً من الأزمات التي تنعكس على مؤسساته الاقتصادية وأمنه، وبالتالي على عناصره الأساسية في الأمن والاستقرار.
وتوجه بالشكر الى المدير العام للأمن العام، آملاً في المزيد من التعاون بين الطرفين، متمنياً أن تكون هذه الدورة على قدر التمنيات والتوقعات.
ثم كانت للواء ابراهيم الكلمة التالية:
في البداية يهمني ان اثني على التعاون الوثيق بين المديرية العامة للأمن العام وبين الصليب الأحمر الدولي في كل المحطات بما يخدم أهدافنا المشتركة التي تتمحور حول ضمان حقوق الانسان، والوقوف الى جانبه في المحن والحروب والكوارث، كما في القضايا التي تستوجب التنسيق والمواكبة اثناء تنفيذ المهمات المتعلقة بتحرير الرهائن لدى التنظيمات الارهابية وفي عمليات التبادل والانتقال، ومعالجة بعض ما خلفه الإرهاب او شبكات الاتجار بالاشخاص او الجرائم المنظمة. فكان عملنا سوية ومعنا جيشنا الوطني، اثر معركة فجر الجرود، خير دليل على تمسك لبنان والتزامه قواعد القانون الدولي وحقوق الانسان.
وتابع ان انطلاق هذه الدورة يؤكد استراتيجيتنا، وخطة عملنا في المديرية العامة للأمن العام لتعزيز ثقافة حقوق الانسان وتنميتها ونشرها، فالامن العام حقق خطوات استثنائية ونوعية في مجال احترام حقوق الانسان، وذلك من ضمن التزام لبنان الصادق بكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا المجال، وباكورة هذه الاستراتيجية انشاء دائرة حقوق الانسان وتشييد مبنى جديد للتوقيف المؤقت يحاكي المعايير الحقوقية والانسانية، بالاضافة الى اصدار مدوّنة قواعد السلوك التي تحدد المعايير الاخلاقية والانسانية والقانونية التي تحكم عمل عسكريي الامن العام وموظفيه.

ليس خافيا على أحد ما يعانيه لبنان من وطأة النزوح السوري وقبله الفلسطيني، إلا أننا لم نقارب الأمر من زاوية أمنية بحتة، بل لطالما تقدم العامل الإنساني على ما عداه، ولقد دفع لبنان أثمانا باهظة من أمنه واقتصاده واستقراره، لكنه ما بدل من قناعاته وثوابته الأخلاقية في مجال حقوق الانسان.
واضاف اللواء ابراهيم ان خطتنا في المديرية العامة للأمن العام هي العمل لبناء لبنان الدولة الآمنة لا الدولة الأمنية القمعية، وتحت هذا الهدف كانت عملياتنا ومهماتنا سواء منها المتعلقة بالأمن الاستباقي، أو تلك التي كانت مباغتة ومُفاجئة، حيث جاءت كلها نظيفة، ولم يُسجل علينا انتهاك او خرق طال مدنيا او تسبب بأذية في محيط مسرح العمليات. لا بل على العكس من ذلك، فكل التعقبات للإرهابيين، وبعضهم كان انغماسياً، في بيئات مدنية، كانت تتم وفقا للقواعد الحقوقية والقانونية الوطنية والدولية، ولم تجر أي عمليات توقيف من دون إشراف القضاء المختص.
اما على مستوى نظارات التوقيف فإننا نمضي قدما وبخطوات ثابتة لجعلها نموذجية ومتطابقة مع القوانين الدولية، إلا أن ذلك يبقى مرهونا بالمساعدات، وبالامكانات المتوافرة والمتاحة، وبمدى الاستقرار الذي نخشى عليه حيناً من التهديدات والافتراءات الإسرائيلية التي تتوالى فصولاً واشكالاً منذ نحو سبعين عاما، وحيناً آخر من الإرهاب الذي كنا أول من عانى منه في تسعينات القرن الماضي، ناهيك عن تداعيات الحرب في سوريا وارتداداتها التي لا تتوقف منذ ست سنوات. كما نؤكد سعينا إلى تثبيت انتمائنا لسجل العالم المتحضر في مجالي احترام القانون الدولي وحقوق الانسان، في اطار تأمين مصلحة لبنان وديمومته وحرية شعبه.
وختم اللواء ابراهيم كلمته قائلاً: أتوجه إلى عناصر الدورة، ضباطا ورتباء وافرادا، لأُكرر على مسامعهم ما يعرفونه جيدا، بأن ما سيتلقونه في هذه الدورة من تدريب يتصل بالمعايير الدولية لاعمال الشرطة والقواعد الاساسية للقانون الدولي لحقوق الانسان، لا ينتهي مع اختتام الدورة، بل هو البداية، بداية بناء المدماك الصلب في البنيان العسكري للأمن العام لجهة تأكيد احترام القواعد الحقوقية والقانونية في كل الاوقات وأنى كانت الظروف، ومهما كانت استثنائيتها. فالقاعدة هي حفظ المدنيين من دون تمييز في هوياتهم ومعتقداتهم وأعراقهم.
وفي الختام تبادل اللواء ابراهيم والسيد مارتن الدروع التذكارية.