لبنانيات >أخبار لبنانية
لبنان ينشط ضد الانتحار: حالة كل يومين ونصف.
لبنان ينشط ضد الانتحار: حالة كل يومين ونصف. ‎الخميس 13 09 2018 13:39
لبنان ينشط ضد الانتحار: حالة كل يومين ونصف.

جنوبيات

تعمل Embrace على تحسين الصحة النفسيّة من خلال التوعية
لا تبشّر احصاءات منظمة الصحة العالمية خيراً عندما تظهر الأرقام ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الوفاة الناجمة من طريق الانتحار. فعند كل 40 ثانية تحصل حالة انتحار في العالم. أما في لبنان، فتحصل حالة انتحار كل يومين ونصف. أمام هذا الواقع المؤلم، كيف تواجه الجمعيات المعنية بقضايا الاكتئاب والانتحار هذه الظاهرة وبماذا تتصدى لها؟

تزامناً مع اليوم العالمي للوقاية من الانتحار، الاثنين في 10 أيلول 2018، وللسنة الخامسة على التوالي، تُنظم جمعية Embrace مسيرة، الأحد في 9 أيلول، تحت عنوان “مع طلوع الفجر” قرب صخرة الروشة في بيروت.

تقول المديرة التنفيذية في الجمعية ليا زينون، لـ”المدن”، إنه “وفق أرقام الأمن الداخلي، شهد لبنان في العام الماضي 143 حالة وفاة من طريق الانتحار، بينما سُجّل حتى شهر أيار هذه السنة نحو 66 حالة انتحار”، معتبرة هذه الأرقام غير عادية بالمقارنة مع ما كانت عليه في الماضي. وترجع زينون نسبة 90% من تلك الحالات إلى اضطرابات نفسيّة، “وغالبية المراجعات التي تردنا إلى الجمعية يكون عمر أصحابها بين 20 و30 عاماً وبالتوازي بين الجنسين”.

تعمل Embrace على تحسين الصحة النفسيّة من خلال التوعية على المرض النفسي ومساعدة الأشخاص الذين يعانون مشاكل أو اضطرابات نفسيّة، أو من يظهر عليهم عوارض الميل إلى الانتحار. فإلى التوجيه والاستشارات الطبيّة التي يقدمها المعالجون أو الأطباء النفسانيون للمرضى الذين يأتون إليهم، تفيد زينون، “استحدثنا في 2017، وسيلة تشجّع الناس على التواصل المباشر من خلال الاتصال عبر الخط الساخن على الرقم 1564 من الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى الثانية فجراً، والتبليغ عن الذين يعانون من مرض نفسي، أو الذين تستحوذ عليهم أفكار الانتحار، لمساعدتهم وتوفير الوقاية لهم قبل فوات الأوان”.

في هذا الاطار، ومع أن كثيرين يخجلون من التحدّث عن أمراضهم النفسية أو التوجّه إلى معالج نفساني، تقول زينون، “تلقينا خلال شهر تموز الماضي نحو 253 اتصالاً تنوّعت بين التبليغ عن مشاكل نفسية أو تؤشر إلى أعراض انتحار لدى أشخاص محددين”. 

وبالعودة إلى توقيت المسيرة التي تنطلق عند الخامسة من فجر الأحد وتستمر حتى السادسة صباحاً أمر مقصود، توضح زينون، فـ”السير في العتمة نحو الضوء أمر في غاية الأهمية، لأنه بعد كل ظلمه يأتي فرج ونور. وهذا ما يجب أن يُدركه المكتئب ويعيش معه”. إذاً، سيكون التجمّع من أمام مطعم “بيت ورد” في منطقة الروشة للسير مسافة كيلومتر في اتجاه الروشة “بهدف الاضاءة على المرض النفسي والانتحار وسبل الوقاية منهما”. 

تدعو Embrace الجميع إلى المشاركة في المسيرة، “مع العلم أن معظم المشاركين سيكونون أشخاصاً لديهم الفضول للتعرّف إلى موضوع الانتحار، أو من يولون اهتماماً بهذه القضية أو مَن يتعاطف مع من لديهم أمراض نفسية”، مشيرة إلى أنه سبق وشارك في نشاط العام المنصرم نحو 250 شخصاً. وتأمل أن يرتفع العدد في مسيرة هذه السنة.

“برامج التوعية وحدها.. لا تكفي”
رغم الوعي وتدخّل العديد من الجمعيات العاملة في مجال توعية المصابين على أمراض الكآبة والاضطرابات النفسية والانتحار، ومساعدة مواقع التواصل الاجتماعي في رصد هذه الحالات، ترى رئيسة جمعية “تخطى- نحو صحة نفسية فضلى”، المعالجة النفسسية ساسيليا ضومط، أن “مرد ازدياد حالات الانتحار يعود إلى الضغوط الحياتية التي يعيشها الناس وتلك التي تؤدي إلى الاكتئاب، وقد ينتقل الاكتئاب إلى الأطفال نتيجة التأثر بالعامل الوراثي”، لافتة إلى أن أعلى نسبة انتحار غالباً ما تكون ضمن فئة الشباب بين 15 و29 سنة بعد عجز هؤلاء عن إيجاد مخارج لحل مشاكلهم، فيلجأون إلى الانتحار بالهروب من واقعهم. 

أما عن نشاط الجمعية، الذي ستعلن عنه السبت في 8 أيلول في مؤتمرها الصحافي، تقول ضومط: “لم تعد تكفي النشاطات النظرية أو المحاضرات والندوات لتوعية الناس على قضايا الاكتئاب أو الانتحار وتجذبهم، لذا قرّرنا أن نشدّهم بأسلوب مغاير نتمكن عبره العمل على الصحة النفسية، ومن ذلك إقامة سباق رياضي ترفيهي، تحت شعار “لنركض معاً ضد الاكتئاب والانتحار”، الأحد، في 7 تشرين الأول 2018، من الثامنة صباحاً لغاية الحادية عشرة قبل الظهر، مسافة 5 كلم في منطقة جونيه وشوارعها، برعاية بلديتها، وإشراف الاتحاد اللبناني لألعاب القوى”. 

“صار لازم نعترف بوجود أعراض اكتئاب أو انتحار”، هو صوت وهدف هذا السباق وفق ضومط، والذي سيُشارك فيه رياضيون محترفون، فنانون وهواة غير عدائين.