عام >عام
عين الحلوة... الفلسطينيون على الحياد
عين الحلوة... الفلسطينيون على الحياد ‎الثلاثاء 7 11 2017 10:32
عين الحلوة... الفلسطينيون على الحياد

محمود زيات

تحركت الغريزة الامنية لدى القيادات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، لجهة المخاوف من تدهور ما للاوضاع، في ظل التأزمات السياسية التي اجتاحت لبنان، جراء «الاستقالة الاغترابية» التي تقدم بها الرئيس سعد الحريري، لتنطلق التحركات اللبنانية والفلسطينية، تحت شعار الحفاظ على الوضع الامني في مخيم عين الحلوة، وتأكيد القوى الفلسطينية على الحيادية تجاه ما يجري من توترات سياسية.
فقد ارتفعت وتيرة الاتصالات بين مختلف القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، لتظهير الحيادية الفلسطينية تجاه ما يجري من تأزمات سياسية، والابرز في السياق اللقاء الذي استضافته «الحركة الاسلامية المجاهدة»، وجمع أمير الحركة الشيخ جمال خطاب وقياديين من الحركة، وامين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات وقائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب ونائبه اللواء منير المقدح وضباط من «فتح»، حيث اكدوا الالتزام بحيادية القيادات الفلسطينية في المخيمات، امام الازمة السياسية الناتجة عن استقالة الرئيس الحريري، مشددين على ضرورة تسهيل وتوفير المستلزمات الحياتية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، بخاصة مواد البناء لترميم البيوت الآيلة الى السقوط قبل فصل الشتاء، والعمل على تخفيف الاجراءات المتبعة عند مداخل المخيمات، من خلال التعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية.
التطورات السياسية الاخيرة، دفعت بالاجهزة الامنية اللبنانية الى تكثيف اجراءاتها، تحسبا لاي محاولة لضرب الاستقرار والعبث بالامن، وللغاية اتخذت وحدات الجيش اللبناني عند مداخل مخيم عين الحلوة، اجراءات لوجستية وفنية خاصة بها، فرضت اغلاق بوابات المرور من والى المخيم عند محلة التعمير لبعض الوقت، لكن الاجراءات تزامنت مع معلومات رددها اكثر من قيادي فلسطيني في المخيم، تتحدث عن عمليات فرار لمطلوبين للقضاء اللبناني على خلفية تورطهم في عمليات ارهابية، وعلم ان المدعو ابراهيم خزعل غادر مخيم عين الحلوة، من دون ان تتأكد المعلومات.
واكد نائب قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء منير مقدح لـ «الديار»... ان القيادات الفلسطينية مستمرة بالتمسك بثوابتها لجهة الحفاظ على امن مخيم عين الحلوة، وقال .. ان الفلسطينيين في لبنان سيبقون صمام امان كما كانوا، وهناك اجماع فلسطيني على عدم السماح بالمساس بالوضع الامني في المخيم والجوار في ظل عاصفة الازمات السياسية والحروب العسكرية التي تجتاح المنطقة، ولن يسمح بالعبث في الوضع الامني في المخيم الجوار، تناغما مع الـتأزم السياسي السائد، مذكرا بدور القوى الفلسطينية في محاصرة المحاولات التي جرت للعبث بالامن بين المخيم وجواره، وذلك خلال اندلاع معركة عبرا قبل اربع سنوات.
فيما طمأن قيادي فلسطيني بارز على ان كافة القوى والفصائل الفلسطينية رفعت من وتيرة اهتمامها بالواقع الامني للمخيم، بما يتناسب مع التأزم الحكومي في لبنان، وقال ..لن يُسمح لاحد بالدخول على خط التوتير السياسي الحاصل، والمخيمات الفلسطينية غير معنية كليا بما يجري، وهناك حرص على التواصل مع الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية لمواكبة اي عمل مخل بالامن في المخيم وجواره.
«رحلات» مغادرة المطلوبين من عين الحلوة متواصلة!
وبالتزامن، بقيت «رحلات» المغادرة التي «ينظمها» المطلوبون المتورطون في عمليات ارهابية كانوا لجأوا الى المخيم قبل سنوات، حاضرة داخل المخيم، وهي تكاد تكون الشغل الشاغل للقيادات الفلسطينية، في ضوء ما تتركه من تداعيات ايجابية تنعكس على الواقع الامني للمخيم.
واكد مصدر قيادي فلسطيني، خروج العديد من المطلوبين اللبنانيين والفلسطينين المخيم، من دون الخوض في الاسماء، ومن ابرزهم  شيخ داعية من جماعة «كتائب عبد الله عزام» الارهابية، وهو من مجموعات المطلوب توفيق طه، لجأ الى مخيم عين الحلوة قبل عامين، مع اكتشاف شبكة ارهابية في منطقة وادي الزينة في ساحل الشوف، لافتا الى ان الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تأوي مطلوبين ابلغت بعض القنوات الامنية الفلسطينية، خروج اكثر من ثمانية مطلوبين، من بينهم شادي المولوي المصنف مطلوب رقم «1»، وجميع هؤلاء طالبت الاجهزة الامنية اللبنانية تسليمهم بالاسم، ومن بينهم 6 من مناصري الشيخ احمد الاسير المحكوم لدى القضاء اللبناني بالاعدام، على خلفية معركة عبرا التي استهدف فيها الاسير مراكز واليات الجيش اللبناني في حزيران العام 2013، وابرزهم نجلا الاسير وشقيقه امجد الذي كان اليد اليمنى لشقيقه، وجميعهم حُكموا غيابيا بالاعدام من قبل المحكمة العسكرية.
وقلل المصدر من اهمية الافلام التي يبثها مطلوبون عن «مغادرتهم»، مشككا بصحتها، مشيرا الى ان مغادرة هؤلاء مخيم عين الحلوة، لاتعني انهم وصلوا الى مناطق تسيطر عليها التنظيمات الارهابية في سوريا، ولفت الى ان احدا لم يؤكد صحة الافلام التي بثها الارهابي المدعو أبو خطاب الذي تردد انه تمكن من مغادرة المخيم قبل اكثر من شهر، والروايات التي تحدثت عن انه غادر المخيم الى جونية فطرابلس، ثم عاد ودخل الى عين الحلوة، الامر نفسه مع الارهابي شادي المولوي والتي زعمت بعض الروايات انه اصبح في مكان آمن في ادلب، و«وعد جمهوره» ببث فيلم يُثبت انه فعلا داخل الاراضي السورية!.

المصدر : الديار