وسط المعارك التي تخوضها المرأة لإثبات نفسها اجتماعياً وسياسياً أمام ذكورية لبنانية، يبدو أنها تواجه جولة من نوع آخر وهي الرياضة، إذ تعاني من واقع مهمّش تعتريه صعوبات وعراقيل تجعل هذا المجال يشق طريقه الى الاحتضار.

عن هذه المعاناة تحدّثت بطلة لبنان في سباقات العمق في التزلج للعام 2018 نور كيروز لـ"ليبانون ديبايت", مبديةً أسفها لغياب اهتمام المعنيين في لبنان بالرياضة في الوقت الذي تُقدّر الرياضة والرياضيين في الخارج وتتلقى الدعم اللازم للاستمرار والتقدم والحلول بالمراكز العالمية الأولى.

ابنة منطقة بشري حققت انجازات عدة في مسيرتها الرياضية والعملية والاجتماعية. بعيدا عن الرياضة هي مهندسة تصميم داخلي، ومؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدأت بممارسة هواية التزلج منذ صغرها لأن والدتها كانت بطلة لبنان في التزلج على مدى 10 سنوات. وبسبب تشجيع والدتها لها انطلقت بمسيرتها وبدأت تحصد الجوائز تباعا بالتزلج، حتى اضطرت الى التوقف عن ممارسة هذه الرياضة بسبب الدراسة والعمل. 

لم تستلم كيروز ابنة الـ 24 عاما لضغوط الحياة، وضيق الوقت، وسعت لتحصيل شهادة تمكّنها من التدريب على سباقات التزلج. واشتركت في بطولات عدة، لأكثر من مرّة، في لبنان لسباقات التزلج محرزة أكثر من نجاح على هذا المستوى.

وعن الحواجز التي تعيق طريق الاستمرار بخوض التحديات، أكدت كيروز ان هناك أكثر من عائق أمامها، وأولها غياب التشجيع والاهتمام من قبل المعنيين. لم تنكر تشجيع بعض أعضاء الاتحاد اللبناني للتزلج على الثلج، لكنها أيضا تحدثت عن تقصير بعض الاطراف في تقديم الدعم الكافي. أما عن الدعم الخارجي من الدولة للرياضة وتشجيع المرأة واعطاء قيمة لمن يخوض تحديات للفوز ببطولات مماثلة، "حدّث ولا حرج فلا تقدير ولا اهتمام لا مادّي ولا معنوي". 

شجّعت كيروز النساء على خوض التحديات دائما، والاهتمام بالرياضة على مختلف أنواعها لأنها أفضل طريقة للتعبير عن الذات. وأشارت الى انه على المرأة ان تكون متمكّنة ومسؤولة عن نفسها ومستقلة وتتّخذ الرياضة هواية لها لترافقها في حياتها نظرا لأهميتها وهي بحاجة ان تدعم نفسها بنفسها في ظل غياب الاهتمام بالشأن الرياضي في لبنان.

لكن الصدمة هي ان بطلة لبنان التي أحرزت أكثر من انجاز قد تتوقف عن خوض بطولات في ظل انعدام الدعم المفترض لهذه الرياضة. وقالت "على الأرجح ستكون هذه السنة الأخيرة التي أشارك فيها ببطولة لبنان".