لبنانيات >أخبار لبنانية
انتخابات بعلبك–الهرمل: حزب الله "مُحرَج" والمستقبل "يبيع مقعده"
انتخابات بعلبك–الهرمل: حزب الله "مُحرَج" والمستقبل "يبيع مقعده" ‎الاثنين 15 01 2018 11:34
انتخابات بعلبك–الهرمل: حزب الله "مُحرَج" والمستقبل "يبيع مقعده"


أربعة أشهر تفصل دائرة بعلبك الهرمل عن خوض غمار الانتخابات النيابية، وعلى عكس شقيقاتها تشهد هذه الدائرة حركة انتخابية خجولة، توحي مع خجلها بأن خلط الأوراق حاصل لا محالة.

للمرة الأولى لن تكون نتائج انتخابات البقاع الشمالي معروفة مسبقاً، إذ خلط القانون النسبي الأوراق الانتخابية، مهيئاً الأجواء لتهديد سطوة قوى أمر الواقع التي أحكمت قبضتها، مستفيدة من القانون الاكثري على مقاعد دائرة بعلبك الهرمل لأكثر من ربع قرن.

فما بعد القانون الجديد ليس كما قبله، وفوز لائحة واحدة بكامل أعضائها كما كان يحصل من قبل بات أمراً شبه مستحيل، وتوقعات خرق لائحة حزب الله وحلفائه بمقعدٍ أو اثنين لم يعد حلماً بعيد المنال على اللوائح المنافسة. ففي حال بلغت نسبة الاقتراع 50 في المئة كما حصل عام 2009، فإن الحاصل الانتخابي يكون 15500 صوت.

تضم دائرة بعلبك - الهرمل 10 مقاعد نيابية، موزعة على 6 مقاعد شيعة، 2 سنة، 1 موارنة، و1 كاثوليك.
وتتوزع المقاعد الحالية على 4 مقاعد شيعية لحزب الله، والنواب هم حسين الموسوي، وعلي المقداد، ونوار الساحلي، وحسين الحاج حسن. مقعدان للسنة من حصة حزب الله، هما النائبان كامل الرفاعلي ووليد سكرية. مقعد شيعي لحركة أمل هو النائب غازي زعيتر. مقعد شيعي لحزب البعث هو النائب عاصم قانصوه. مقعد كاثوليكي للحزب السوري القومي الاجتماعي هو النائب مروان فارس. مقعد ماروني لحزب التضامن المحسوب على كتبة التغيير والاصلاح هو النائب إميل رحمة.

عدد الناخبين عام 2009 بلغ 256287، لكن العدد ارتفع إلى 308997 عام 2017. ويتوزع الناخبون وفق آخر تحديث لوزارة الداخلية أجري في ربيع 2017 بين 226318 شيعة أي 73.24 بالمئة، 41081 سنة أي 13.29 بالمئة، 22706 موارنة أي 7.35 بالمئة، 16380 كاثوليك أي 5.3 بالمئة.

صورة التحالفات لانتخابات 2018 في هذه الدائرة لا يبدو أن التغيير سيطاولها، والاصطفاف الآذاري الذي ضربه خلط الأوراق في باقي المناطق، يحافظ على ثنائيته هنا، بينما صورة اللوائح والأسماء ليست واضحة بعد. 

حتى الآن، وبحسب مصادر محلية، ما بات واضحاً ومكشوفاً، لائحة حزب الله وحلفائه وتضم بالإضافة لحزب الله كل من حركة أمل والتيار الوطني الحر والقومي السوري الاجتماعي وحزب البعث. ولائحة القوات اللبنانية والمعارضة الشيعية والمستقبل، ولائحة الأمين القطري السابق لحزب البعث فايز شكر. مع اسماء مستقلة غير معروفة حتى الساعة إن كانت ستخوض الانتخابات بلوائح مستقلة أم ستنضم لإحدى اللوائح السابقة الذكر. 

ومن هذه الأسماء رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني (يمكن أن يشكل لائحة برئاسته أو رئاسة نجله)، ونجل رئيس مجلس النواب الأسبق علي صبري حمادة، ورئيس بلدية بريتال السابق عباس اسماعيل (لائحة مدعومة من الشيخ صبحي طفيلي)، وحارس سليمان عن حزب التجدد الديمقراطي، وعباس ياغي، وخلدون شريف، بينما أعلن النائب السابق يحي شمص عن عدم رغبته بالترشح.

وبالعودة إلى اللوائح الأساسية، تؤكد المصادر نفسها لـ"ليبانون ديبايت" أن حزب الله يعيش أزمة بسبب نقمة بيئته على القسم الأكبر من نوابه كونهم لم يقدموا شيئاً للمنطقة وأهلها. كما أنه يعيش حالةً من الإرباك إزاء القانون الجديد الذي يضعه أمام مشكلة مع حلفائه "كيف سيسايرهم ويراعي ظروفهم وكيف ستكون تركيبة الأسماء تحديدا بالنسبة للمقعد الماروني وأحد المقاعد السنية، كونه حكما لديه خرق بمقعدين".

كما يتردد بقوة داخل الشارع الشيعي البعلبكي عن تغييرات ستطاول 5 أسماء من نواب حزب الله الحاليين من أصل 10 ، ومن أبرز هذه الأسماء المهددة بالتغيير: النواب عاصم قانصوه، وكامل الرفاعي، وعلي المقداد، وحسين الحاج حسن، ونوار الساحلي. بينما لا تؤكد ولا تنفي مصادر حزب الله هذا الكلام وتقول إن الأسماء لا زالت قيد الدرس.

وترجّح المصادر أن التغيير سيطاول المقعد السني في بعلبك، لأن الاحتمال الأكبر باتجاه حزب الله للإبقاء على النائب وليد سكرية، كون تجربة حزب الله في اختيار نائب سني من عرسال لم تكن ناجحة. أما حركة أمل، فالتوجه لديها لإبقاء النائب غازي زعيتر، رغم التداول بأسماء عدة، من بينها الدكتور حسن اللقيس والصحافي عباس ضاهر.

وفي الوقت الذي يعتبر النائب إميل رحمة نفسه الأقوى نظراً لعلاقته القوية مع حزب الله والتيار الوطني الحر، لا تستبعد المصادر أن يكون لدى التيار خياراً آخر لا سيما بعدما خرج إلى التداول اسم المرشّح باتريك فخري.

وبينما أعلنت القوات عن مرشحها أنطوان حبشي، وبات التحالف بينها وبين المعارضة الشيعية شبه نهائي، والمعروف من مرشحيها حتى الآن الشيخ عباس الجوهري، يعيش تيار المستقبل أزمة مع قاعدته الشعبية التي لديها انتقادات كبيرة لسلوكه في المنطقة. ولا تستبعد المصادر أن يقرر المستقبل عدم خوض الانتخابات في بعلبك الهرمل "فلا بوادر لخوضه الانتخابات ولا أسماء مرشحين له حتى الساعة". 

ولا تستبعد المصادر "احتمال حصول تسويات خلف الكواليس، كأن يبيع المستقبل المقعد السني الذي قد يحصل عليه بسبب القانون الجديد لحزب الله مقابل تسوية معينة بين الطرفين في دائرة أخرى". والمؤكد أنه في حال خوض المستقبل الانتخابات في بعلبك الهرمل، سيكون ضمن لائحة ولن يكون له لائحة خاصة به كما حصل في انتخابات 2009.

المصدر : نهلا ناصر الدين | ليبانون ديبايت