عام >عام
3 دقائق ثمرة 3 أشهر من المراقبة.. تفاصيل الكومندوس للقبض على حجير
3 دقائق ثمرة 3 أشهر من المراقبة.. تفاصيل الكومندوس للقبض على حجير ‎الخميس 20 09 2018 09:45
3 دقائق ثمرة 3 أشهر من المراقبة.. تفاصيل الكومندوس للقبض على حجير

محمود زيات

 

كتب محمود زيات في صحيفة "الديار": يكفي ان يكون بهاء الدين حجير المطلوب الابرز في ملف التفجيرات الارهابية التي استهدفت مقرات دبلوماسية ايرانية واحياء سكنية حصدت العشرات من الضحايا، اضافة الى تفجيرات استهدفت الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة المؤقتة العاملة في الجنوب اللبناني "اليونيفيل" التي نفذها تنظيم "كتائب عبد الله عزام" الارهابي، لتُعِدَّ الاجهزة الامنية اللبنانية وبالتنسيق مع جهات فلسطينية فاعلة داخل مخيم عين الحلوة، عملية امنية معقدة ودقيقة انتهت بسوقه الى قبضة مخابرات الجيش اللبناني.

ففي عملية اشبه بالعملية التي نفذتها وحدة كومندوس من مخابرات الجيش اللبناني، داخل "حي الطوارئ" الذي يشكل احد ابرز معاقل الجماعات الارهابية عند الطرف الشمالي للمخيم، واستهدفت القيادي البارز فيها عماد ياسين، تأتي عملية اعتقال حجير من داخل حي الطيرة الذي يقيم فيه عشرات المطلوبين للقضاء اللبناني على خلفية تورطهم في عمليات ارهابية داخل الاراضي اللبنانية. فالساعات الاولى من ليل الثلثاء ـ الاربعاء كان موعد العملية الامنية الفائقة الدقة والحساسية، وفق ما يقول قيادي فلسطيني داخل المخيم الذي كشف ان العملية الامنية ستبقى تفاصيلها الدقيقة مطوية، وما لم يُعلن بعد عن العملية يؤكد حجم المتابعة الامنية الجارية باتجاه الجماعات الاسلامية المتشددة المرتبطة بالتنظيمات الارهابية والتي تتخذ من بعض احياء مخيم عين الحلوة مقرات سرية لها، وفق ما يقول مصدر امني فلسطيني.

المكمن الامني الذي راقب ورصد وتابع كل تحركات حجير، نجح، عناصره بحسب القيادي الفلسطيني، في الانقضاض على حجير باستخدام عنصر المفاجأة والمباغتة داخل احد ازقة حي الطيرة واعتقاله وسوقه الى خارج المخيم في خلال ثلاث دقائق، من دون ان يشعر مناصرو الجماعات الارهابية بشيء.

وكما عملية اعتقال الارهابي عماد ياسين من داخل معقله في حي "الطوارئ"، في ايلول العام 2016، فان عملية الكومندوس التي استهدفت حجير امس الاول، كانت حصيلة مراقبة وتخطيط ورصد من قبل الفريق المكلف بالعملية التي تركزت فيها جهود ومعلومات من مخابرات الجيش اللبناني وجهات فلسطينية عملت بالتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني لاستئصال الجماعات الارهابية المتورطة في عمليات نفذتها تنظيمات ارهابية ارتبطت خلال السنوات الماضية بتنظيمات موصوفة بعمليات الارهابية، وفي مقدمها تنظيم "كتائب عبد الله عزام" و"فتح الاسلام" و"جند الشام".

ورجحت مصادر امنية فلسطينية في مخيم عين الحلوة، ان تُفضي التحقيقات التي تجريها مخابرات الجيش اللبناني مع حجير الى تفكيك شيفرة الجماعات الارهابية التي ارتبط بها، وكشف المزيد من الخيوط التي ما تزال مخفية، ولفتت الى ان حجير كان على صلة وثيقة بالانتحاريين الذين نفذوا عمليات ارهابية في لبنان، ومنها التفجير الارهابي الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت قفي 19 تشرين الاول من عام 2013، اضافة الى استهدافات امنية طالت دوريات وحواجز للجيش اللبناني، وهي عمليات اعلنت "كتائب عبد الله عزام" عن مسؤوليتها عنها.

عملية اعتقال حجير من داخل المخيم، التي استغرق التحضير لها اسابيع عدة، ووفق ما تلفت مصادر امنية فلسطينية، احدثت ارباكا في اوساط الارهابيين المطلوبين للقضاء اللبناني، وعددهم بالعشرات، بحيث اكدت العملية انه لم يعد اي حي من احياء المخيم آمنا لهؤلاء، ولم يعد كافيا لدى هؤلاء الاحتماء فيها والتواري عن الانظار.

يقول المصدر الامني الفلسطيني إن "البيئة لم تعد صالحة لبقاء الارهابين في وضع آمن، وهناك اجماعا فلسطينيا عاما، على مستوى الفصائل والقوى الفلسطينية وعلى مستوى سكان المخيم، على ضرورة استئصالهم من المخيم لحمايته واستعادة الاستقرار اليه وعودة الثقة بين المخيم والاجهزة الامنية اللبنانية، والعملية الاخيرة رفعت من منسوب الارتياح لدى الجهات الفلسطينية في المخيم، انطلاقا من انه الاسلوب الناجح الذي يوفر على سكان المخيم جولات قتال دموية تحصد الضحايا وتدمر الاحياء، علما ان عمليات مماثلة اقل شأنا نفذت بالتنسيق بين الجيش اللبناني وحركتي "فتح" و"حماس" و"عصبة الانصار الاسلامية"، في اطار تفكيك الالغام الامنية من خلال تسليم مطلوبين للقضاء اللبناني، بعضهم تمت تسوية اوضاعهم والبعض الآخر يخضع للمحاكمة".

ويجزم القيادي الفلسطيني ان "كل القوى والفصائل الفلسطينية باتت متوافقة على عدم السماح لاي كان بتوريط المخيم في ملفات امنية تستهدف الامن اللبناني، وتلحق الاضرار بالعلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية، في وقت يشعر فيه الجميع ان الجيش اللبناني يقدم كل التسهيلات لتخفيف الضغط الامني على المخيم، وآخرها وقف العمل ببعض الاجراءات الامنية التي شكلت عائقا لتحرك سكان المخيم وانتقالهم من والى المخيم، سيما البوابات الالكترونية التي ازالها الجيش بعد اسبوع واحد على تركيبها عند مداخل المخيم".

المصدر : صحيفة الديار