عام >عام
عمليات في الضاحية ورسائل إسرائيلية
عمليات في الضاحية ورسائل إسرائيلية ‎الخميس 4 01 2018 09:49
عمليات في الضاحية ورسائل إسرائيلية


خرجت مجموعة من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بتصريحات يضخمون فيها قوة "الأذرع الإيرانية" العسكرية في سوريا ولبنان وتهديداتها لإسرائيل ولأحد أهم مرافقها الاقتصادية؛ آبار الغاز القائمة في قلب البحر الأبيض المتوسط. ورأى مراقبون هذه التصريحات بمثابة رسائل تهديد للقيادة الإيرانية ومحاولة لكشف حقيقة أهداف القيادة الإيرانية أمام شعبها المنتفض في شوارع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء في جامعة هرتزليا أن إيران سعت إلى تشكيل "هلال شيعي" في المنطقة، قائلا: "انظروا فقط إلى حجم الاستثمار الإيراني من أجل تحقيق الهيمنة الإقليمية، ستجدون أنه يصل إلى منح حزب الله ما بين 700 مليون دولار ومليار دولار كل عام"، لافتا إلى وجود 8 آلاف مقاتل من الحزب في سوريا إضافة إلى 10 آلاف عنصر تدعمها إيران التي تملك ألفي خبير عسكري في سوريا. وأضاف: "في الأشهر الأخيرة تنامى كذلك الاستثمار على الساحة الفلسطينية بدافع رغبة في بسط النفوذ، بزيادة في التمويل السنوي في قطاع غزة لحركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي) إلى مائة مليون دولار".

وتطرّق أيزنكوت إلى الملف السوري قائلا إن الجهود المركزية في الجبهة السورية تتمحور حول منع تمركز إيران على الحدود الإسرائيلية، فيما أكد ضرورة بذل كل الجهود في هذا الإطار؛ وضمنها العسكرية. وتحدث ضباط عن "حزب الله" بصفته تهديداً آنياً مباشراً لأنه يمتلك "قدرات عسكرية، من بينها الصواريخ، تمكنه من ضرب آبار الغاز في المياه الاقتصادية الإسرائيلية". ووفقاً لقائد البحرية، الجنرال إيلي شربيت، فقد شخص "حزب الله" المحفزات الكامنة في الحيز البحري وبنى لنفسه "منظومة هجومية استراتيجية من كل النواحي".

يذكر أن البحرية قامت مؤخرا بتركيب منظومة "القبة الحديدية" على سفن "ساعر5" التي تحمي آبار الغاز، في رد فوري، قبل امتلاك سلاح البحرية 4 سفن حربية من طراز "ساعر6" في 2019. وكتب شربيت في مقالة نشرها مؤخرا بمجلة "بين القطبين" أن "حزب الله" عمل على "بناء منظومة صواريخ هجومية وكبيرة".

لكن الجنرالات الإسرائيليين يشيرون إلى بعض القيود التي قد تمنع "حزب الله" من المبادرة إلى حرب مع إسرائيل. ويقول أحدهم في جلسة مع المراسلين العسكريين إن "حزب الله" الذي مني بخسائر فادحة نتيجة لعمليات فتاكة نفّذت في معقله في ضاحية بيروت، سيضطر خلال العام المقبل إلى مجابهة عمليات تسلل ينفذها عناصر في "الجهاد العالمي" الساعين إلى الانتقام من إنجازات الحزب في سوريا، وليس سهلا عليه فتح معركة مع إسرائيل يعرف سلفا أنها ستكون قاسية عليه. وبناء عليه، فهو يقوم مع الجيش السوري والمجموعات الشيعية بالسير بشكل حثيث في العمليات القتالية في المناطق المهمة بالنسبة للحزب.

المصدر : صحيفة "الشرق الأوسط"