فلسطينيات >داخل فلسطين
الصحفيون الفلسطينيون يدفعون أجسادهم ثمناً لفضح المحتل!
الصحفيون الفلسطينيون يدفعون أجسادهم ثمناً لفضح المحتل! ‎الاثنين 23 04 2018 18:31
الصحفيون الفلسطينيون يدفعون أجسادهم ثمناً لفضح المحتل!

ميرنا حامد

 

لم يدرك الصحفي الفلسطيني، أحمد أبو حسين، أن رصاصات الغدر الصهيونية ستصوب حقدها تجاه جسده الطاهر، خلال ممارسة مهنته السامية، وتغطية مسيرات العودة الكبرى السلمية. رمته رصاصات الغدر طريح الفراش في حالة موت سريري ينتظر العناية الإلهية، بعدما أكدت الطواقم الطبية أن وضعه الصحي في بالغ الخطورة. وهو معرض في أية لحظة للاستشهاد واللحاق بخطى زميله، الشهيد ياسر مرتجى، الذي اغتالته رصاصة أطلقت بدم بارد من قناص صهيوني، أنهت حياته وغيبت عينه عن نقل مشاهد القتل وسفك الدماء التي تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني، ولا سيما الأطفال منهم.

جرائم العدو الصهيوني بحق الصحفيين الفلسطينيين في مسيرات العودة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. فقد أمعن العدو مراراً وتكراراً باستهداف الصحفييين والطواقم الإعلامية خلال أحداث ومسيرات ومناسبات فلسطينية مختلفة، منذ نكبة العام 1948 وحتى يومنا هذا. ونفذ العديد من الإعدامات الميدانية بحق الصحفيين، وجرح المئات منهم مع سبق الإصرار والتصميم، تاركاً في أجسادهم جروحاً وإعاقات دائمة. ورغم تمييز أنفسهم عن المتظاهرين الفلسطينيين من خلال الشعارات الصحفية المخطوطة على ستراتهم وخوذهم، وكاميراتهم التي تؤشر لمهنتهم وعدم تشكيلهم أية خطورة على جنود العدو، ما يدل على أن إطلاق النار باتجاههم قرار متخذ على أعلى المستويات، للتغطية على الجرائم والمجازر المرتكبة. ومنع وصول آثارها إلى الراي العام العالمي، بخاصة.

وفي الوقت الذي تمنح فيه القوانين والمواثيق الدولية الصحفي حرية التنقل والحركة وضمان سلامته لأداء رسالته بحرفية وحيادية تامة، كما يفعل الصحفي الفلسطيني، يصر العدو  الغاشم على عدم احترام هذه المواثيق ويضرب بها جميعها عرض الحائط دون عقاب أو رادع. في محاولة بائسة منه لتكميم أفواه الصحفيين، كشهود عيان على جرائمه الموصوفة بحق الفلسطينيين. وفضح ممارساته القمعية أمام الرأي العام، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان.

وإزاء هذه الجرائم الصهيونية، تطالب نقابة الصحفيين الفلسطينيين وعشرات النقابات والاتحادات والهيئات الحقوقية والصحفية المحلية والعربية والدولية والأممية، بالتحرك العاجل لكبح جرائم العدو الصهيوني واعتداءاته الممنهجة بحق الصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين، وتوفير حماية ميدانية لهم خلال ممارسة عملهم، فضلاً عن محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة في جميع المحاكم الدولية.

ورغم زخات الرصاص الحاقد وغازات الاحتلال المفعمة بسمومه الكريهة التي تصوب تجاه صدور وقلوب الصحفيين الفلسطينيين، فان أعينهم الثاقبة مصوبة أبداً لممارسات جنود العدو  وإجرامهم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

ومع كل مواجهة مندلعة أو ميدان مشتعل لن تغفل أعين الصحفيين عن فضح الكيان الصهيوني وملاحقته وكشف إرهابه المنظم والممنهج ومزاعمه الزائفة بحق القضية الفلسطينية.