فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
«عين الحلوة»: لقاء «فتح» و«الشباب المسلم».. من يطمئن الآخر؟
«عين الحلوة»: لقاء «فتح» و«الشباب المسلم».. من يطمئن الآخر؟ ‎الاثنين 14 03 2016 09:51
«عين الحلوة»: لقاء «فتح» و«الشباب المسلم».. من يطمئن الآخر؟


في تطور لافت من شأنه ان ينعكس ايجابا على الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، شارك قياديون بارزون من حركة فتح والشباب المسلم معاً في اجتماع موسع للقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة عقد في قاعة الأسدي في حي المنشية داخل المخيم.

الا ان المفارقة الأبرز في اللقاء هو ما وصفته اوساط فلسطينية مواكبة بـ»تبادل الطمأنة« بين الخصمين الرئيسيين في المخيم «فتح« و»الشباب المسلم» بأن كل منهما حريص على امن المخيم ووحدة اهله ومصلحتهم.

وكان لافتا ايضا ان القسط الأكبر من هذه الطمأنة وقع على عاتق فتح التي اضطرت اكثر من مرة الى توضيح خلفيات اعادة تموضع بعض الوحدات التابعة لها في مناطق مشرفة على معاقل الاسلاميين وأن هذا الاجراء داخلي وليس استهدافا لأحد، خاصة وانه سبق ونقل وفد من القوى الاسلامية الى فتح مخاوف الشباب المسلم من هذه التحركات.

يبقى ان توقيت هذا اللقاء جاء بعد ايام على اجتماع وفد اللجنة الأمنية العليا مع قيادة مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، والذي تعهدت فيه القوى الفلسطينية باستكمال ما سبق ووعدت به الدولة اللبنانية بالعمل على تحصين امن المخيم ومنع أي اختراق له او عبره للجوار اللبناني وتبديد كل المخاوف والتوجس الموجود لدى الجانب اللبناني من الوضع في المخيم.

هذا بالمضمون. اما في الشكل، فقد اعتبرت هذه الأوساط ان اللقاء كرّس اعترافا غير مباشر من مختلف القوى المشاركة ولا سيما فتح، بالشباب المسلم كطرف اساسي في المعادلة الفلسطينية على صعيد المخيم، خارج اطار القوى الاسلامية التقليدية فيه. لكن مصادر فلسطينية تعتبر ان هذا اللقاء كان شكلياً اكثر منه عملياً، وذلك لعدم مشاركة من تصفهم هذه المصادر بـ»الصقور» من الطرفين، ولعدم الخوض في قضايا تفصيلية لها علاقة بتثبيت الوضع الأمني في المخيم او تحديد موقف الشباب المسلم من قرار اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا تمركز عناصر من فتح والقوة الأمنية المشتركة عند بعض النقاط الحساسة داخل المخيم وعند بعض منافذه الفرعية.

مثّل حركة فتح في اللقاء «قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب وقائد القوة الامنية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح، قائد القوة الامنية في منطقة صيدا العميد خالد الشايب ومثّل «الشباب المسلم« جمال حمد، بحضور امير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، وممثل عصبة الانصار الاسلامية الشيخ ابو شريف عقل، ومسؤول حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل، وممثل «انصار الله» ابراهيم ابو السمك، وممثلون عن لجان الاحياء.

وفيما اعتبر اللواء أبو عرب ان مشاركة فتح في هذا اللقاء تنطلق من حرصها على حفظ امن المخيم والجوار اللبناني وعلى الوحدة الوطنية الفلسطينية، كشف في الوقت نفسه ان اجتماعات ثنائية بين فتح والشباب المسلم عقدت في وقت سابق ومهدت لهذا اللقاء. وقال : اللقاء من اجل مصلحة اهلنا وشعبنا في هذا المخيم. وحركة فتح ليس لديها أي مشروع واي اجندات لا من قريب ولا من بعيد الا الحفاظ على هذا المخيم واهله وعلى الجوار اللبناني.

وعن خلفيات اللقاء واهميته تحدث الناطق بإسم عصبة الأنصار الاسلامية الشيخ ابو الشريف عقل فقال: هذا اللقاء على درجة كبيرة من الأهمية. فهو جمع القوى الاسلامية وقيادات فتح والشباب المسلم ولجان القواطع والأحياء والجميع بنية صادقة، وعبّر عن ان الأحداث الأخيرة التي حصلت في المخيم كانت سحابة صيف ولن تتكرر. واضاف: واجبنا الشرعي والوطني ان نحافظ على المخيم والجوار وايضا طمأنا اهلنا الى ان كل ما يثار حول المخيم هو زوبعة في فنجان، وباذن الله عز وجل يعيش المخيم بأفضل حالاته وسيبقى كذلك، واتفقنا على ان نواصل التحركات ضد سياسة الأونروا لكن يجب علينا ان ندخر بعض الجهد من اجل مناصرة انتفاضة المسجد الأقصى وانتفاضة القدس في فلسطين. ونستطيع القول ان اللقاء كان ايجابيا ومريحاً للجميع وان شاء الله تستمر هذه اللقاءات من اجل منع حصول أي اشكال داخل المخيم او من المخيم الى الجوار.

وردا على سؤال: هل هذا يعني اعادة احياء المبادرة التي كنتم قد بدأتم بها قبل بضعة اشهر وسميت بمبادرة القوى الاسلامية؟ اجاب: صحيح هذه ثمرة من ثمرات تلك المبادرة، الثمرة الأولى كانت البيان الذي اصدره الشباب المسلم والذي اكدوا فيه حرصهم على المخيم وادانتهم للإشتباكات الخيرة التي حصلت. وكذلك كان موقف الأخوة في حركة فتح ايجابيا. واليوم، هذه هي الثمرة الثانية وهي اللقاء بين الشباب المسلم وقيادات فتح. وان شاء الله الثمرة الثالثة بأن تستمر هذه اللقاءات بدون وساطات لا القوى الاسلامية ولا لجان الأحياء ويكون هناك لقاءات مباشرة بينهما.

وعما اذا كان مثل هذا اللقاء يحرج القوى الاسلامية مع الدولة اللبنانية قال: أبداً لا يحرجنا، لأن الدولة اللبنانية حريصة كما نحن حريصون على امن المخيم والجوار. واعتقد ان هذا يصب في مصلحة الجميع، مصلحة المخيم ومصلحة الدولة اللبنانية.

المصدر : رأفت نعيم - المستقبل